يمثل أمام أحد محاكم العاصمة التركية أنقرة اليوم 103 عسكري بينهم القائد الأسبق للقوات البرية الجنرال أردال جيلو أوغلو ورئيس الأركان العامة السابق إسماعيل حقي قرضاي بتهمة المشاركة والتخطيط للانقلاب الذي أطاح بحكومة رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان عام 1997، وحسب لائحة الاتهام المتكونة من 1300 صفحة قد تصل الأحكام المتوقعة بحق المتهمين إلى السجن لعشرات السنين والسجن المؤبد.
ويواجه كل من أوغلو وقرضاي تهم إدارة الانقلاب من خلال تنظيم استعراض عسكري بالقرب من العاصمة أنقرة لإرغام رئيس الوزراء التركي آن ذاك نجم الدين أربكان على اتخاذ خطوات للحد من الأنشطة الإسلامية في البلاد ثم لإجباره على حل حكومته الائتلافية المنتخبة بقيادة حزب الرفاه، مع العلم أن قرضاي الذي اعتقل في يناير/كانون الثاني الماضي ثم أطلق سراحه لظروفه الصحية قد نفى في تصريحات لصحيفة ملّييت التركية أي دور للجيش في اسقاط حكومة أربكان.
وتعتبر الانقلابات تقليدا سياسيا نجح من خلاله العسكر في الإطاحة بأربعة نظم سياسية كان أولها انقلاب 1960 على عدنان مندريس ثم انقلاب 1971 على حزب العدالة، وكذلك انقلاب 1980 الذي قاده كنعان ايفران اثر انتهاء الفترة الرئاسية لفخري كورتورك وتوقع تقدم الأحزاب الإسلامية في الانتخابات المقبلة، ليكون انقلاب سنة 1997 آخر الانقلابات العسكرية الناجحة في تركيا.
ولهذه الانقلابات عوامل مشتركة عدة أهمها هي أن المنقلبين هم العسكر والمنقلب عليهم هم دائما الخصوم السياسيون لحزب الشعب الجمهوري، ورغم عدم نجاح العسكر في الانقلاب على حكومة رجب طيب أردوغان طيلة العشر سنوات الماضية، فإن القضاء التركي أدان مئات العسكريين وعشرات الإعلاميين وثلاثة برلمانيين من حزب الشعب الجمهوري بالتخطيط للانقلاب على حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان في ما سمي بقضية أرجينيكون.