بعد أشهر طويلة من الحجر الصحي ومع بداية الموسم الصيفي بدأت الحكومة التركية في تخفيف القيود التي كان آخرها إلغاء الحظر نهاية الأسبوع الأحد، وعبر حساباتها على إنستغرام طوال فترة الحظر، كانت البلديات الفرعية وبلدية إسطنبول الكبرى تنشر تباعًا صورًا لأعمال ترميمات وتجهيزات لحدائق ومنتزهات جديدة يتم افتتاحها لاستقبال الزوار والعائلات والأطفال بعد فترة صعبة.
فيما يلي قائمة بالمنتزهات والغابات والحدائق الوطنية، حاولت من خلالها اختيار أماكن متنوعة بفعالياتها ونشاطاتها وإطلالاتها وأماكن وجودها، كما أرفقت أسماء بعض الحدائق المتشابهة.
حديقة نقاش تيبيه الوطنية (Nakkaştepe Millet Bahçesi)
شيد هذا المنتزه على تلة مطلة على مضيق البوسفور بمساحة 80 ألف متر مربع، يتميز بممشى مصمم على شكل جسر خشبي جميل، يمتد في المساحات الخضراء المبنية في المنطقة، ويوفر إطلالات فريدة لالتقاط الصور.
المساحة الواسعة والنشاطات المتنوعة والمناسبة لكل الأعمار تتيح فرصة قضاء يوم كامل بين أحضان الطبيعة الخلابة، يوجد في المنتزه طاولات خشبية وأماكن تمشية ومنطقة لألعاب المغامرات ومساحات مفتوحة ومغلقة لألعاب الأطفال وملعب تنس وآلات لممارسة الرياضة والتزلج بالحبال، إضافة للبحيرة والشلال وغيرها من الأنشطة التي تضمها هذه المساحة الخضراء البديعة.
في حي إسكودار أيضًا ستجد العديد من الحدائق ذات الإطلالات المبهجة على البوسفور، تتنوع مشاهد الجمال فيها والخدمات التي تقدمها، مثل:
حديقة فتحي باشا (Fethi Paşa Korusu)
يقصدها الزوار عادة لتناول وجبة في مطعم البلدية ومن أجل جولة قصيرة، وعلى مقربة من جسر محمد الفاتح توجد حديقة اشتهرت بإطلالتها الواسعة، وتصلح لقضاء أمسية خفيفة.
محمية بيكوز (Beykoz Korusu)
محمية طبيعية تقع بمنطقة بيكوز في الجانب الآسيوي من إسطنبول، في منطقة متوسطة بين جسر محمد الفاتح وجسر السلطان سليم، تضم أماكن للتنزه ومساحات خضراء ومقهى ومطعم تابع للبلدية، إضافة لمساحات واسعة مغطاة بالأشجار العالية والكثيفة، وتنتشر فيها بعض أنواع الحيوانات مثل السناجب، طرقاتها منحدرة وتمتد قريبًا من الشريط الساحلي نحو الداخل.
تتمتع المحمية بإطلالة جميلة على البوسفور كما تجاور أسوارها المنخفضة البيوت الشعبية في أحياء بيكوز القديمة.
منتزه يلدز (Yıldız Park)
تحتل حديقة يلدز بارك موقعًا إستراتيجيًا في أهم المناطق السياحية الإسطنبولية، قرب ضفاف البوسفور وبإرث عثماني عتيق تستقبل السياح والزوار على مدار العام، إذ اعتبرت جزءًا من المرافق المحيطة بقصر يلدز الذي بناه السلطان عبد الحميد لاستقبال الوفود الرسمية وزوار الدولة العثمانية، لهذا ستجدها محاطة بالأسوار العالية.
كما تحتوي على أنواع متنوعة من الزهور والنباتات والأشجار التي جمعت من أنحاء العالم، إضافة لوجود شلالات وبحيرة ووادٍ يجمع المياه أقيم فوقه جسر معلق للتمشية.
يضم المنتزه قصرين تاريخيين في الحديقة هما: قصر تشادر وقصر مالطا اللذين يقدمان أيضًا خدمات الإفطار والأطعمة والمشروبات، كما توجد مساحات واسعة للنزهة وألعاب الأطفال بإطلالات رائعة على المضيق.
يقصد السياح عادة يلدز بارك قرب جسر البوسفور، كما يقصدون حديقة أميرغان قرب جسر محمد الفاتح على المضيق، تحديدًا في شهر أبريل/نيسان للتمتع بمهرجان التوليب الذي تنال أميرغان النصيب الأكبر منه.
منتزه فلوريا (Florya Çocuk Parkı)
بالقرب من أغنى أحياء اسطنبول (يشيل كوي) ومطار أتاتورك سابقًا، تمتد على الشريط الساحلي لبحر مرمرة حديقة مليئة بالألوان والبهجة، محاطة من أحد طرفيها بأرقى وألذ المطاعم، وينتهي طرفها الآخر بساحل رملي مجاني مخصص للسباحة.
يقسم المنتزه مول يضم مقاهي ومحلات تجارية وأكواريوم للحياة البحرية، توفر الحديقة أماكن للنزهة ومقاعد عند الرصيف البحري، وعدة أماكن مخصصة لألعاب الأطفال، ومساحة لتعليم قواعد المرور، إضافة لمساحة واسعة من الألعاب الكهربائية أو ما يعرف بـ”لونا بارك”.
كما تتوافر خدمة استئجار أنواع من الدراجات للكبار والأطفال للمشي على طول الشاطئ، ويضم المكان تراسًا كبيرًا يعمل كمقهى تابع للبلدية فضلًا عن وجود مطعم للبلدية وقاعات لاحتفالات الزواج.
على امتداد ساحل فلوريا نحو الداخل نجد مجموعة من المنتزهات الساحلية المناسبة للزيارات العائلية مثل ساحل أفجلار الذي يوفر بعض الأنشطة المشابهة لمنتزه فلوريا، لكن بمستوى خدمات أقل مع إمكانية الشواء.
الحديقة النباتية في بكركوي (Botanik Park Çocuk Parkı)
أحب الحديث عن هذه الحديقة كونها تقع وسط الأحياء السكنية في إسطنبول، ويمكن الوصول إليها بسهولة من الأحياء قليلة المساحات الخضراء مثل شيرين ايفلار ويني بوسنة، إضافة لتميزها بنشاطات الأطفال، إذ تحتوي على مساحة واسعة للعب الأطفال بالماء والرمل مع أدوات مخصصة، كما يمكن استئجار عربات مائية للتجول في البحيرة ومشاهدة البط عن قرب.
ونظرًا لقربها من الطريق السريع فقد تم زرع الأشجار كحواجز صوتية لحماية الزوار من الأصوات المزعجة لحركة مرور المركبات.
وعلى نفس المبدأ يوجد منتزه أضا بارك في منطقة بايرام باشا، وسط الأحياء السكنية، ويتميز بكثرة الأنشطة والفعاليات والمقاهي، مثل ركوب الأحصنة وحديقة صغيرة للحيوانات وحديقة ألعاب كهربائية إضافة لوجود نموذج للبيت المقلوب.
منتزه سلطان غازي (Sultangazi Belediyesi Kent Ormani)
أول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر هذا المكان، هو المدرج الترابي المثبت بألواح خشبية والمطل على بحيرة واسعة تتجمع فيها الأمطار عند سد علي بي الذي أقامه المهندس الشهير معمار سنان منذ مئات السنين، غابة خضراء كثيفة مجهزة بمسارات للمشي وركوب الخيل وأماكن للنزهة ومسرح كبير مطل على البحيرة.
تتميز الغابة بما يعرف بشرفة المراقبة وهي برج خشبي مع تراسات بثلاثة طوابق وبارتفاع 17 مترًا يوفر إطلالة بانورامية على الغابة الخضراء والبحيرة والسكن العمراني المحيط بالمساحة الخضراء.
حديقة غولهانة (Gülhane Parkı)
لا يمكن أن تزور إسطنبول دون أن تكون قد مررت بحديقة الورد وتمشيت بين أشجارها العالية وصعدت حتى وصلت للمقهى المطل على نقطة التقاء المضيق ببحر مرمرة، كوب من الشاي لا ينسى قرب أسوار قصر الباب العالي.
ستكون محظوظًا لو زرت الغولهانة في شهر أبريل/نيسان ومايو/أيار حين تمتلئ بأزهار التوليب وتصبح جنة تليق بإرثها الحضاري والتاريخي.
قرب أحد مداخل الحديقة ستجد متحف تاريخ العلوم والتكنولوجيا في الإسلام، كما يوجد مطعم ومقهى تابع للبلدية.
القرية البولندية (POLONEZKÖY TABİAT PARKI)
كما يبدو من الاسم فالمكان القادم ليس حديقةً أو غابةً أو منتزهًا، بل قرية بناها البولنديون الهاربون من روسيا، وحافظوا على التاريخ والتراث البولندي لفترة طويلة، وبالتالي فإن زيارة هذا المكان تجربة ثقافية لما يوفره من فعاليات مميزة بالمنطقة وزيارة الأماكن الثقافية والتاريخية إضافة لمتعة الرحلة والاستراحة بين أحضان الطبيعة، ومجموعة واسعة من الخيارات الممتعة والمسلية وفرصة تناول الإفطار القروي الغني وزيارة أحد المطاعم الريفية التي توفر اللحوم وأدوات الشواء، كما تفضل العديد من العائلات البقاء في الفنادق الموجودة بالمكان.
على أطراف القرية البولندية توجد حديقة صغيرة للفراشات تعرض أنواع متنوعة ونادرة من الفراشات بمختلف الألوان، كما يراقب الأطفال مراحل نمو الفراشة، وتسمى محمية الفراشات بالتركية: İstanbul Kelebek Çiftliği.
غابة المغامرات انجي كوم (İncekum Macerapark)
على شواطئ البحر الأسود وبعد طريق ريفي يعيد للنفس الحياة، ترتفع الغابة على تلة جميلة، وتبدو كمكان مثالي للتخييم العائلي الآمن بخيارات متعددة، يحكي الزوار عادة عن جمال الصباح بها والتمشية على شاطئ البحر القصير المختبئ في أحضان التلة، أشجار عالية أقيمت بينها وبدعمها مجموعة متنوعة ومشوقة من ألعاب المغامرات مثل المشي على الحبال وركوب الخيل إضافة لرياضات مثل الكرة الطائرة، ويوفر المطعم مكانًا جميلًا وأصنافًا لذيذة لتكتمل متعة الزيارة.
كما تحتوي على حظائر واسعة لبعض الحيوانات، تجمع الغابة بين المكان المليء بالأنشطة والفعاليات والمرافق التي تحتاجها العائلة لزيارة يوم كامل أو قضاء ليلة وليلتين بين أحضان الطبيعة، وبين الطبيعة البكر حيث تنمو الأزهار على طبيعتها والطريق الترابي المتشكل بين الأحراش والمحاط بالسياج.
– استراحات تشاتلجا (Çatalca Piknik)
بعيدًا عن شبه الجزيرة التاريخية وعن البوسفور وجلبة السياح، وقريبًا من بحيرة بويوك تشكمجه توجد سهول تشاتلجا، يقصدها أهل إسطنبول للراحة والهدوء، وتنتشر فيها الاستراحات والمنتزهات العائلية المخدمة والمجهزة من سكان المنطقة.
وتضم في أغلبها حيوانات المزرعة، وبعضها يوفر تجربة ركوب الأحصنة إضافة لتميزها في الإفطار الصباحي وتوفر بعض المطاعم خدمة شراء اللحوم وتوفير أدوات الشواء حيث تقوم كل عائلة بالشواء.
من المنتزهات التي يقصدها السياح عادة في تشاتلجا: مطعم أنتيك كوي ومزرعة الفلامينجو وفيها مطعم يقدم الإفطار واللحم المشوي يتميز بوجود بحيرة صغيرة لطائر الفلامينجو والبط وحديقة صغيرة للحيوانات.
كما تتوافر عادة المنتجات العضوية (الأورغانيك) مثل الخضراوات والبيض والعسل.
منتزه غابة آيدوس (Aydos Ormanı Gölü)
إحدى الغابات الكثيفة التي يتميز بها الطرف الأناضولي من إسطنبول، وتدعى رئة إسطنبول، كما تأتي في مقدمة التوصيات لأماكن هادئة لقضاء نهاية الأسبوع والتمشية بالدراجات والتنزه حول البحيرة، كما توفر البلدية فيها أماكن خاصة بالشواء وقوارب التجول في البحيرة، إضافة للصعود لأعلى تلة من تلال إسطنبول حيث توجد قلعة آيدوس وسط الغابة الكثيفة التي توفر إطلالة فريدة على مساحات واسعة من إسطنبول.
قريبًا منها تقع بحيرة سلطان بيلي الصناعية (Sultanbeyli Gölet Yapay Gölü)، حيث يتوافر فيها أماكن للنزهة وساحات لعب الأطفال إضافة لمطعم ومقهى البلدية.
من الجدير بالذكر أن جميع الحدائق والمنتزهات والغابات آمنة وتخضع لمراقبة دائمة ويمكن مشاهدة مسؤولي أمن الحديقة يتجولون على مدار الساعة، ما يوفر تجوالًا مريحًا للعائلة وأمانًا في الحركة، لكن تبقى مراقبة الأطفال وحمايتهم من الخطر وتجنب فقدانهم، مسؤولية ذويهم ومرافقيهم بالأساس.