قُتل العشرات نتيجة اشتباكات بين المسلحين الحوثيين وقبليين في مديرية الرضمة بمحافظة إب وسط اليمن، والتي تشتد فيها المواجهات من حين إلى آخر.
وقالت مصادر محلية إن الحوثيين سيطروا على المجمع الحكومي في المديرية وقاموا بتفجير منازل بعض قيادات القبائل في المنطقة، كما أكدوا على أن الاقتتال أوقف بناءً على اتفاق بين الطرفين عن طريق لجنة الوساطة في المحافظة.
وتشهد المنطقة اشتباكات عنيفة منذ أمس الأول، نتيجة رفض القبائل تواجد الحوثيين القادمين إليها من صعدة – شمال اليمن – بعد سيطرتهم على بعض مديريات المحافظة منتصف الشهر الجاري، وتعتبر منطقة الرضمة هي مسرح لصراع قديم ومتجدد بين الحوثيين ومسلحي الدعام، حيث سقط العام الماضي العشرات في مواجهات بين الطرفين.
وعلى صعيد متصل قالت مصادر إعلامية إن رجال القبائل قتلوا نحو 27 من مسلحي جماعة الحوثيين خلال معارك في مدينة رداع بمحافظة البيضاء – وسط اليمن – بعد تجددها صباح أمس الأربعاء، في حين قُتل ثلاثة من رجال القبائل.
وأضافت المصادر أن القبائل استولت على قطع سلاح كانت بحوزة الحوثيين بعد معارك طويلة بين الطرفين واستعادت مناطق كانت جماعة الحوثيين قد استولت عليها في اليومين السابقين نتيجة بشن غارات جوية نفذتها طيارات أمريكية بدون طيار.
واستنكر عدد من الناشطين والحقوقيين الغارات الجوية التي تقوم بها الطيارات بدون طيار الأمريكية، حيث اعتبروها خرق للسيادة الوطنية ومعاونة للحوثي في تمدده وسيطرته على المناطق، مؤكدين أن ذلك سيعمل على تفاقم وتزايد القاعدة وليس محاربتها.
هذا واستغرب الناشطون صمت الحوثي وقبوله بمساندة الطيران الأمريكي له في الحرب على القاعدة والكف عن المطالبة بفرض السيادة الوطنية التي ظل ينادي بها وينتقد انتهاك الطيران الأمريكي لسيادة اليمن.
في ظل الأوضاع المتردية في اليمن، وتمدد جماعة الحوثي المسلح ، ظلت السلطة خاوية على عروشها دون تشكيل الحكومة حتى هذه اللحظة، بسبب عدم الاتفاق بين القوى السياسية وخلافهم على توزيع الحصص الوزارية بينهم في تشكيل الحكومة الجديدة.
المبعوث الأممي “جمال بن عمر” قال في تصريح صحفي أمس الأربعاء: إن “هناك اتفاق بين القوى السياسية لتشكيل حكومة كفاءات، نتيجة الخلافات التي طرأت بعد توزيع الحصص الوزارية ونسبة كل طرف منها”.
الواقع اليمني اليوم، وجع يطارده القتل والدمار، سلطة بلا سلطة، جغرافية دون دولة، ساسة يلهثون وراء الكراسي والمناصب، وكلاء الله في أرضه يستبيحون الحرمات ويسعون في الأرض فسادًا، ويبقى وحده – وحده دون غيره – المواطن البسيط ينتظر الصباح، ترافقه الحيرة في كل ما يجري في بلده!!