عاشت بوركينافاسو مساء أمس، الخميس، انقلابًا عسكريًا مختلفًا نسبيًا عن باقي الانقلابات التي تعودتها الدول العربية ودول الشرق الأوسط، إذ إن الانقلاب لم يأت للإطاحة بالرئيس وإنما للإطاحة بالعملية السياسية الكرتونية التي استخدمها الرئيس العسكري الديكتاتور لعقود ليُظهر نفسه في صورة الرئيس الديمقراطي اللطيف.
من أين بدأت القصة؟
بدأت الاحتجاجات في بوركينا فاسو عندما أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي نيتها إجراء استفتاء حول تعديلات دستورية تسمح للرئيس “بليز كومباوريّ” بالترشح للرئاسة مرة أخرى؛ الأمر الذي أدى إلى نشوب احتجاجات عارمة عمت شوارع العاصمة وأهم المدن.
وتطورت هذه الاحتجاجات بسرعة ليقوم المحتجون في واغادوغو باقتحام مبنى الجمعية القومية (مجلس النواب) والاستيلاء على مقر التلفزيون الحكومي، حيث تحدثت وكالات الأنباء عن سقوط 5 قتلى على الأقل بنيران رجال الشرطة الذين حاولوا منع المتظاهرين من اقتحام مجلس النواب، قبل أن يجبرهم المحتجون على مغادرة محيط المبنى.
تغطية يورو نيوز للاحتجاجات:
موقف الحكومة:
مع تفاقم الاحتجاجات وفي محاولة منها لتهدئة المعارضة، أعلنت حكومة بوركينا فاسو ظهر أمس، الخميس، تخليها عن مشروع التعديلات المقترحة؛ الأمر الذي جعل المتظاهرين المؤيدين للمعارضة يعتقدون أنهم نجحوا في إجبار الحكومة على التخلي عن خطتها للتمديد للرئيس كومباوري.
موقف الجيش:
في بيان نشر مساء الخميس، أعلن رئيس هيئة أركان الجيش البوركيني نابيري هونوري تراوري “حل الحكومة والبرلمان وفرض حالة الطوارئ في البلاد”، مشيرًا إلى إن “السلطة الانتقالية سيتم تشكيلها بالتوافق مع جميع القوى المتطلعة إلى إعادة النظام الدستوري في البلاد”، وأن السلطة الانتقالية التي سيشكلها ستتولى جميع الصلاحيات التشريعية والتنفيذية لمدة اثني عشر شهرًا.
موقف الرئيس:
بعد إعلان الجيش عن انقلابه على الحكومة والمعارضة، قال كمباوري إنه سيبقى في الحكم على رأس حكومة انتقالية على أن يسلم السلطة بنهاية تفويضها، معربًا عن استعداده لإجراء محادثات مع المعارضة بهذا الشأن،
وقال كمباوري في بيان متلفز: “أنا مستعد لمحادثات مفتوحة حول فترة انتقالية سأقوم في نهايتها بتسليم السلطة”، مضيفًا أنه سيرفع ما وصفه بـ”حالة الحصار” التي أُعلنت في وقت سابق الخميس وسيسحب قانونًا مقترحًا يسمح له بالترشح لفترة جديدة في انتخابات العام المقبل.
من هو رئيس بوركينا فاسو:
وصل كمباوري إلى السلطة بانقلاب عسكري عام 1987، على صديقه السابق اليساري ” “، وبدأ بعدها في اتخاذ خطوات تظهره في شكل الرئيس الديمقراطي، إذا إنه قام خلال فترة حكمه الممتدة من 1987 حتى الآن بتنظيم 4 انتخابات رئاسية مشكوك في نزاهتها كان الهدف منها دائمًا التمديد له في سدة الحكم.
ويعتبر كمباوي حليفًا قويًا لفرنسا، فبالإضافة إلى محافظته على النظام الذي أقامه الاحتلال الفرنسي في بوركينا فاسو وإطاحته بالرئيس اليساري التوجه الذي كان سيقطع تبعية الدولة لفرنسا، اعتمدت فرنسا كثيرًا على كمباوي في حل الصراعات الناشبة في الدول المجاورة لبوركينا فاسو، وخاصة في دولة مالي ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة بالنسبة لفرنسا.
وأوردت قبل قليل وكالة الأناضول خبرا يفيد بتنحية الرئيس وتعيين وزير الدفاع رئيسا
#عاجل | "بليز كمباوري" لم يعد رئيسا لـ #بوركينافاسو (رئيس التحالف المناهض للاستفتاء للأناضول)
— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) October 31, 2014
#عاجل رئيس التحالف المناهض للاستفتاء في #بوركينا فاسو يقول للأناضول إن وزير الدفاع السابق هونوري نابيري تراوري سيتولى وقتيا مهام رئيس البلاد
— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) October 31, 2014
تغريدات عربية:
هل ينجح شعب بوركينا فاسو فى اسقاط الانقلاب العسكرى المدعوم أمريكيا !!
بينما يبقى شعب مصر فى قبضة الانقلاب العسكرى ؟!!
آه يا زمن !!!— د.طارق الزمر (@drtarekelzomor) October 31, 2014