في اليوم الأخير من شهر آب/ أغسطس، وبينما كان الرئيس بايدن يصف الجسر الجوي للاجئين من كابول بأنه “نجاح غير عادي“، كان الدبلوماسيون والضباط العسكريون الكبار في الدوحة يرسلون تقارير يومية عن الوضع الذي يعتبر “حساسًا ولكنه غير سري” عبر البريد الإلكتروني.
كانت الأوضاع في الدوحة، حسب وصفهم، تزداد سوءًا. تم نقل ما يقرب من 15 ألف لاجئ أفغاني إلى حظائر الطائرات والخيام في قاعدة العديد الجوية، موطن جناح الاستطلاع الجوي 379 ومعسكر السيلية القريب – وهي قاعدة للجيش الأمريكي في الدولة الخليجية.
يوجد 229 طفلاً غير مصحوبين بذويهم بالقرب من القاعدة، بما في ذلك العديد من الفتيان المراهقين الذين قاموا مرارًا وتكرارًا بمضايقة الأطفال الصغار. كان هناك “عدد كبير من النساء الحوامل” بعضهن بحاجة إلى رعاية طبية، إلى جانب تقارير متزايدة عن “مشاكل في الجهاز الهضمي” بين اللاجئين.
ذكرت التقارير أن التوترات في الملاجئ المؤقتة “ازدادت بسبب الإقامات المطولة ومواعيد الخروج غير المتوقعة”. في قاعدة الجيش، أصبح “الذكور غير المتزوجين، بمن فيهم العسكريون الأفغان السابقون” جامحين “وتمت مصادرة الأسلحة المهربة”. ولم تقم أي من القاعدتين بإخضاع الأفغان الذين تم إجلاؤهم لفحوصات كوفيد-19.
شق اللاجئون طريقهم على متن الطائرات، وجرى فصل مئات الأطفال عن ذويهم، كما نزلت أيضا الرحلات الجوية المزيفة دون بيانات.
كانت التقارير عبارة عن خلاصات يومية للتعقيد والفوضى والإنسانية وراء أكبر عملية إجلاء جوي في تاريخ الولايات المتحدة، حيث سعى عشرات الدبلوماسيين والجنود والعاملين في مجال الصحة ومسؤولي الأمن وغيرهم المنتشرين في جميع أنحاء العالم لإنقاذ عشرات الآلاف من اللاجئين. مهما كانت خطط إدارة بايدن للإخلاء المنظم، فقد انهارت عندما سقطت كابول في غضون أيام، مما أدى إلى تعبئة عالمية مسعورة في اللحظة الأخيرة.
شق اللاجئون طريقهم على متن الطائرات، وجرى فصل مئات الأطفال عن ذويهم، كما نزلت أيضا الرحلات الجوية المزيفة دون بيانات. وتم إجراء الفحص الأمني للاجئين في مدة قصيرة ( ساعات أو أيام وليس شهور أو سنوات).
أصرّ بايدن ومساعدوه على إخلاء كابول بعد أن استولت طالبان على المدينة في 3 آب/أغسطس. تم إجراء 15 عملية إجلاء بأكبر قدر ممكن من الكفاءة. لكن رسائل البريد الإلكتروني والوثائق الصادرة عن وزارة الخارجية من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية ووزارة الأمن الداخلي ووزارة الدفاع، بالإضافة إلى المقابلات مع المسؤولين والمدافعين عن اللاجئين، تشير إلى عكس ذلك.
تم تأريخ ما حصل بعد سقوط كابول من الدوحة كل صباح في تقارير يومية عن الوضع يتم إرسالها عبر البريد الإلكتروني على نطاق واسع إلى وزارة الخارجية والمسؤولين العسكريين نيابة عن الجنرال جيرالد أ. دونوهيو قائد القاعدة الجوية؛ وغريتا سي هولتز، السفيرة المخضرمة التي أشرفت على جهود الإجلاء في المدينة وجون ديشينت، الدبلوماسي الأعلى في قطر.
في غضون ساعات من الخطاب الذي ألقاه بايدن يوم الثلاثاء في البيت الأبيض حول انتهاء الحرب الأمريكية التي استمرت عقدين، وصلت طائرة مستأجرة خاصة من مزار شريف (رابع أكبر مدينة في أفغانستان) إلى القاعدة الجوية في الدوحة (واحدة من 10 محطات طريق في ثماني دول) دون سابق إنذار لم تكن تحمل مواطنين أمريكيين بل مئات الأفغان. لم يقدم البيان الخاص بالطائرة، الذي يبدو أنه مستأجر من قبل مكتب محاماة سابق في مشاة البحرية، “أي توضيح” حول ما إذا كان ركابها يستحقون تأشيرات خاصة لمساعدة القوات الأمريكية.
لا يزال العدد الإجمالي للأشخاص الذين تم إجلاؤهم والذين ينتظرون حاليًا غير واضح، على الرغم من أن بايدن قال يوم الثلاثاء إنه تم إجلاء أكثر من 120 ألف شخص.
وأوضحت رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلها مسؤولون في وزارة الخارجية في ذلك اليوم ما يلي: “هناك العديد من الرحلات” المارقة ” الأخرى التي تسعى للحصول على نفس الأذونات” للهبوط. إذا لدينا الآن 300 شخص في الدوحة من عديمي الجنسية بشكل أساسي معظمهم ليس لديهم وثائق”.
بعد يومين، أفاد المسؤولون في الدوحة بأنباء أكثر كآبة مفادها وفاة طفلة تبلغ من العمر 19 شهرًا، وصلت من كابول مع “مشاكل صحية”. ويقال إنها توفيت في القاعدة الجوية وسط مخاوف من الجفاف والنوروفيروس والكوليرا بين اللاجئين.
كتب المسؤولون في رسالة بريد إلكتروني بعنوان “عملية ملجأ الحلفاء، تقرير الوضع رقم 19”: “والد الطفلة معها في المستشفى. تعمل وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكية على ضمان تحضير رفات الطفلة وإعادتها إلى عائلتها”.
اعترف مسؤولو الإدارة بالظروف الصعبة في الدوحة، لكنهم يقولون إنهم يعملون على تحسينها، ولكن رفض مسؤولو البيت الأبيض التعليق على سجل هذا المقال. لا يزال العدد الإجمالي للأشخاص الذين تم إجلاؤهم والذين ينتظرون حاليًا غير واضح، على الرغم من أن بايدن قال يوم الثلاثاء إنه تم إجلاء أكثر من 120 ألف شخص.
حتى يوم الجمعة، قال وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس إن حوالي 40 ألف شخص وصلوا إلى الولايات المتحدة في مطارات قريبة من واشنطن العاصمة وفيلادلفيا. يتوقع المسؤولون وصول حوالي 17 ألف شخص إضافي بحلول يوم الجمعة المقبل وقد ينتهي الأمر بالآلاف الآخرين في نهاية المطاف بالعيش في اثنتي عشرة دولة أخرى.
قال المسؤولون الأمريكيون إن اللاجئين يخضعون لفحص دقيق، حيث تقوم السلطات بإدخال بصمات الأصابع والصور الشخصية ومعلومات السيرة الذاتية في قواعد البيانات الفيدرالية للتخلص من المخاطر المحتملة. وذكر مايوركاس أن وزارة الدفاع أرسلت المئات من آلات الفحص البيومترية إلى 30 دولة.
لكن وثائق الإحاطة غير السرية التي تحمل عنوان “مهمة إعادة التوطين في أفغانستان 2021” تكشف أنه في بعض الحالات، يتم جمع معلومات متقطعة: بيانات الرحلة كانت في بعض الأحيان غير مكتملة أو مفقودة أو حالة التأشيرة أو الجنسية غير معروفة وهناك نقص في البيانات الديموغرافية الأساسية.
من بين حوالي 40 ألف شخص وصلوا إلى الولايات المتحدة من أفغانستان، كان حوالي 22 في المئة منهم من مواطني الولايات المتحدة والمقيمين الدائمين بصفة شرعية والباقي أفغان
تظهر الوثائق أن الرحلات الجوية إلى الولايات المتحدة كانت قليلة. في 19 آب/أغسطس، بعد أربعة أيام من سيطرة طالبان على كابول، وصل 226 شخصًا في رحلتين منفصلتين إلى مطار دالاس الدولي. شملت رحلة الخطوط الجوية الأردنية دجاي إيه في 4825 حوالي 44 كلبًا لكن لا توجد معلومات عن ركابها البالغ عددهم 58 راكبًا.
بعد عشرة أيام، وتحديدا في 29 آب/ أغسطس، هبطت 13 رحلة جوية في دالاس على متنها 3842 شخصًا، من بينهم ستة لاجئين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا وستة فتيان غير مصحوبين بذويهم: أربعة مراهقين وصبي في سن المدرسة وطفل صغير.
كانت الرحلة سي إم بي 581، التي هبطت في ذلك اليوم على الساعة 6:38 مساءً، تقل 240 راكبًا. لكن السجلات الحكومية تقدم القليل من التفاصيل: “حوالي 3” مواطنين أمريكيين، من بينهم شخصان فوق 65 عامًا وراكب واحد ثبتت إصابته بالفيروس. ويتم سرد بقية التفاصيل على أنها غير معروفة.
حسب مايوركاس فإنه من بين حوالي 40 ألف شخص وصلوا إلى الولايات المتحدة من أفغانستان، كان حوالي 22 في المئة منهم من مواطني الولايات المتحدة والمقيمين الدائمين بصفة شرعية والباقي أفغان، بما في ذلك العديد ممن كانوا معرضين لخطر الانتقام على أيدي طالبان.
اليأس عند بوابات مطار كابول
بدأ الارتباك بشأن اللاجئين قبل مغادرتهم كابول، حيث انشغل المسؤولون القنصليون المرهقون بتحديد والتحقق من أولئك الذين لديهم مزاعم صحيحة ليتم إجلاؤهم. وصف مسؤول كبير في وزارة الخارجية – كان في كابول – الوضع اليائس عند البوابات المحيطة بمطار المدينة والحشود التي كانت مرتعبة لدرجة أن المسؤولين كانوا قلقين من أنهم قد ينزلقون إلى “الفوضى في أي لحظة”.
قال المسؤول إن طالبان كانت تغير معاييرها عند نقاط التفتيش “حسب كل يوم وأحيانًا حسب كل ساعة”. في البداية، أرسل الدبلوماسيون شارة إلكترونية، أو رمزًا إلكترونيًا، إلى الأفغان الذين سُمح لهم بالإخلاء ليُظهروه للحراس عند البوابات. لكن تم تداولها على نطاق واسع لدرجة أن المسؤولين فقدوا القدرة على معرفة من يجب السماح له بالدخول.
أوضح المسؤول: “في غضون ساعة، حصل كل فرد في الحشد على تلك البطاقة الجديدة على هواتفهم. كان كل يوم يحمل معه جهدًا ارتجاليًا مستمرًا لمعرفة ما الذي سنفعله في ذلك اليوم. وأود أن أقول إن كل من عاش هذه اللحظات تطارده الخيارات التي كان علينا اتخاذها”.
وصلت مسؤولة أخرى، من قدامى المحاربين في وزارة الخارجية وعمرها 25 عامًا، إلى كابول في 17 آب/أغسطس، بعد يومين من تولي طالبان زمام الأمور قيل لها على الفور أن “تعمل عند البوابة”. لقد حوصرت بين قوات الأمن في جميع الأوقات بينما كانت قوات الأمن الأفغانية تهدد بعصيها المكسوة بالمسامير الحشد. استخدم الحراس الأفغان في كثير من الأحيان قنابل ضوئية والغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق الحشد. وقد وصف مسؤولان في وزارة الخارجية الأحداث في كابول في إحاطات منفصلة للصحفيين لكن لم يُسمح بتحديد هويتهما بموجب القواعد الأساسية التي وضعها المسؤولون الصحفيون.
أتى ما يقارب 30 طفلا غير مصحوبين بذويهم إلى بوابات المطار كل يوم، وتم اصطحابهم إلى مجمّع آمن حيث سعى المسؤولون للعثور على والديهم، قبل نقلهم جوا إلى قطر. وأوضحت المسؤولة: “لا يمكنك تركهم هناك”. كما أخبر صبي بالغ من العمر حوالي 13 سنة كانت ملابسه ملطخة بالدماء، المسؤولة الأمريكية بأن شخصًا ما في الحشد قُتل أمامه مباشرة. وذكرت أن “ما مر به الناس من أجل العبور كان مروعا”.
رحلة تصل إلى الدوحة دون بيان
كانت القواعد العسكرية في الدوحة بمثابة المحطة الأولى للعديد من اللاجئين، وكانت قطر أول دولة توافق على استضافتهم مؤقتًا.
قاتل زين الله زكي إلى جانب مشاة البحرية الأمريكية في معركة سانجين في سنة 2010، وهي واحدة من أكثر الحملات فتكا في الحرب الأفغانية التي استمرت 20 سنة. كما خدم لاحقًا في كابول لتقديم المشورة للجيش الأمريكي، محاولا لسنوات الحصول على تأشيرة للهجرة إلى الولايات المتحدة، لكنه فشل بسبب عدم قدرته على الحصول على إثبات وظيفي.
وصل زين الله زكي وعائلته إلى قطر، تحديدا إلى القاعدة العسكرية، في 18 آب/أغسطس، حيث كانوا ينامون على الأرض دون بطانيات أو وسائد، مقابل وجود سرير واحد صغير تنام فيه ابنته. وقال في رسالة عبر تطبيق واتسآب إن “الظروف ليست جيدة”، ولا يوجد سوى الماء والوجبات السريعة المعبأة التي يقدمها الجيش للقوات في الميدان، ناهيك عن أن “الجو حار ولا يوجد مكان جيد للنوم”.
مع أن جميع اللاجئين لم يصلوا إلى الدوحة بواسطة وسائل النقل العسكرية، إلا أن وصول طائرة خاصة إلى الدوحة يوم الثلاثاء مثل مفاجأة للسفيرة المخضرمة هولتز التي أشرفت على جهود الإجلاء في المدينة.
وحسب ما كتبت إيرين إم باركلي في رسالة بالبريد الإلكتروني: “من الواضح أن الرحلة هبطت وعلى متنها 300 شخص من جنسيات مجهولة”، مضيفة أن القيادة المركزية الأمريكية “لم ترغب في أن يهبط قائد الجناح بالطائرة لأنها لم تكن تملك تصريحا”، وشددت على أن هذا الأمر مقلق.
أدى وصول الرحلة غير المعلن عنها إلى موجة من الاتصالات الدبلوماسية بين الدوحة وواشنطن، حيث سارعت السفيرة هولتز وآخرون لإيجاد مكان لإيواء اللاجئين. وكتبت إيرين إم باركلي، نائبة مساعد وزير الخارجية، أن الطائرة مستأجرة من قبل شركة محاماة في واشنطن تُعرف باسم مجموعة الممارسات الفيدرالية، “والتي لم يسمح لها بالهبوط ولم نتلق بيانًا نهائيًا لها”. كما رفضت السفيرة هولتز، التي تم التواصل معها في الدوحة، التعليق عن هذا الأمر، وأحالت الأسئلة إلى المكتب الصحفي لوزارة الخارجية.
وقال متحدث باسم شركة المحاماة، الذي رفض الكشف عن اسمه، إنه يعتقد أن الرحلة رتبها مؤسس الشركة والجندي السابق في مشاة البحرية الأمريكية، إريك إس. مونتالفو. وجاء في مذكرة مونتالفو على موقعه على الإنترنت إنه “يعمل في أفغانستان والخارج، ويتنقل بين الحواجز اللغوية والثقافية، ويفسر القانون الدولي المعقد والقضايا غير المسبوقة، ويعمل مباشرة مع أعضاء الكونغرس والسفارات الأجنبية والوزارات الحكومية الأجنبية”.
أكد أحد المسؤولين الإداريين هذا الأسبوع أن هذه الواقعة سلطت الضوء على مخاوف وزارة الخارجية إزاء ما وصفته برحلات الإنقاذ حسنة النية وغير المنسقة التي ينظمها أفراد عاديون. وقال أحد المسؤولين إن اللاجئين الذين كانوا على متن الرحلة من مزار شريف نُقلوا إلى قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا لتحديد ما إذا كان ينبغي السماح لهم بالقدوم إلى الولايات المتحدة، أين أجروا فحوصات طبية شاملة.
تدافع للعثور على أماكن يهبط فيها اللاجئون
بينما كانوا يتسابقون لإجلاء اللاجئين من كابول، كان السؤال الأكثر أهمية الذي يواجه إدارة بايدن هو: أين سيتم إيواءهم؟ وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، إن الإدارة توقعت الحاجة إلى إنشاء مراكز عبور من أجل الإجلاء في نهاية المطاف. ولكن بعد أيام من انهيار الحكومة الأفغانية، سارع البنتاغون ووزارة الخارجية لتأمين المزيد من الاتفاقيات مع دول في أوروبا والشرق الأوسط للسماح بإيواء اللاجئين مؤقتًا في 10 قواعد أمريكية – تُعرف رسميًا باسم منصات الليف – نظرا لأن اللاجئين كانوا ينوون البقاء هناك لفترة قصيرة فقط.
أنشأ المسؤولون العسكريون “مشروع الترحيب للحلفاء” عن طريق إنشاء مساكن مؤقتة في ثماني قواعد عسكرية في الولايات المتحدة، حيث أصبح مطار دالاس نقطة الدخول الأساسية. كما سارع مسؤولو الصحة إلى إنشاء مساحة لمعالجة واختبار الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بسبب فيروس كورونا بالإضافة إلى فرض الحجر الصحي لمدة 14 يوما على الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم.
ولكن العملية تعثرت بسرعة مع تضخم أعداد اللاجئين. بحلول 27 آب/ أغسطس، وصل أكثر من 15 ألف لاجئ إلى دالاس وانتظر الكثير منهم لساعات رغم أن ضباط الجمارك كانوا يكافحون لمعالجة طلباتهم للدخول.
وجاء في وثيقة “بعثة إعادة توطين أفغانستان 2021” أنه “بمجرد هبوط الرحلات الجوية، تقلص وقت الانتظار إلى ما دون 12 ساعة، مشيرة إلى أن الكثيرين اضطروا إلى الانتظار لساعات طويلة هناك” لأن “غالبية الرحلات الجوية انتظرت أكثر من 12 ساعة”.
ووفقًا لوزارة الخارجية، وصل أكثر من 100 طفل أفغاني إلى البلاد غير مصحوبين بذويهم أو وصي قانوني، لذلك احتجزوا في ملاجئ مرخصة من الدولة في إلينوي وفيرجينيا التي تشرف عليها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، وهي نفس الوكالة التي اكتظت هذه السنة بعدد قياسي من الأطفال المهاجرين الذين وصلوا بمفردهم إلى حدود البلاد مع المكسيك.
يتلقى معظم اللاجئين “الإفراج المشروط لأسباب إنسانية”
إن مصير اللاجئين الذين يصلون إلى الولايات المتحدة على المدى البعيد أشبه بهدف متحرك. فقد وصل البعض منهم بطلبات تأشيرة كاملة تقديرا لخدمتهم إلى جانب الجيش الأمريكي، وسيصبحون وعائلاتهم مقيمين دائمين وبالتالي يمكنهم الحصول على الجنسية. ولكن الغالبية العظمى من اللاجئين يُمنحون ما يُعرف بـ “الإفراج المشروط لأسباب إنسانية”، والذي يسمح لهم بالعيش في الولايات المتحدة لفترة محددة، في معظم الحالات لمدة سنتين. وقد يُطلب منهم التقدم بطلب للحصول على اللجوء كما سيحصلون على المساعدة في العثور على منزل في الولايات المتحدة أثناء انتظارهم لمعالجة قضاياهم.
قال المسؤولون إنهم يفكرون في مطالبة الكونغرس بتمرير تشريع يمنح جميع اللاجئين وضعًا قانونيًا، مثلما فعل المشرعون للكوبيين في الستينيات واللاجئين الفيتناميين في سنة 1975.
بداية من يوم الخميس، نقل أكثر من 26100 أفغاني إلى قاعة مخفية بالقرب من دالاس، بما في ذلك 3800 يوم الأربعاء فقط. وقال المسؤولون إن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم كانوا هناك لمدة تقل عن يوم واحد للمعالجة، وفي بعض الحالات في غضون ساعة أو ساعتين، محاطين بأصوات أطفال يبكون وأشخاص مرهقين.
وأثناء القيام بجولة مساء يوم الخميس في مرفق بحجم حظيرة الطائرات، أُبلغ وزير الخارجية أنطوني بلينكن أن العديد من الأشخاص وصلوا وهم يعانون من الجفاف ويحتاجون إلى رعاية طبية، كما أنجبت عدة نساء منذ وصولهن إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك امرأة وضعت ثلاثة توائم يوم الأربعاء. كما أرسِل مترجمون فوريون إضافيون إلى المركز لتعويض النقص في الموظفين الذين يتحدثون الداري أو الباشتو عند افتتاحه لأول مرة في 22 آب/ أغسطس.
كان الأطفال يركضون في جميع الممرات بين الغرف المغطاة بستائر حيث ينام الناس مغطين ببطانيات زرقاء. وعندما رأى بلينكن ثلاثة أطفال يقفون إلى جانب واحد، توقف، انحنى، وعرّف عن نفسه “مرحبًا بكم في الولايات المتحدة، اسمي توني، سررت بمعرفتكم”.
المصدر: نيويورك تايمز