ترجمة حفصة جودة
احتفل الفلسطينيون يوم الإثنين بانتزاع 6 أسرى فلسطينيين حريتهم من سجن إسرائيلي، وانتشرت صور توزيع الحلوى في أنحاء رام الله ومناطق أخرى في الضفة الغربية المحتلة، انطلقت “إسرائيل” في حملة مطاردة ضخمة ردًا على انعتاق 6 أسرى – 5 من أعضاء الجهاد الإسلامي وواحد من كتائب شهداء الأقصى – من سجن جلبوع شديد الحراسة في شمال البلاد.
يقضي عشرات آلاف الفلسطينيين وقتهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ إقامته عام 1948، وفي الواقع، كل فلسطيني في الأراضي المحتلة يعرف شخصًا سجنته أو اعتقلته “إسرائيل”.
هؤلاء الأسرى يرقون إلى مرتبة الأبطال بين الفلسطينيين، بينما تُسرد قصص انتزاع الحرية من السجن عبر العقود ويستمر حكيها مثل الأساطير، هنا نلقي نظرة على بعض أهم محاولات الانعتاق الفلسطينية منذ عام 1948.
سجن شطة 1958
تعد هذه أكبر محاولة انتزاع حرية منذ 1948، فقد حاول 190 أسيرًا فلسطينيًا وعربيًا السيطرة على سجن شطة شمال وادي الأردن يوم 31 من يوليو/تموز 1958، وبعد قتال عنيف بين الأسرى والسجانين – قُتل فيه 11 أسيرًا وسجانان – تمكن 77 أسيرًا من انتزاع حريتهم بنجاح.
أما الرجل المصري، أحمد على عثمان المتهم بقيادة عملية الانعتاق، فقد بُرّئ من الاتهام بقتل أحد السجانين في محكمة حيفا بعد عامين من ذلك.
سجن غزة 1987
وقعت محاولة انتزاع حرية أخرى كبيرة متعددة الأسرى يوم 17 من مايو/أيار 1987 في سجن غزة، الواقع داخل قطاع غزة الذي كان تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي بالكامل حينها.
قاد المحاولة أحد سكان غزة وهو مصباح الصور ومعه صالح إشتيوي وسامي الشيخ خليل ومحمد الجمل وعماد الصفطاوي وخالد صالح، نجح الاحتلال في تعقب الجمل والصور وخليل وقتلهم، بينما أعاد اعتقال إشتيوي، وتمكن البقية من انتزاع حريتهم والخروج من قطاع غزة.
سجن كفار يونا 1996
في يوم 4 من أغسطس/آب 1996 تمكن أسيران – غسان مهداوي وتوفيق الزبن – من انتزاع حريتهم من سجن كفار يونا بالضفة الغربية، نجح الاثنان في حفر نفق طوله 11 مترًا والانعتاق، لكن مهداوي اعتقل مرة أخرى عام 1997 بينما اعتقل الزبن في 2000.
سجن شطة 1998
حاول عدد من أسرى سجن شطة انتزاع حريتهم مرة أخرى عام 1998 بحفر نفق من زنازينهم إلى خارج السجن، ورغم أن المحاولة بدت ناجحة في البداية، فبمجرد وصولهم إلى الجانب الآخر من النفق، اكتشفتهم الكلاب البوليسية وأعيد سجنهم.
سجن عوفر 2002
في مايو/أيار 2002 انتزع 4 أسرى حريتهم -وهم من أفراد الجهاد الإسلامي- من سجن عوفر الذي يقع في الضفة الغربية المحتلة غرب رام الله.
كان رياض خليفة وأمجد الديك وخالد شنيطة وأسير رابع قد اعتقلوا في أثناء الانتفاضة الثانية التي وقعت في الفترة ما بين 2000 و2005 حين اندلعت ثورة من الفلسطينيين في الأراض المحتلة خلّفت ورائها آلاف الشهداء الفلسطينيين ومئات القتلى الإسرائيليين.
وفقًا لمقابلة أجراها أمجد الديك مع موقع “عرب أمريكا” فإن جدران السجن كانت سيئة البناء، ما مكنهم في النهاية من انتزاع حريتهم من خلال حفر نفق للخارج باستخدام أدوات الطعام وأظافرهم.
يقول أمجد: “لم تكن أرضيات السجن وجدرانه مشيدة بشكل جيد وكان من السهل هدمها، لم تكن مريحة في المشي عليها أيضًا، فكرنا نحن الثلاثة في الانعتاق من السجن، كانت فرصة النجاح واحد في المليون لكننا كنا مستعدين لتجربة فرصتنا”.
لكن رغم نجاح محاولة الانعتاق من السجن، فقد تمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلي من تعقبهم واعتقلت 3 منهم، أما خليفة فقد استُشهد في قتال بالأسلحة النارية.
المصدر: ميدل إيست آي