اُغتيل الدكتور “محمد عبد الملك المتوكل” أحد أبرز رجال السياسية في اليمن، مساء أمس الأول، الأحد، برصاص مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية.
وقال مصدر طبي في المستشفى الذي نقل له الدكتور، إن الدكتور تلقى أربع رصاصات استقرت في رأسه وأودت بحياته قبل وصوله المستشفى.
ويعتبر الدكتور المتوكل من أبرز السياسيين في اليمن وأحد رموز المعارضة فيها إبان حكم الرئيس صالح، كما يعد من دعاة الديمقراطية والدولة المدنية.
الدكتور المتوكل، كاتب ومفكر وسياسي وناشط حقوقي وأستاذ جامعي، يمني الأصل والمنشأ، من مواليد 1942م في محافظة حجة شمال غرب صنعاء، ويعتبر من أبرز المفكرين والسياسيين اليمنيين الذين لهم تأثيرًا في الحياة السياسية اليمنية.
بدأ المتوكل حياته التعليمية في العام 1953م حيث التحق بالمدرسة المتوسطة وبها درس بعض العلوم الحديثة، ثم التحق في العام 1955م بالمدرسة العلمية “تقليدية” درس بها علوم اللغة والفقه، حصل على الشهادة الثانوية عام 1961م ثم على شهادة ليسانس صحافة من جامعة القاهرة عام 1966م.
حصل على درجة الماجستير في الإعلام الإداري من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1980، ثم حصل على شهادة الدكتوراة مع مرتبة الشرف الأولى من كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1983م.
المتوكل أب لولد واحد وأربع بنات، وجميع أبنائه لهم رصيد كبير وإسهامات كثيفة في الشأن المدني والسياسي اليمني، فولده الوحيد “ريدان” يعمل أمينًا عامًا لحزب الوطن، بالإضافة لنشاطات وإسهامات عديدة في مجال التنمية المجتمعية والمدنية، أما ابنته الدكتورة “إلهام” تعمل أستاذة قانون في جامعة صنعاء، فيما تعمل ابنته الثانية الدكتورة “إنطلاق” أستاذة في كلية الآداب بجامعة صنعاء، ولها إسهامات فاعلة وعديدة في الجوانب الديمقراطية والسياسية وكانت آخر أنشطتها مشاركتها كعضو لجنة صياغة الدستور الجديد “حاليًا” ومشاركتها كعضو في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، فيما تأتيان “رضية وقبول” كآخر أبنائه، وهن يعملن في منظمات المجتمع المدني ولهن إسهامات عديدة في مجال التنمية المجتمعية والمدنية، وبهذا فإن من ينظر إلى ذرية الدكتور المتوكل، يرى بأنه متمسك جدًا بالمدنية وحريص على العيش وفق النهج الديمقراطي.
تقلد المتوكل العديد من المناصب الحكومية، فعمل سكرتير أول بسفارة الجمهورية العربية اليمنية بالقاهرة، ثم مديرًا عامًا للصحافة بوزارة الإعلام بصنعاء عام 1968م ورئيسًا للجنة متابعة الأحداث السياسية، مديرًا عامًا للعلاقات العامة بوزارة الإعلام 1969م، رئيسًا لمصلحة السياحة بدرجة وكيل وزارة التي تولى تأسيسها عام 1970م ، تولى إلى جانب عمله في السياحة رئاسة هيئة تحرير صحيفة الثورة الرسمية عام 1972م.
عُين المتوكل بعد حركة 13 يونيو 1974 كعضو في اللجنة العليا للتصحيح وتولى رئاسة لجان: العدل، الإدارة المحلية، الأوقاف، الخدمة المدنية، المعهد القومي، الخريجين، واللجنة الفنية للإصلاح الإداري، وفي 30 يوليو 1976 عين وزيرًا للتموين والتجارة في عهد الرئيس اإبراهيم الحمدي كما عمل كأستاذ للعلوم السياسية بجامعة صنعاء حتى وفاته.
للدكتور المتوكل مساهمات وأنشطة عديدة باشرها منذ وقت مبكر من حياته، ومنها:
– شارك في عضوية اللجنة الوطنية لليونسكو من 1971م وحتى 1976م.
– ساهم في تأسيس التعاون الأهلي لمحافظة حجة عام 1970م وكان عضوًا في هيئته الإدارية عام 1973م.
– ساهم في عضوية الهيئة الإدارية لتعاون العاصمة صنعاء ثم تولى رئاسة الهيئة عام 1972 وحتى عام 1975م.
– شارك في تأسيس تعاون مسور حجة وترأس هيئته عام 1975م.
– ساهم في تأسيس الاتحاد العام لهيئات التعاون الأهلي للتطوير 1973م وكان عضوًا في الهيئة الإدارية للاتحاد وتولى لجنة الثقافة والإعلام فيه.
– شارك في تأسيس المسرح اليمني للتمثيل سنة 1971م وتولى رئاسته حتى عام 1976م.
– ساهم في تأسيس جمعية الفنون عام 1975م وتولى رئاستها حتى عام 1976م.
– ساهم في تأسيس مركز الدراسات والبحوث اليمني، واُنتخب كعضو في مجلس إدارته ما بين 1974 ـ 1977م.
– تولى مسئولية نائب رئيس اللجنة العليا للتشجير التي كان يرأسها الرئيس الحمدي عام 1975م.
– ساهم في إنشاء التجمع الوحدوي للمشاركة والذي ضم سبعة أحزاب سياسية عام 1989م وكان مقرر التجمع.
– عمل عضوًا في لجنة الحوار الوطني التي صاغت وثيقة العهد والاتفاق 1994.
– اُنتخب المتوكل في يناير 2001م أمينًا عامًا مساعدًا لحزب اتحاد القوى الشعبية.
– ساهم المتوكل في إنشاء مجلس تنسيق أحزاب المعارضة اليمنية ثم في إنشاء اللقاء المشترك بعد ذلك في عام 2002م.
– تولى حتى وفاته منصب نائب رئيس المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية.
أثرى الدكتور المتوكل المكتبة السياسية والإعلامية بالعديد من المؤلفات ولعل أبرزها: نشأة الصحافة اليمنية، مدخل إلى الإعلام والرأي العام، التنمية السياسية، والحريات العامة وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى العديد من البحوث والدراسات العلمية التي نشرها في مختلف الصحف والمجلات اليمنية والعربية، في حين أن له دراسات لم تنشر بعد.