بحضور وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين، اتفق زعماء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي على مسودة قرار يتيح للرئيس باراك أوباما شن ضربة عسكرية محدودة في سوريا على أن تقيد الضربة بحد زمني مدته 60 يوما يمكن تمديده إلى 90 يوم مرة واحدة بموافقة الكونغرس، وعلى أن لا تشمل الضربة أي تدخل بري للقوات الأمريكية.
ويفترض أن تصادق اللجنة على مسودة القرار اليوم الاربعاء حتى يتم ارسالها إلى مجلس الشيوخ لتناقشها كل هيئاته ولتصادق عليها نهائيا فور عودة أعضاء الكونغرس من عطلتهم الصيفية في التاسع من شهر أيلول سبتمبر الحالي، حيث صرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت مننديز في بيان له: “لقد اتبعنا معا مسار عمل يمنح الرئيس التفويض الذي يحتاج إليه لاستخدام القوة ردا على الاستخدام الإجرامي من جانب نظام الأسد لأسلحة كيميائية ضد الشعب السوري مع التأكيد على أن التفويض ضيق ومركز ومحدد في وقته، وأن القوات المسلحة الأمريكية لن تستخدم في عمليات قتالية في سورية”.
وحول الأٍساليب والآليات التي سيتبعها الرئيس باراك أوباما لإقناع أعضاء الكونغرس بضرورة التصويت لصالح القرار، كتب الصحفي توم جوغهيجان على صفحات مجلة البي بي سي نيوز تصورا لأهم الأساليب التي سيتعامل أوباما من خلالها مع أعضاء الكونغرس.
الأسلوب الأول والذي بدأ أوباما باستخدامه منذ كلمته الأخيرة، هو التركيز على الخطاب العاطفي والإنساني حيث ركز أوباما على ذكر ضحايا مجزرة الغوطة وعلى الأطفال الذين قتلوا فيها بقوله: “قبل عشرة أيام، في سوريا، شاهد العالم بذعر أفضع هجوم بالأسلحة الكيمياوية في القرن الواحد والعشرين حيث قتل الرجال والنساء والأطفال” ثم أضاف “قتل أكثر من 1000، مئات منهم كانوا من الأطفال، فتيات صغيرات وأطفال قتلتهم حكومتهم بالغاز.. هذا الهجوم كان اعتداء على كرامة الانسانية جمعاء”.
وكذلك سيكون أوباما مطالبا باستقطاب زعماء الكونغرس بشتى السبل من خلال دعوتهم إلى مكتبه مثلما فعل مع جون ماكين وليندساي جراهام الملقبان بصقور الجمهوريين، وذلك بجمعهم حوله وإظهاره وقوفهم إلى جانبه إعلاميا ليربح من خلالهم دعم أنصارهم خارج الكونغرس أولا وداخل الكونغرس ثانيا.
وسيكون لزعماء الكونغرس من ديمقراطيين وجمهوريين دور مهم في حشد أعضائه لصالح قرار الضربة العسكرية ضد سوريا، فحسب لاري ساباتو، مدير مركز السياسات في جامعة فيرجينا، “سيقوم الأعضاء الديمقراطيون بالتصويت لصالح أوباما، وأما الجمهوريون فسيصوتون حسب رغبة زعمائهم”.
وسيستغل زعماء الجمهوريين في الكونغرس على استخدام نفوذهم لتغييب الأعضاء الذين يعلمون رفضهم للقرار من خلال تكليفهم بمهام خارج الكونغرس أو من خلال اجبارهم على التغيب دون أية مبررات، حيث يقول ساباتو أن بإمكان زعماء الجمهوريين أن “يطلبوا من الأعضاء الذين ينوون التصويت ضد القرار أن يذهبوا لاحتساء القهوة أو لاستنشاق الهواء خارج الكونغرس وقت التصويت”.
وكذلك سيتم إغراء أعضاء الكونغرس باستدعائهم لبرامج حوارية ضخمة وبتوفير تمويلات ضخمة لحملاتهم الانتخابية القادمة، أو وسيتم تهديدهم بمقاطعتهم في الانتخابات القادمة أو ربما بالقول: “أنتم تعارضوننا الآن، وتريدون دعمنا في انتخابات 2014؟”.
ويشير الكاتب في آخر المقال إلى أن أوباما قد يلجئ في آخر المطاف إلى أن يتحدث شخصيا مع أعضاء الكونغرس الرافضين للتصويت لصالح القرار لإحراجهم ولإقناعهم بضرور التصويت لصالح القرار، الأمر الذي بدأ وزير الخارجية جون كيري بتطبيقه منذ الآن حيث نظم مكالمة هاتفية جماعية مع 100 من أعضاء الكونغرس وعرض عليهم حقائق وأدلة على استخدام نظام بشار للكيمياوي وعلى ضرورة توجيه ضربة لهذا النظام.