كانت الحضارة الإسلامية بيئة خصبة للعلوم بشتى أنواعها، فاستطاعت أن تقدِّم للعالم فلذات كبدها من العلماء والرواد الذين حملوا مشعل التقدُّم والإنارة. لم تكن تلك الحضارة حكرًا على المسلمين فقط، بل فتحت أبوابها لكافة النوابغ، بصرف النظر عن ميولهم العقدية أو دياناتهم السماوية، فكما خرج من رحمها ابن سينا (أبو الطب الحديث) وابن رشد (فيلسوف الأطباء) والقيرواني (مؤسِّس طب المسنين) وأبو بكر الرازي (الملقّب بأعظم أطباء العالم الإسلامي) والزهراوي (أبو الجراحة الحديثة) وابن الهيثم (مؤسس علم البصريات) وابن النفيس (جهبذ علم التشريح) وابن البيطار (رائد علوم النباتات)، خرج كذلك علماء مسيحيون عاشوا في كنفها وأبدعوا في مجالات الطب والفلسفة حتى باتوا منارات يُهتدى بها.
ومن بين هؤلاء العالم والطبيب والمترجم والفيلسوف حُنين بن إسحاق، أحد أشهر أطباء العالم، ورائد طب العيون، صاحب أقدم مرجع في التاريخ في هذا الفرع الطبي، كان طبيب الخلفاء وترجمانهم الأول، وصفه الإمام الذهبي بأنه “شيخ الأطباء بالعراق، ومعرّب الكتب اليونانية، ومؤلف الرسائل المشهورة”.. فمن هو هذا العالِم؟
نقطة تحول
أحبَّ أبو زيد بن إسحاق العبادي المعروف بحُنَين بن إسحاق، المولود في مدينة الحيرة بالعراق عام 810م، العلمَ منذ نعومة أظفاره، ويعود الفضل في ذلك إلى والده الذي كان يعمل في مجال العقاقير الطبية (صيدلانيًّا)، وهو ما دفعه للسفر إلى البصرة لنهل العلم من مراكزه الشرعية الموثوقة بها هناك، حيث كانت تشتهر البصرة في ذلك الوقت بأنها منارة العلم في الشرق بلا منافس.
وما أن وطأت أقدام حُنين البصرة حتى التحقَ بأحد معاهد تعليم اللغة العربية هناك، إيمانًا منه بأن العربية هي مفتاح بقية العلوم الأخرى، إذ تتلمذَ على يد أشهر علماء العربية في العراق قاطبة، الخليل بن أحمد الفراهيدي، الذي تخرّج على يدَيه عشرات العلماء والفلاسفة.
أخذَ الشاب المفعمَ بحبِّ العلم نصيبه من تعلُّم اللغة العربية، فقرّرَ الانتقال إلى الارتواء من علم آخر، وهنا كانت وجهته بغداد حيث تعلّمَ الطب، ليلتحقَ بمدرسة كبير أطباء عاصمة الخلافة حينها، يوحنا بن ماسويه، طبيب الخلفاء الأربعة (الرشيد – المأمون – المعتصم – المتوكل).
كان بن إسحاق كثير الأسئلة، لحوح في معرفة التفاصيل، وهو ما أزعج بن ماسويه وما دفعه لنهره أكثر من مرة ثم طرده من مجلسه، وقد تطرّق ابن العبري لتلك الواقعة في كتابه “تاريخ مختصر الدول” قائلًا: “وكان حنين صاحب سؤال، وكان يصعُبُ على يوحنا، فسأله حنين في بعض الأيام مسألةَ مستفهمٍ فحَرِد يوحنا وقال: ما لأهل الحيرة والطب، عليكَ ببيع الفلوس على الطريق، وأمر به فأُخرِج من داره، فخرج باكيًا”.
كانت تراجمه بوابة العبور نحو الشهرة، فذاع صيته بين الأطباء وعلماء الخلافة حتى وصل إلى الخليفة المتوكل الذي أمر بإحضاره ضمن فريق الأطباء الخاص به.
لم يستسلم الطبيب النابغة لنهر معلمه ابن ماسويه، الذي قيل -كما ورد في بعض المؤلفات- إنه ما كان يريد لحنين التخصُّص في دراسة علوم الطب، التي كانت وقتها حكرًا على أهل جنديسابور الفارسية، مسقط رأس ابن ماسويه، ومنارة علماء الطب حينها.
ويضيف ابن العبري: “توجّهَ ابن إسحاق إلى بلاد الرُّوم وأقام بها سنتين حتى أحكم اللغة اليونانية وتوصَّل في تحصيل كتب الحكمة غاية إمكانه وعاد إلى بغداد بعد سنتين، ونهض من بغداد إلى أرض فارس ودخل البصرة ولزم الخليل بن أحمد حتى برع في اللسان العربي ثم رجع إلى بغداد”.
بعد عودته إلى بغداد مرة أخرى تعرّف ابن إسحاق إلى طبيب السلاطين الأول، ويُدعى جبرائيل بن بختيشوع، وبدأ ينهل العلم على يدَيه، وفي الوقت ذاته استغلَّ الطبيب الشاب اللغات التي تعلمها خلال رحلته إلى بلاد الروم لترجمة بعض الكتب والمراجع التي كان معلمه بحاجة إليها، فترجمَ أشهر الكتب اليونانية في ذلك الوقت وأبرزها كتب التشريح لجالينوس، وكتاب “الفصول الأبقراطية في الطب” لمؤلفها أبقراط، وكتاب “تدبير الأصحاء”، وكتاب “حيلة البرء”.
كانت تراجمه بوابة العبور نحو الشهرة، فذاع صيته بين الأطباء وعلماء الخلافة حتى وصل إلى الخليفة المتوكل الذي أمر بإحضاره ضمن فريق الأطباء الخاص به، وقطع له راتبًا جيدًا حتى يبقى في القصر، لتبدأ محطة جديدة من مسيرة الطبيب الشاب في كنف السلاطين والخلفاء.
في صحبة الخلفاء
لم يمنع عدم اعتناق ابن إسحاق للإسلام من ملازمة خلفاء الدولة الإسلامية وسلاطينها، إذ كانوا يقدِّرون العلم والعلماء بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى، ويسعون جاهدين لتوفير المناخ الملائم لتخريج أجيال من الرواد القادرين على إنارة العالم ودعم الحضارة الإنسانية في شتى المجالات.
عاصر ابن إسحاق العديد من الخلفاء ممّن قربوه من مجالسهم، وأغدقوا عليه من كرمهم وحسن معاملتهم، لما رأوا منه من علم غزير وأخلاق حميدة قادته إلى منصات التكريم والثناء مقارنة بغيره من العلماء المسلمين، ما دفع الكثير من المستشرقين للثناء على خلفاء المسلمين في أكثر من موقف.
رويَ عن الخليفة عبد الله المأمون أنه رأى في أحد مناماته شيخًا بهي الشكل جالسًا على منبر وهو يخطب ويقول: “أنا أرسطوطاليس”، وما كان الخليفة على دراية كافية بصاحب هذا الاسم، فسأل عنه، فقيل إنه أحد فلاسفة اليونان الحكماء، فطلب أبرز المترجمين لترجمة كل ما كتبه هذا الرجل، فدلّوه على حنين بن إسحاق، فما كان يضاهيه في الترجمة مترجم.
وبالفعل جِيء بحنين وبدأ في ترجمة كل ما كتبه أرسطوطاليس وغيره من حكماء وفلاسفة اليونان، الأمر الذي أثار إعجاب وتقدير الخليفة المأمون الذي بذل له من الأموال ما لم يسبقه إليه أحد من العلماء، حتى ذكرت بعض الروايات أنه كان يعطيه وزن ما يقوم بترجمته ذهبًا.
ومن المأمون إلى الواثق بالله، ففي أحد مجالس العلماء التي كان يحضرها الخليفة، سأل: ما أول آلات الغذاء من الإنسان؟ كان ذلك بحضور مجموعة من الأطباء من بينهم يوحنا بن ماسويه وابن بختيشوع وسلمويه، فأجاب حنين مسرعًا: أول آلات الغذاء من الإنسان الفم، وفيه الأسنان، والأسنان 32 سنًّا، ومنها اللحي الأعلى 16 سنًّا، وفي اللحي الأسفل كذلك.
لم يكتفِ ابن إسحاق بتلك الإجابة بل زاد تفصيلًا، بحسب ما ورد في كتاب “مروج الذهب” للمسعودي: “ومن ذلك أربعة في كل واحد من اللحيين عِراض محددة الأطراف تسميها الأطراف من اليونانيين القواطع، وذلك أن بها يقُطع ما يحتاج إلى قطعه من الأطعمة الليّنة، كما يقطع هذا النوع من المأكول بالسكين، وهي الثنايا والرَّباعيات، وعن جنبي هذه الأربعة في كل واحد من اللحيين سنّان رؤوسهما حادة وأصولهما عريضة، وهي الأنياب، وبها يكسر كل ما يحتاج إلى تكسيره من الأشياء الصلبة مما يؤكل”.
أثارت مسيحية حنين قلق الخليفة الذي قرّبه منه، في وقت كانت تنتشر فيه المؤامرات التي تحاك من أبناء الديانات الأخرى ضد الخلافة الإسلامية، ورغم أن المتوكل لم يسلم أذنه بصورة كاملة لتلك المخاوف إلا أنه أراد اختبار طبيبه ومترجمه من أجل طمأنة قلبه متنقّلًا من حالة علم اليقين إلى عين اليقين.
وأضاف: “وعن جنبي النابين في كل واحد من اللَّحيين خمس أسنان أخّر عوارض خشن، وهي الأضراس، ويسميها اليونانيون الطواحن، لأنها تطحن ما يحتاج إلى طحنه مما يؤكل، وكل واحد من الثنايا والرَّباعيات والأنياب له أصل واحد، وأما الأضراس؛ فما كان منها في اللَّحي الأعلى فله ثلاثة أصول، خلا الضرسين الأقصيين، فأنه ربما كان لكل واحد منهما أصول أربعة، وما كان من الأضراس في اللحي الأسفل، فلكل واحد منها أصلان، خلا الضرسين الأقصيين، فإنه ربما كان لكل واحد منهما أصول ثلاثة، وإنما احتيج إلى كثرة أصول الأضراس دون سائر الأسنان لشدة قوة العمل بها، وخضت العليا منها بالزيادة في الأصول، لتعلقها بأعلى الفم”.
وهنا أُعجب الواثق بالله بهذا السرد العلمي السلس، فأمر الطبيب المترجم بتأليف كتاب يتناول فيه كل ما يحتاجه الخليفة من معلومات حول هذا الموضوع، فألّف كتابًا مجزًّأ إلى 3 أجزاء، عقد مقارنة خلاله بين الغذاء والدواء وآلات الجسد.
ومع تولي المتوكل الخلافة بعد الخليفة الواثق الذي توفي عام 847م، زادت مكانة حنين بن إسحاق داخل البلاط العباسي، حسبما ذكر ابن العبري في كتابه حين قال: “ولم يزَل أمر حُنين يقوى وعلمهُ يتزايد وعجائبه تظهر في النقل والتفاسير حتى صار ينبوعًا للعلوم ومعدنًا للفضائل واتصل خبره بالخليفة المتوكِّل فأمر بإحضاره، ولمَّا حضر؛ أُقطِعَ إقطاعًا سنيًّا وقُرِّرَ لهُ جارٍ جيد”.
أثارت مسيحية حنين قلق الخليفة الذي قرّبه منه، في وقت كانت تنتشر فيه المؤامرات التي تحاك من أبناء الديانات الأخرى ضد الخلافة الإسلامية، ورغم أن المتوكل لم يسلم أذنه بصورة كاملة لتلك المخاوف إلا أنه أراد اختبار طبيبه ومترجمه من أجل طمأنة قلبه متنقّلًا من حالة علم اليقين إلى عين اليقين.
وتعليقًا على هذا الموقف، ذكر ابن العبري: “قال المتوكل لحُنين بعد أشياء جَرَت: أريد أن تصِف لي دواءً يقتل عدوًّا نريد قتله وليس يمكن إشهار هذا ونريدهُ سِرًّا، فقال حُنين: ما تعلمتُ غير الأدوية النافعة ولا علمتُ أن أميرَ المؤمنين يطلب مني غيرها، فإن أحبَّ أن أمضي وأتعلم فَعَلت، فقال: هذا شيء يطول بنا، ثمَّ رغَّبهُ وهدَّدهُ وحبسهُ في بعض القلاع سنةً ثم أحضرهُ وأعاد عليه القول، وأحضَرَ سيفًا ونطعًا، فقال حُنين: قد قُلتُ لأمير المؤمنين ما فيه الكفاية، قال الخليفة: فإنني أقتلك، قال حُنين: لي ربّ يأخذ حقي غدًا في الموقِف الأعظم، فتبسَّم المتوكِّل، وقال له: طِب نفسًا فإننا أردنا امتحانك والطمأنينة إليك، فقبَّلَ حُنين الأرض وشكر لهُ”.
أعظم مترجم في التاريخ
أحدث ابن إسحاق طفرة كبيرة في عالم الترجمة في الخلافة العباسية، فقد ترجم أكثر من 260 كتابًا من اليونانية إلى العربية بجانب كتب أخرى بلغات مختلفة، وهو ما أهّله لأن ينال ثقة الخليفة المأمون الذي عيّنه مسؤولًا عن “بيت الحكمة” وديوان الترجمة في البلاط العباسي.
وكان لما يتمتّع به من رصانة في الترجمة وإمتاع في الصياغة ونشاط غير مسبوق في إثراء المكتبة بأمّهات الكتب الأجنبية، أنْ وصفه ابن النديم في كتابه “الفهرست” بأنه “أعظم مترجم في التاريخ العربي”، معدِّدًا اللغات التي نقل عنها للعربية وأبرزها السريانية واليونانية والفارسية والإغريقية.
وقد أثارت تراجم ابن إسحاق إعجاب مؤرِّخي العالم الذين أثنوا عليه واعتبروه علامة فارقة ودالة على التأثير العربي في مجال الحضارة الإنسانية، وفي هذا الشأن يقول جورج سارتن في كتابه “مدخل إلى تاريخ العلوم“: “إن بعض المؤرِّخين حاولوا أن يغضّوا من قدر العرب وإنتاجهم في عالم الفكر، حينما ادّعوا أن ما جاء به العرب لم يكن فيه شيء مبتكر، لأن العرب لم يكونوا إلا مقلِّدين. إن مثل هذا الحكم خطأ، فليس هناك ابتكار أعظم من ذلك التعطُّش الذي ملك على قادة الفكر العرب حواسهم في سبيل المعرفة، ولا يمكن أن يكون هناك ابتكار مخلوق من العدم”.
أما نسيم مجلي في كتاب “حنين بن إسحق وعصر الترجمة العربية“، فقد وصف الطبيب المترجم ابن إسحاق بأنه “رسول ثقافي وحضاري قام بأسفار عدة للحصول على الكتب والمخطوطات”، موضِّحًا أنه لأجل تعزيز قدراته وإبداعاته في مجال الترجمة أقام علاقات قوية مع الروم والبيزنطيين.
ويرى المؤلف أن حنين كان أحد الأعمدة الرئيسية لنمو حركة الترجمة العربية، لافتًا إلى أن شخصيته وأعماله كانت ولا تزال الشاهد الأكبر على ذلك، فقد كان طبيبًا لـ 5 خلفاء من العباسيين، وموضع ثقتهم ورعايتهم، وترجمانهم الأول، ومصدر الثقة الأبرز لهم مقارنة بنظرائه حتى من بين العلماء المسلمين.
لحنين بن إسحاق موسوعة شهيرة في علم الطب بعنوان “تاريخ الأطباء”، كما ورث عن والده حب الصيدلة فألّفَ فيها عدة كتب منها “في أسرار الأدوية المركّبة” و”خواص الأدوية المفردة” و”الأدوية المحرقة” و”أقرباذين”، وكذلك “في أسماء الأدوية المفردة على حروف المعجم”.
وتخليدًا لتلك المكانة الرفيعة، خصّصَ مؤتمر المستشرقين الذي عُقد في باريس في يوليو/ حزيران 1973 حلقة خاصة عن الطبيب والمترجم حنين بن إسحاق تناولت سردًا لحياته وأبرز محطاته العلمية والثقافية، وتحدّث أحد المستشرقين قائلًا: “لقد اجتمعنا لنحتفل بالتذكار المئوي الحادي عشر لوفاة الطبيب العراقي المشهور حنين بن إسحاق الذي يعدّ من أكبر العقول، ومن أنبل الطباع التي يُعثر عليها في التاريخ، فيجب علينا أن نتساءل عن الأسباب التي دفعتنا نحن في القرن العشرين إلى الاحتفاء بذكرى علّامة عاش في القرن التاسع”، مجيبًا على نفسه: “رغبتنا في أن نمجِّد هذا الطبيب العبقري الذي لعب بنشاطه العلمي الواسع دورًا رئيسيًّا في حركة التبادلات الثقافية التي حدثت في بغداد في القرن التاسع، وهيّأت ازدهار الحضارة العربية في القرن التالي”.
ولحنين عشرات المؤلفات الطبية أبرزها بلا شكّ في مجال العيون، حيث تعدّ كتبه المرجع الأساسي في هذا المجال وأبرزها: كتاب “عشر مقالات في العين” الذي اعتبره المستشرق ماكس مايرهوف أقدم مرجع قُدِّم بشكل منهجي لتعليم طب العيون، إذ احتوى على أدق وأقدم صورة لتشريح العين.
هذا بجانب كتب أخرى تناولت مجالات الطب المختلفة، أبرزها “أوجاع المعدة” و”فيمن يولد لثمانية أشهر” و”امتحان الأطباء” و”تحفة الأولياء وذخيرة الأطباء” و”في أن الطبيب الفاضل لا بد أن يكون فيلسوفًا” و”فصول حنين بن إسحاق في أشربة مختارة” و”مقالة في تولد الحصاة”، وله موسوعة شهيرة في علم الطب بعنوان “تاريخ الأطباء”، كما ورث عن والده حب الصيدلة فألّفَ فيها عدة كتب منها “في أسرار الأدوية المركّبة” و”خواص الأدوية المفردة” و”الأدوية المحرقة” و”أقرباذين”، وكذلك “في أسماء الأدوية المفردة على حروف المعجم”.
ويعدّ كتابه “في حفظ الأسنان واللثة واستصلاحها” أول مؤلَّف علمي مستقلّ يتطرق إلى طب الأسنان عند العرب، وفقًا لما ورد في كتاب “شمس الله تشرق على الغرب: فضل العرب على أوروبا” للمستشرقة الألمانية زيغريد هونكه، حيث ارتكزَ العمل على محورَين: سبل وقاية الأسنان وحمايتها، والمحور الثاني وصف أمراض الأسنان واللثة واستعراض العلاج الدوائي المناسب.
ورحل حنين بن إسحاق في بغداد عام 873م، عن عمر ناهز الـ 63 عامًا، بعدما أثرى المكتبة العربية بأمّهات الكتب المترجمة، تاركًا خلفه إرثًا ثقافيًّا وعلميًّا شاهدًا على إسهامات العلماء العرب في الحضارة الإنسانية بصفة عامة، فيما بقت سيرته دربًا يسلكه المترجمون حتى بعد رحيله بأكثر من ألف عام.