تحدثت وسائل الإعلام العربية طيلة الأيام الماضية عما سمي بـ “قصر أردوعان الجديد”، مشيرة بذلك إلى قصر رئاسة الجمهورية التركية الجديد الذي انتقل الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” للإقامة فيه عوضًا عن القصر الذي أقام فيه كل رؤساء تركيا من مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك إلى الرئيس السابق “عبد الله غول”.
وعلى عكس ما نقلته بعض وسائل الإعلام العربية، لا تعود ملكية القصر الجديد لرجب طيب أردوغان، وإنما تعود للدولة التركية، حيث شيد القصر في العاصمة أنقرة على قطعة أرض اشتراها مؤسس الجمهورية التركية وسيكون مكان إقامة الرئيس التركي الحالي والرؤساء المقبلين ولن يكون حكرًا على أردوغان.
بعض صور القصر الجديد:
وقد حدثت مشادة كلامية بين الرئيس التركي وأحد الصحفيين الفرنسيين قبل أيام، عندما قال الصحفي: “أريد أن أتساءل حول ميراث أتاتورك في تركيا، نعلم أنك قمت بتشييد قصر جديد لرئاسة الجمهورية، هل أستطيع أن أعرف موقفكم من التراث الأتاتوركي ومن النظام العلماني ومن تراث الجمهورية التركية؟”، فكان جواب أردوغان: “المعذرة، هل تختصر تاريخ أتاتورك وما قدمه أتاتورك في القصر الذي يسكن فيه الرئيس؟! القصر الذي أقام فيه أتاتورك يحتوي على متعلقات شخصية كثيرة لأتاتورك وعلى أشياء تاريخية قيمية، وربما لو حولنا هذا القصر لمتحف ولو جمعنا الأشياء التاريخية الأخرى هناك لكان القصر أكثر فائدة وخلودًا من أن نستخدمه للإقامة”.
ويرى بعض المتابعين للشأن التركي أن أردوغان يعمد أحيانًا إلى القيام ببعض الإجراءات القانونية لاستفزاز خصومه السياسيين من جهة ولكسر القداسة عن بعض الممارسات الراسخة في الجمهورية التركية منذ تأسسها وحتى الآن، فبالإضافة إلى مغادرته قصر الرئاسة الذي أقام فيه كل الرؤساء، تخلى أردوغان عن الاحتفال بعيد الجمهورية بسبب حادث عمل في أحد المناجم وهو الأمر الذي لم يحدث طيلة تاريخ الجمهورية رغم كل الظروف الصعبة والقاسية التي مر بها، كما أنه عمد إلى أن يكون أول ظهور له بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية في أغسطس 2013 في مسجد الصحابي أبو أيوب الأنصاري، المسجد الذي كان يشهد الظهور الأول لكل خلفاء الدولة العثمانية.