ربع قرن من الزمان، تغير ما تغير، وتبدل ما تبدل، ولدت قنوات وأغلقت أخرى، توهجت بعضها وانطفأت معظمها، لكن تبقى “الجزيرة” الشمعة المضيئة في آخر النفق المظلم، والاستثناء الوحيد بين المتشابهين، والنجم المتلألئ في سماء الإعلام العربي، الذي استطاع في وقت لا يساوي في حساب الزمن لحظات أن يكسب احترام الجميع، المعارضين قبل المؤيدين.
من القاهرة إلى بغداد، ومن بيروت إلى صنعاء، ومن الخرطوم إلى تونس والجزائر والرباط، ومن إسلام آباد إلى نيودلهي، عبر طهران وكابل، ومن الرياض إلى مسقط مرورًا بأبو ظبي والكويت والمنامة، ومن مخيمات جنين وأنفاق غزة وصولًا إلى مستوطنات تل أبيب ومنها إلى عواصم أوروبا ومن بعدها واشنطن ونيويورك، كانت الجزيرة هي عين المواطن العربي على كل ما يدور من أحداث، فكانت المرآة الصادقة التي احترمت المشاهد فاحترمها.
تحتفل شبكة الجزيرة بالذكرى الخامسة والعشرين لانطلاقها، ذلك الصرح الإعلامي الفريد من نوعه في الوطن العربي، سنوات من العطاء المتواصل، والمسيرة الحافلة بعشرات الإنجازات، لتتربع على عرش الإعلام الرصين، الذي يوسع دائرة الوعي ويداري عورات الإسفاف الذي تقدمه المنصات الإعلامية الأخرى في المنطقة، لتغرد الجزيرة منفردة في مكان بعيد تمامًا، من الصعب اللحاق بها، وسط إصرار على التطوير المستمر ومواكبة المستجدات التكنولوجية بما يحافظ على مكانها، بوصفها القناة الأكثر التصاقًا بالشعوب والأجدر بالتعبير عن آلامهم وهمومهم ومناقشة قضاياهم.
5 قنوات فضائية (الجزيرة الإخبارية والجزيرة الإنجليزية والجزيرة الوثائقية والجزيرة مباشر والجزيرة بلقان) و3 مراكز متخصصة (معهد الجزيرة للإعلام ومركز الجزيرة للدراسات ومركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان) و70 مكتبًا في أنحاء العالم و1.8 مليون غرفة فندقية تبث شاشاتها ومحتوى إعلامي بـ7 لغات عبر 30 منصة رقمية وأكثر من 3 آلاف موظف من 90 جنسية مختلفة.. كيف وصلت الجزيرة إلى هذه المرحلة الاستثنائية من الريادة والتفرد؟
كان هذا هو السياق
قبل انطلاق الجزيرة، كان العرب أسرى شاشات تقليدية وأخبار نمطية ومنظومة إعلامية مترهلة، فتتصدر أخبار أصحاب السيادة والفخامة والسمو نشرات الأخبار والمتابعات اليومية، فيما احتلت كواليس المشاهير والنخبة، الخرائط البرامجية، وانزوى المشاهدون خلف إطارات لا تكاد ترى بالعين المجردة ومساحات أضيق ما يمكن أن تستوعب أي تغريد خارج السرب.
وأمام تلك الوضعية المقيدة للإبداع والخانقة للحريات، كانت هموم المواطنين العرب وقضاياهم الحياتية بعيدة تمامًا عن مجهر الاهتمام الإعلامي، الذي كان يسلط الضوء ليل نهار على إنجازات الحكومات وتقديس الأنظمة والعزف على أوتار الدعم والتأييد المطلق للحكام، فكان الحديث عن أناقة رئيس ما أسبق وأهم من الإشارة إلى انقطاع المياه عن مناطق بأكملها لعدة أيام.
إحساس المواطن العربي بالغربة الإعلامية وتجاهل وسائل إعلام بلاده لهمومه ومشاكله، فضلًا عن التسطيح المستمر للقضايا والملفات الحساسة، دفعه للبحث عن البديل، فكانت الإذاعات والقنوات الأجنبية المعين الذي ينهل منه المواطن ما يعوضه عما يفتقده في قنوات وطنه، فكان اللجوء لـ”بي بي سي” والإذاعات العبرية هو الحل.. ومن هنا كان التفكير في منصة إعلامية تلبي طموحات الشارع وتكون صوت المواطن وعينه على كل الأحداث في مختلف دول العالم وليس جغرافيته العربية الضيقة فحسب.
ومن هنا كانت البداية
كان التفكير خارج الصندوق والتحليق بعيدًا عن هذا الأفق الضيق هو سمة ثلة من المهتمين بالشأن الإعلامي والسياسي في الدوحة، فوقع الاختيار بعد مناقشات مطولة على تدشين قناة إعلامية تسد العجز في المشهد، وتقوم على ثنائية الشمولية الإخبارية وتعميق مستويات الوعي المتدنية في ذلك الوقت.. وعليه وقع الاختيار على “الجزيرة” كمسمى لتلك القناة التي لم تتجاوز مجرد الفكرة في أذهان القائمين عليها.
وفي داخل مبنى صغير بالعاصمة الدوحة، عقدت عشرات اللقاءات المكثفة والاجتماعات المستفيضة، بين مئات الإعلاميين والمنتجين المختارين بعناية من بعض البلدان العربية، كان الشعار الأبرز “الحرية الإعلامية” و”هموم المواطن العربي” فوق كل اعتبار، وعلى الفور بدأ الإعداد للانطلاق عبر نشرات وبرامج تجريبية لاختبار القدرة على البث شكلًا ومضمونًا، دون سقف للحريات أو سياسة تحريرية مكتوبة.
كان الرهان صعبًا بداية الأمر، فالفكرة لم تتبلور بعد، ولم تختبر بالشكل الكاف، وسط مؤشرات إقليمية باعثة على الفشل والإحباط، فكيف لهذا البلد الصغير مساحة والقابع وسط صحراء الجزيرة العربية أن يكون نواة لكيان إعلامي ينافس أباطرة الإعلام في لندن وبرلين وواشنطن، وعلى قدر حجم تلك التحديات الهائلة كانت الاستعدادات على قدم وساق.
تلك التحديات عبر عنها الأمير الوالد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال كلمته التي ألقاها أمس بمناسبة مضي 25 عامًا على “الجزيرة” فقال: “كنا على إدراك عام منذ البداية (انطلاق الجزيرة) بأن هذا الشروع الإعلامي سيواجه عقبات كبرى وبأن خط تحرير الجزيرة سيكون تحديًا لدولة قطر وقد كان، فقد شقت الجزيرة طريقها في بيئة غير مواتية كأنما كانت تنحت من صخر”، وتابع “لكننا توكلنا على الله تعالى وتسلحنا بالعزم والمثابرة ووضعنا نصب أعيننا الثمار العظيمة المرجوة من وراء هذا المشروع وهي خدمة المشاهد العربي والعالمي وتمكين الإنسان العربي من أن يكون طرفًا في الحوار الإعلامي العالمي لا مجرد متلق سلبي فقط”.
وفي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1996 كانت الانطلاقة الأولى للوليد الجديد في فضاء الإعلام العربي “قناة الجزيرة”، كان البث بداية الأمر 6 ساعات من البرامج والنشرات، وبعد عام واحد فقط زادت ساعات البث إلى 12 ساعة، وكان في البداية على الكابل ثم الأقمار الصناعية، ومع بدايات 1999 بدأت القناة القطرية البث على مدار 24 ساعة.
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني: إطلاق شبكة #الجزيرة عام 1996 كان هدية #قطر للباحثين عن أخبار العالم#الجزيرة25#الجزيرة_انطلاقة_تتجدد pic.twitter.com/hbePtlCktz
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 1, 2021
قلعة الإعلام الأولى عربيًا
بدأت الشبكة بقناة الجزيرة الرئيسية، ثم ما لبثت أن أنشأت “الجزيرة مباشر” في 2005 لنقل الأحداث المهمة والمفاجئة على الهواء مباشرة، لحظة بلحظة، لتضع المشاهدين في قلب الحدث بتفاصيله كافة، وهي الخاصية التي كان يفتقدها المشاهد العربي في كل المنافذ الإعلامية في هذا الوقت.
وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2006 كان انطلاق “الجزيرة الإنجليزية” كمنصة لتوصيل الصوت العربي لشعوب الدول الأخرى، خاصة في ظل ما كانت تعاني منه الصورة الذهنية عن العرب من تشويه وتسطيح نظرًا لعدم وجود صوت عربي قادر على تصحيح الصورة وإيصال الرسائل الصادقة للمجتمعات الأخرى، فضلًا عن تعريف الآخر بالقضايا العربية.
وبعد عام واحد فقط، كانت “الجزيرة الوثائقية” التي تعد الأولى من نوعها عربيًا، وكانت طفرة كبيرة في البرامج الوثائقية التي كان لها دورها المشهود في زيادة الوعي العربي بالعديد من الملفات والقضايا، بجانب التنوع والثراء الواضح في المحتوى المقدم، الذي يتأرجح بين السياسة والاقتصاد والفن والثقافة والمجتمع والعلوم والبيئة وغيرها من المجالات التي نقلت الوعي العربي إلى آفاق أكثر رحبة.
لم تتوان الشبكة عن مواكبة التطورات والأحداث الراهنة، فكانت تتحرك وفق خطة جيوسياسية زمنية ترسم خريطة البرامج وعدد ونوعية المنصات، وعليه ومع اشتعال الوضع في منطقة البلقان، كان تدشين “الجزيرة البلقان” في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وخُطِطَّ ليصل بثها إلى نحو 35 مليون منزل في منطقة البلقان عبر البث المجاني.
الخطوة ذاتها مع الأحداث في مصر 2011، حيث انطلقت قناة “الجزيرة مباشر مصر” التي أغلقت بعد انقلاب 2013، ثم “الجزيرة التركية” في 2014 ومن قبلها “الجزيرة أمريكا” في 2013، التي توقفت عن البث في 2016، هذا بجانب تدشين مجموعة قنوات خاصة بالأطفال العرب تستهدف العمر الزمني من 7 – 12 عامًا.
الرسالة الإعلامية لا يجب أن تقف عند حاجز الشاشات الفضائية فحسب، فكان التماهي مع التطورات العصرية سمة الشبكة والقائمين عليها، فكان تدشين “الجزيرة نت” كمنصة رقمية للشبكة، هذا بجانب بعض المراكز البحثية التي كان لها دورها في تسليط الضوء على العديد من القضايا الشائكة في المنطقة.
وانطلاقًا من رؤية الشبكة ومسؤوليتها المجتمعية نحو إثراء الفضاء الإعلامي بالكوادر المميزة المؤهلة للقيام بهذا الدور الإستراتيجي الحيوي، فكان “معهد الجزيرة للإعلام” والمسؤول الأبرز عن تخريج مئات الإعلاميين الأكفاء في شتى المجالات، كذلك “مركز الجزيرة للدراسات” الذي كان له دور محوري في تعزيز المكتبة البحثية العربية بمئات التقارير الشافية والقراءات المتعمقة والدراسات الممنهجة لمختلف المسائل والقضايا.
وفوق كل هذا، كان “مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان”، الذي أنشئ في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني سنة 2008، بهدف تعزيز ثقافة حقوق الإنسان والحريات العامة في الدول العربية بشكل خاص، والمساهمة في توعية المجتمع في المجال الحقوقي، بجانب الدفاع عن العاملين بالشبكة والتضامن مع ضحايا انتهاكات حرية الصحافة في العالم.
في قلب الحدث
كانت الجزيرة عبر مكاتبها المتنوعة حاضرة بقوة في قلب الأحداث التي شهدها العالم خلال العقدين الماضيين تحديدًا، وهما الأكثر إثارة في تاريخ المنطقة العربية تحديدًا، وكانت عملية “ثعلب الصحراء” حين قصفت خلالها الطائرات والسفن الأمريكية والبريطانية العراق في 16 ديسمبر/كانون الأول 1998 بدء انطلاق القناة نحو العالمية.
كانت الجزيرة مصدرًا رئيسيًا للصور والمعلومات بالنسبة لوسائل الإعلام العالمية في تقاريرها عما يحدث في العراق، وتحولت القناة من مصدر ناقل للحدث إلى الحدث ذاته، وهو ما تكشف رويدًا مع تغطيتها لبقية الأحداث المهمة التي شهدتها دول المنطقة، أبرزها الانتفاضة الفلسطينية الثانية 2000، ومحاصرة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
ثم جاءت أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، نقطة التحول في تاريخ العالم بأسره – والشرق الأوسط على وجه الخصوص -، وقتها لم تكن هناك معلومات كافية متاحة عن منفذي تلك الهجمات ولا هويتهم وأفكارهم، وبينما كان العالم غارقًا في أمواج ندرة المعلومات وضبابيتها فوجئ الجميع بزعيم تنظيم القاعدة الذي تبنى تلك الهجمات، أسامة بن لادن، يخرج عبر شريط فيديو يبث على قناة “الجزيرة” ليدلي بآرائه بشأن العلاقات الدولية والعلاقات بين الشرق والغرب.
وما إن توالت ردود الفعل حتى أصبحت الجزيرة واحدةً من المصادر الرئيسية للأخبار القادمة من العالمين العربي والإسلامي، لكنه الأمر الذي أقلق السلطات الأمريكية التي اعترضت على بث القناة القطرية لفيديو ابن لادن بحجة أن ذلك يعرض حياة جنودها في أفغانستان للخطر، ومن ثم قصفت القوات الأمريكية مكتب الجزيرة في العاصمة الأفغانية في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2001.
بلغ انزعاج الأمريكان من التغطية الإعلامية للجزيرة لما يدور فوق الأراضي الأفغانية حد اعتقال المصور الصحفي السوداني، سامي الحاج، الذي كان يعمل في مكتب القناة بكابل، ليتم اقتياده إلى معسكر الاعتقال في خليج غوانتانامو، بصفته عدوًا، وتحمل ظروفًا مروعةً لسنوات قبل أن يفرج عنه في مايو/أيار 2008.
ومع الحرب على العراق التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في 20 مارس/آذار 2003، دخلت الجزيرة مرحلة جديدة من العالمية، إذ نشرت أطقهما في كل المدن العراقية، ولم تترك منطقة واحدة دون تغطية، وبينما كانت وسائل الإعلام الأجنبية تكتفي بإخبار المشاهدين بأماكن إطلاق الصواريخ، كانت الجزيرة تكشف بالصوت والصورة أماكن سقوطها وما تسفر عنه من قتل وتدمير، وهو ما وضعها في منطقة بعيدة تمامًا عن نظرائها من الإعلام العربي والدولي على حد سواء.
ومع انطلاق قطار الربيع العربي في 2011، كانت الجزيرة عين المواطن العربي على الأحداث، ومرآته الصادقة الناقلة للتطورات لحظة بلحظة، بينما كان الإعلام الرسمي لبلدان الرببع منكفئًا على ذاته في انتظار التعليمات السلطوية، وهو ما جعل القناة القطرية هدف الشارع العربي برمته، منتصرة لإرادة الشعوب، وهو ما جعلها في حالة خصام واستهداف مستمر من الحكومات والأنظمة العربية التي ترى فيها تهديدًا صريحًا لوجودها.
كان الخط التحريري المنحاز لقضايا الإنسان، أبرز ما ميز الجزيرة منذ انطلاقها عام 1996، ساعده على ذلك السقف العالي من حرية الرأي، وهو ما جعل شاشتها منصة لكل الأصوات المعارضة، وفق جدول اهتمامات يختلف شكلًا ومضمونًا، جملة وتفصيلًا، عن غيره في القنوات الأخرى، إذ كانت الأولوية للمواطن قبل الحاكم، للشارع قبل الحكومة، للإنسان قبل الحجر.
علاوة على ذلك فإن مواكبة التطورات كانت أحد عوامل الحفاظ على استمرارية النجاح، فلم تقف الشبكة عند حاجز معين من الإمكانات، بل سعت لتوظيف كل المستجدات التكنولوجية لتقديم أفضل خدمة ممكنة للمشاهد والقارئ بما يواكب العصر، ولعل أبرز تجاربها في الدخول لعصر الإعلام الرقمي تجربة الجزيرة بلس (AJ+) التي توجهت بمضمونها ذي الأربع لغات (العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية) إلى جمهور من الشباب وفق سرديات تتناسب والفئة العمرية والعقلية وقائمة الاهتمام، وهو ما مهد لنجاحات غير مسبوقة، تجاوزت المتوقع بمراحل.
رسالة وثمن فادح
دفع صحفيو الجزيرة ثمنًا فادحًا نظير إيمانهم بالرسالة التي يقومون بها، فمنهم من قتل ومنهم من نُكل به، ومنهم من حتى كتابة هذه السطور أسير سجون ومعتقلات بعض الأنظمة، لا لجريمة إلا أنه ينتمي لهذا الكيان الذي زلزل عروش العديد من الحكومات وأطاح ببعض الزعماء الذي ما كان يتوقع أحد إزاحتهم عن كراسي الحكم.
تختلف أو تتفق مع الجزيرة لكنك حتمًا ستمنحها احترامك، لما تقدمه من محتوى مهني لا شك فيه، عبر كوكبة من أكفأ الكوادر الإعلامية المدربة على أعلى نظم التدريب المتطورة، وإن كان ذلك لا يعني وقوع أخطاء كثيرة، لا يمكن إنكارها على الإطلاق، لكن في النهاية فالقناة عمل بشري وأن الخطأ فيه وارد، لكن ما كان يميزها سرعة تدارك تلك الأخطاء، هذا بعيدًا عن التوجهات السياسية، المختلف عليها أحيانًا، التي تتبناها القناة بحكم جغرافيتها وملاكها ورسالتها الإعلامية.
25 عامًا من النجاح والتفرد، خاضتها الجزيرة، وما زالت ماضية في طريقها نحو تقديم محتوى يلبي طموحات المشاهد العربي، وسط تفاؤل بشأن ما هو قادم ما بقيت القناة ملتزمة بثوابتها التحريرية ونهجها ورسالتها، خاصة انحيازها لقضايا الإنسان عمومًا، دون الرضوخ للضغوط والابتزازات التي ربما يكون ثمنها فادحًا للغاية.
وفي الختام.. فإن “المنطقة لم تعرف قبل هذا النموذج من الإعلام الذي يجمع بين صدق الخبر وقراءة التحليل والتقيد بأدق المعايير المهنية والفنية المتعارف عليها في الصنعة الإعلامية الرصينة ومن خلال بناء هذا النموذج الرائد أصبحت الجزيرة منبر كل العرب من مختلف مشاربهم السياسية والوانهم الفكرية”، بحسب الأمير الوالد.