بدأت قائمة المنتخبات المؤهلة للنهائيات تتوضح مع تأهل عشر دول أوروبية إلى المنافسة قبل نحو عام من انطلاق مونديال قطر 2022، فيما لم يحجز بعد أي بلد عربي تذكرة المشاركة باستثناء قطر التي ضمنت مكانتها في هذا العرس الكروي العالمي باعتبار أنها البلد المستضيف، ما يعني أن المنافسة ما زالت قائمة إلى الآن وكذلك المفاجآت.

عرب إفريقيا

تأمل منتخبات الجزائر وتونس ومصر والمغرب في التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم بقطر لكن طريقها إلى المونديال الذي سيُقام لأول مرة في بلد عربي لن يكون مفروشًا بالورود، وكانت هذه البلدان الأربع قد تجاوزت بنجاح الدور الثاني من التصفيات الإفريقية لكن سيتعين عليها أن تُقاتل عندما تصطدم بكبار منتخبات القارة السمراء في الدور الحاسم في شهر مارس/ آذار المقبل.

إلى جانب المنتخبات العربية الأربع، بلغت كل من الكاميرون وغانا والسنغال ومالي والكونغو الديمقراطية ونيجيريا الدور الفاصل من التصفيات الإفريقية، وستخوض المنتخبات العشر بعد سحب قرعة مواجهات ثنائية من مباراتي ذهاب وإياب في شهر مارس/آذار المقبل لتحديد ممثلي القارة في قطر.

ولم يُحدد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بعد موعد إجراء القرعة التي ستضع المنتخبات المتأهلة ضمن مستويين حسب آخر تصنيف للاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، وحسب آخر تصنيف للاتحاد الدولي ستكون الجزائر وتونس والمغرب والسنغال ونيجيريا في المستوى الأول في حين توجد مصر وغانا ومالي والكونغو الديمقراطية والكاميرون في المستوى الثاني، وتتمتع منتخبات المستوى الأول بأفضلية خوض لقاء الإياب على أرضها.

الجزائر: مستعدة لأي منافس

انتظر منتخب الجزائر حتى الجولة الختامية من منافسات المجموعة الأولى لحسم التأهل إلى الدور الأخير من التصفيات وسيحتاج بطل إفريقيا الى رفع مستواه استعدادًا لمواجهة منافس أقوى.

قوة محاربي الصحراء تكمن في محافظة زملاء يوسف البلايلي على سجلهم خاليًا من الهزائم في 33 مباراة متتالية ويأمل الفريق الذي أبدا جاهزية كبرى في مواصلة السلسلة الرائعة وحسم التأهل الى مونديال قطر.

 في هذا السياق، أكد بلماضي مدرب الجزائر عقب التأهل أنه لا يُفضل مواجهة منتخب معين لكن فريقه سيستعد جيدًا لأي منافس في القرعة، واعدًا المشجعين بأداء أفضل في الدور الفاصل في مارس/آذار وإهدائه بطاقة التأهل لكأس العالم.

الفريق الجزائري يعول على قوة خط هجومه بقيادة رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي ويوسف البلايلي وبغداد بونجاح وتناغم خط وسطه وصلابة دفاع لبلوغ كاس العالم للمرة الخامسة في تاريخه.

تونس: الخبرة في الميزان

تعول تونس على خبرة لاعبيها ودعم جمهورها للفوز في المباراة الفاصلة والتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقامة في قطر للمرة السادسة في تاريخها.

وجاء مستوى تونس خلال منافسات المجموعة الثانية بالتصفيات مهتزًا لكن مدرب الفريق منذر الكبير بدا راضيًا عن أداء لاعبيه، وقال إنه يملك الوقت لمعالجة الأخطاء ودعم فرصه في بلوغ مونديال قطر، حيث سيُحاول المدرب التونسي استغلال أفضلية خوض لقاء الإياب على أرضه والاستفادة من دعم الجمهور للإطاحة بمنافسه المرتقب والتأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي.

 الكبير أضاف في تصريحات صحفية عقب التأهل للدور الحاسم “تفصلنا مباراتان عن بلوغ نهائيات كأس العالم، مستعدون لأي منافس خاصة أننا نستضيف مباراة الإياب على أرضنا وأمام جماهيرنا”.

المغرب: يسير بحذر

المنتخب المغربي لم يُواجه صعوبات في تجاوز مجموعته بمنافسات الدور الثاني من التصفيات وحقق العلامة كاملة بستة انتصارات، لكن مهمة فريق المدرب وحيد خليلوجيتش لن تكون سهلة عندما يواجه أحد أكبر المنتخبات الإفريقية التي ستقاتل بشراسة للدفاع عن أملها في المشاركة في أكبر عرس كروي في العالم.

وبالنظر إلى قوة المنتخبات، سيكون الكونغو ومالي أفضل خيار لأسود الأطلس من أجل العبور إلى نهائيات قطر 2022، لكن تظل كل السيناريوهات مفتوحة كما اعتدنا في عالم كرة القدم، خاصة إذا أوقعته القرعة في مواجهة مصر أو الكاميرون.

مصر: مهمة معقدة

تبدو مهمة مصر في الدور الفاصل من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم أكثر تعقيدًا من تونس والجزائر والمغرب، إذ يتواجد في التصنيف الثاني بالدور الأخير من تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم، ومن المنتظر أن يُواجه أحد منتخبات العربية الثلاث إضافة إلى نيجيريا أو السنغال.

فمصر تملك سجلًا سيئًا أمام المنتخبات السابقة، ولم تنجح في الوصول لكأس العالم على حساب أي منها، إلا مرة وحيدة بمونديال 1990، ويعد منتخب المغرب عقدته التاريخية، خاصة في تصفيات كأس العالم، بعد أن لعبا من قبل 6 مرات لم تحقق فيها مصر أي انتصار، وفاز المغرب 3 مرات، وتعادلا في مثلها.

ورغم المهمة المعقدة، ستُحاول مصر رفع من جاهزيتها استعدادًا للمواجهة الفاصلة وانتزاع بطاقة التأهل الى نهائيات كاس العالم للمرة، حيث أكد كيروش مدرب مصر في تصريحات صحفية قائلًا “تأهلنا للمرحلة الأخيرة والحاسمة وحتى شهر مارس لدينا أشياء كثيرة سنسعى للقيام بها حتى نجهز أنفسنا”.

على الجانب ذاته، تُمني الجماهير العربية النفس بأن تجنب القرعة مواجهة منتخبين عربيين في الدور الحاسم، على أمل تمكن المنتخبات العربية الأربع من الوصول إلى مونديال قطر عن القارة السمراء.

عرب آسيا

في الشطر الآسيوي، يتقدم العرب حاليًا المنتخب السعودي بخطوة كبيرة في اتجاه الترشح إلى المونديال القطري، بحفاظه على صدارة مجموعته الثانية في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، وذلك بحصوله على 16 نقطة في أول 6 مباريات، بواقع 5 انتصارات وتعادل وحيد مع المنتخب الأسترالي، الذي يواجه المجهول في هذه المجموعة، باحتلال المرتبة الثالثة برصيد 11 نقطة، بفارق نقطة عن الوصيف المنتخب الياباني.

أما في المجموعة الأولى، ما زال المنتخب الإيراني فارضًا سيطرته على الصدارة، بنفس رصيد المملكة العربية السعودية (16 نقطة)، ويتبعه منتخب كوريا الجنوبية في المركز الثاني بـ14 نقطة، ثم الإمارات في المركز الثالث بست نقاط، ولبنان في المركز الرابع بخمس نقاط، والعراق في المركز الخامس بأربع نقاط، فيما يحتل المنتخب السوري المركز السادس والأخير برصيد نقطتين من تعادلين وأربع هزائم.

ومع ذلك، فإن الفرص تبدو متساوية بين أصحاب المركز الثالث وحتى الأخير لخوض اللقاء الفاصل مع ثالث المجموعة الأخرى، لتحديد هوية ممثل آسيا في الملحق الدولي.

 قطر: لتحقيق الإنجاز

راهنًا، تبقى قطر التي تحتل المركز الخامس آسيويًا في التصنيف الصادر عن الاتحاد الدولي والــ46 عالميًا، البلد العربي الوحيد الذي ضمن مكانته بين الدول المتنافسة في هذا العرس الكروي العالمي بحكم أنها ستستضيف المسابقة.

ويأمل المنتخب العنابي عندما يستضيف مونديال 2022 في كرة القدم في تفادي تجربة جنوب إفريقيا، المضيفة الوحيدة التي ودعت الدور الأول من النهائيات، لكن نتائجه المتعثرة أخيرًا وتعرض لاعبيه للإرهاق بسبب مروحة مشاركاته الواسعة ألقت المزيد من الشكوك حيال إمكانية تحقيق حلم تخطي دور المجموعات.

يذكر أن قطر شاركت في مسابقات دولية كبطولات كوبا أميركا والكأس الذهبية لمنطقة كونكاكاف وتصفيات أوروبا المؤهلة إلى مونديال 2022 كدولة زائرة دون أن تحتسب نتائجها، بهدف الاحتكاك والاستعداد لهذا الحدث.

الأمل في تمثيل العرب من قبل أكثر من منتخب ما زال قائمًا، وستكون بطولة كأس العرب بالدوحة نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الحالي جولة جديدة لعرب آسيا من أجل التدارك وتلافي النقائص ثم الإصلاح، فيما ستمثل بطولة كأس الأمم الإفريقية بالكامرون مطلع العام المقبل فرصة للمنتخبات العربية الأربعة الأخرى (إفريقيا) لرفع جاهزيتها استعدادًا للحدث الأكبر.