رغم صغر مساحته وامتداده مقارنة ببقية بحار ومحيطات العالم، فقد كان البحر الأبيض المتوسط على مدى تاريخه الطويل ملتقى للحضارات والثقافات، ومسرحًا للأحداث الكبرى وحلبة تتراهن فوقها القوى العظمى لبسط نفوذها وهيمنتها، وهو ما جعل منه واحدًا من أهم مفاتيح النظام العالمي قديمًا وحديثًا.
أهمية البحر الأبيض المتوسط في الجغرافيتَين الدوليتَين السياسية والاقتصادية تظهر جليًّا في زخم الأحداث والتطورات الأخيرة، حيث تعيش المنطقة مستويات غير مسبوقة من التوتر وعدم الاستقرار بفعل النزاعات في كل من سوريا وفلسطين المحتلة ولبنان وليبيا ومصر والجزائر وتونس إضافة إلى تركيا واليونان، وكذلك الانهيار الاقتصادي وتداعياته الاجتماعية كالهجرة غير الشرعية.
في ملف “صراعات في المتوسط”، يطرح “نون بوست” عددًا من التقارير المفصلة لتقديم قراءة للمشهد الجيوسياسي الجديد للمنطقة من أبعاده الجيوستراتيجية والاقتصادية، وسنعود بالقارئ العربي إلى تاريخ هذا البحر وإسهاماته من خلال حركة التنقُّل والتواصل الرائدة في تشكُّل الحضارة الإنسانية وفي انتشار الثقافة والفكر والإبداع.
كيف يتحكم #البحر_الأبيض_المتوسط بالعالم من حوله؟
التفاصيل من هنا : https://t.co/J4qx6CagKg
— طقس العرب – الأردن (@ArabiaWeatherJO) October 15, 2021
جغرافيا المتوسط
يُطلق عليه البحر الأبيض المتوسط لتمييزه عن بحار أخرى تحمل اسمًا مشابهًا، تحدّه من الشمال هضبة الأناضول وأوروبا ومن الشرق والجنوب بلاد الشام وشمال أفريقيا، وله منفذ إلى المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق.
البحر الأبيض المتوسط هو مسطح مائي (1% من المسطحات المائية في العالم) محصور بين قارات العالم القديم وتبلغ مساحته 2.5 مليون كيلومتر مربع، يمتد شرقًا وشمالًا بسبب منحدر البحر الأدرياتيكي الممتد بين إيطاليا والبلقان، كما يمتدّ إلى الشمال الشرقي عبر مضيقَي البوسفور والدردنيل ليصل إلى تخوم البحر الأسود.
جغرافيًّا ينقسم البحر الأبيض المتوسط إلى حوضَين مختلفَين: الحوض الغربي والحوض الشرقي، ويتصل الحوض الغربي بالمحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق الذي يفصل أفريقيا عن أوروبا، وينفتح شمالًا على البحر التيراني المحصور بين البلقان وجزر كورسيكا وسردينيا وشرقًا إلى كيب بون (راس الطيب) في تونس.
أمّا الحوض الشرقي فيمتدّ من العتبة التونسية/ الصقلية غربًا إلى شواطئ الشام شرقًا، ويُمكن تقسيمه إلى حوضَين يُدعى الغربي منهما الحوض الأيوني (نسبة إلى البحر الأيوني المتاخم للبلقان)، ويُسمّى الثاني الحوض الشامي.
مناخيًّا، يُعتبر حوض المتوسط من أكثر مناطق العالم اعتدالًا وملاءمة للأنشطة التجارية والإنتاجية، نظرًا إلى حرارته المعتدلة وفصوله المتوازنة ومعدّلات أمطاره المتوسطة، وإضافة إلى ذلك فهو من أكثر مناطق العالم تنوعًا على مستوى البيئة.
المتوسط.. تاريخ وحضارة
تاريخيًّا، قامت حول المتوسط حضارات بشرية عريقة قادت العالم في أكثر من حقبة، ولقرون طويلة ظل خلالها وما زال من أهم الممرات المائية والطرق التجارية الدولية، نظرًا إلى قيمته ومكانته الاستراتيجية الكبيرة، فهو يتوسّط 3 قارات: آسيا وأوروبا وأفريقيا.
أطلق عليه العرب قديمًا تسمية بحر الروم، وعُرف في اللغة الإنكليزية واللغات ذات الأصل اللاتيني بأنه “البحر الذي يتوسّط الأراضي”، وأطلقت عليه العديد من التسميات: بحرنا بالنسبة إلى الرومان، والبحر الأبيض بالنسبة إلى الأتراك، والبحر الكبير بالنسبة إلى اليهود، والبحر المتوسط بالنسبة إلى الألمان، وثمة احتمال مشكوك فيه في أن قدماء المصريين أسموه الأخضر الكبير.
هل تعلم؟
أن الاسم القديم للبحر الأبيض المتوسط هو بحر الروم
— محمد الشتلي (@m_alshetli) August 4, 2011
كان البحر الأبيض المتوسط مهدًا للحضارة العالمية منذ المستوطنات الأولى التي أقيمت عام 9000 قبل الميلاد في أريحا، وله ارتباط وثيق بمراحل التطوّر البشري على مرّ التاريخ على اعتبار أنّه كان مهبط الرسالات السماوية الموجودة في المناطق الواقعة في شرقه، وهو أيضًا منبع الحضارات الإنسانية كالحضارة البابلية والآشورية والمصرية والإغريقية ثم الفارسية والرومانية والفينيقية فالإسلامية، وكذلك الحضارة الغربية التي تقود العالم اليوم.
هذا البحر أدّى أدورًا رئيسية في الاتصالات بين الشعوب وأسّسَ لمبادلات على المستوى الفكري والإبداعي، حيث كان المتوسط بيئة خصبة لتطوّر الفنون بمجالاتها المتعدِّدة كالأدب والفلسفة والموسيقى والفلك، وحاضرًا التكنولوجيا.
كما انتشرت في أنحائه وعلى ضفافه حضارات رائعة ورائدة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، ومن بلاد ما بين النهرين إلى مصر، ومن الأناضول وطروادة إلى مقدونيا، ومن دويلات المدن اليونانية إلى الحضارة الفينيقية، ومن قرطاج إلى روما، ومن بغداد إلى الأندلس، ومن بيزنطة إلى الإمبراطورية العثمانية، ومن الإسكندرية إلى بولونيا.
بالإضافة إلى ذلك، أُسِّست على ضفافه واحدة من أكبر وأهم المكتبات في العالم القديم وهي مكتبة الإسكندرية بمصر (300 قبل الميلاد)، كما نشأت على سواحله أولى التطورات الفكرية في شرق البحر المتوسط، بدءًا من الفترة الهيلينية إلى ظهور فلاسفة من بينهم طاليس من مايليتس، وأناكسيمندروس، وأناكسيمنديس، وفيثاغورس، وزينوفينس، وديوجين من أبولو، وأبقراط، وسقراط، وأفلاطون، وأرسطو (القرون السادس والخامس والرابع قبل الميلاد).
مكتبة الإسكندرية في مصر بناها بطليموس في القرن الثالث قبل الميلاد وقام بترتيب مصنفاتها ومخطوطاتها أحد طلاب آرسطو. pic.twitter.com/dOfRya7H72
— ابراهيم السماحي (@Esamahi) April 27, 2016
فيما كانت العصور الوسطى هي العصر الذهبي للشعوب الإسلامية في المنطقة، وبين عامَي 622م و750م، وانطلاقًا من شبه الجزيرة العربية، توسّعت الدولة الإسلامية عبر الشرق الأوسط وجزء من آسيا الصغرى وبلاد فارس وشمال أفريقيا وشبه جزيرة أيبيريا، وظلت الأندلس في أيبيريا والمغرب مركزًا ثقافيًّا بديلًا لبغداد لعدة قرون.
ومن القرن الثامن حتى القرن الخامس عشر، كان لكثير من الفلاسفة أثر ملحوظ على تطور الفلسفة الإسلامية في المنطقة، ومن بينهم جابر بن حيان والفارابي والبيروني وابن سينا والقشيري والغزالي، أيضًا البغدادي وابن رشد وجلال الدين الرومي وابن خلدون.
دعمت الهجرات التاريخية على ضفاف المتوسط بشكل كبير التنوُّعَ العرقي واللغوي والديني والثقافي والحضاري الهائل لحوض المتوسط، ما جعل مؤرِّخين وعلماء اجتماع يسمونه “مركز العالم”.
مركز اقتصادي وتجاري
تاريخيًّا، كان البحر الأبيض المتوسط صرّة العالم ومركزًا اقتصاديًّا دوليًّا، حيث ساهمت الملاحة البحرية في تطوّر طرق التجارة البحرية وتوسُّع المدن الكبرى وانتشار الموانئ، ما سهّل عملية تبادل السلع والبضائع بين الدول والمستعمرات الممتدة خاصة في العصور الذهبية.
في تلك الفترة كان البحر المتوسط بمثابة سوق عالمية مفتوحة تحكمت فيه بالتداول قوى كبرى كالفينيقيين، الذين امتدّت مستعمراتهم من قبرص وآسيا الصغرى وجزيرتَي رودس وكريت وبعض جزر بحر إيجه وشبه جزيرة أتيكا الهيلينية، إلى سواحل الحذاء الإيطالي وجزيرة صقلية وسردينيا وجزر البليار والسواحل الشرقية لشبه جزيرة أيبيريا -إسبانيا والبرتغال حاليًّا-، وكذلك سواحل أفريقيا الشمالية، وأشهرها مستعمرة قرطاج (تونس).
عظمة قرطاج البونية (الفينيقية) كانت تتجلى في مينائها العسكري الذي مكنها من قوة تجارية وعسكرية أتاحت لها السيطرة على مواقع في البحر الأبيض المتوسط…”الموانئ البونية” قصة ازدهار طواها التاريخ #تونس #تاريخ pic.twitter.com/x3uGFmK958
— Tunigate – بوابة تونس (@Tunigate) July 14, 2021
هكذا ظلَّ المتوسط قرونًا طويلة مركز العالم والبحر الوحيد تقريبًا المزدهر تجاريًّا واستراتيجيًّا، نظرًا إلى محدودية التجارة العالمية وضعف وسائل النقل البحري في التاريخ القديم، وأيضًا لتوسُّط هذا البحر قارّات العالم القديم.
كما عرفت التجارة البحرية تطورًا ملحوظًا في العصر الوسيط، خاصة بعد تمكُّن المسلمين من السيطرة على الحوض الغربي للمتوسط وبسط نفوذهم على جزيرة صقلية ومالطة وقوصرة ولنبدوشة، وفتح العرب للأندلس في نهاية القرن الأول الهجري/ بداية القرن الثامن الميلادي (92-95هـ/ 711-714م) وسيطرتهم على معظم الجزيرة الأيبيرية وجزر الباليار (جزر ميورقة ومنورقة ويابسة) والجزر الخالدات (Canaries).
تطوّرت أثناء ذلك الأساطيل في الأندلس وأفريقيا خلال العهدَين الأغلبي والفاطمي، ما دعّم مكانة التجارة البحرية مع نهاية القرن الثالث الهجري “لأن الحوض العربي للمتوسط أصبح بحيرة إسلامية” .
راهنًا، ما زال المتوسط محافظًا على الأهمية الجيوستراتيجية كونه يربط بين 3 قارات، ما يسمح له بأن يكون دائمًا طريقًا بحريًّا هامًّا تمرُّ منه عشرات الملايين من الحاويات في كل عام محمَّلة بشتى أنواع البضائع، وذلك لتوفره على أهم الموانئ الشحن كميناء بيرايوس اليوناني وميناء مقاطعة قادس في جنوب إسبانيا وطنجة في المغرب.
كما يعدّ المتوسط مصدرًا غنيًّا جدًّا بالثروات الطبيعية والموارد الباطنية، جعلت منه مخزنًا لآبار وحقول البترول البحرية، فهو غني بالوقود الأحفوري والثروات المعدنية، هذا بالإضافة إلى الأهمية التي يكتسبها هذا البحر في مجال السياحة.
صراعات وحروب
مثلما كان حوض البحر المتوسط مركزًا للتجارة العالمية ومنارة حضارية وثقافية وفكرية تواصلية ببُعدها الإنساني، كان أيضًا مسرحًا لصراعات وحروب بين القوى الكبرى الساعية لمدّ نفوذها والسيطرة على ممرّاته، فالأهمية الاستراتيجية التي تميَّز بها منذ فجر التاريخ، جعلت من مضائقه (جبل طارق والبوسفور والدردنيل) حلبة صراع بين الدول والأمم.
عرفَ المتوسط ميلاد الحضارات التي شكّلت قلب العالم، وعلى مرِّ العصور كان شاهدًا على كثير من التشابكات والتحوّلات وكذلك الصراعات، حيث شهدت ممرّاته ومياهه وقائع كبرى بين أعتى الجيوش، نذكر منها حرب أثينا على أسبرتا، وكذلك:
الحروب البونية: دام الصراع بين روما وقرطاج أكثر من قرن، واندلعت بينهما 3 حروب دامية على مدار قرن تقريبًا، ابتداءً من عام 264 قبل الميلاد وانتهت بتدمير قرطاج عام 146 قبل الميلاد؛ وعندما اندلعت الحرب البونية الأولى، أصبحت روما القوة المهيمنة في جميع أنحاء شبه الجزيرة الإيطالية، في حين أن قرطاج كانت دولة مدنية قوية في شمال أفريقيا وقد أثبتت نفسها كقوة بحرية رائدة في العالم.
هي الخصم الآخر لقرطاجة ولهذا نشأت ثلاث حروبٍ كبيرة في ذلك الوقت بين الشرق وإفريقيا والغرب وأوروبا. سمِيت هذه الحروب بالحروب البونية أو الحروب الفينيقية، وقد انتهت بانتصارٍ غير متوقع لروما.وكانت الحرب البونية الثانية هي التي قادها الشاب حنبعل، الذي يُقال إن اسمه ينطق (هاني بعل)7️⃣ pic.twitter.com/oGdK4CwIbO
— أوراق ملونة (@coloredpaperr) March 6, 2021
معركة أبي قير: حدثت معركة أبي قير في منطقة خليج أبي قير المصري، وقد سمّاها الإنجليز معركة النيل، هي معركة بحرية وقعت في 2 أغسطس/ آب 1798 بين القوات البحرية الإنجليزية بقيادة نلسون والأسطول الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت على شواطئ خليج أبي قير المصري.
1798 : معركة ابو قير البحرية (معركة النيل)
انتصر الاسطول البريطاني بقيادة نيلسون (15 سفينة) على الاسطول الفرنسي (17 سفينة)
خسر الفرنسيون 13 سفينة و 8900 جندي بينما خسر البريطانيون 895 جندي pic.twitter.com/Jlq8qZl9Mw
— ثقافة حربية (2) military culture (@MilCul3) November 6, 2021
معركة ليبانتو: واحدةٌ من أقوى وأهمِّ المعارك في البحر الأبيض المتوسط في القرن السادس عشر الميلادي، وهي معركة فاصلة في التاريخ ما قبل الحديث، فهي المعركة التي أعطت الأوروبيين فرصة أمام البحرية العثمانية التي لا تُهزم، وجاءت الموقعة بعد انتصارَين للعثمانيين على الأوروبيين في معركتَي بروزة عام 1538 ومعركة جربة عام 1560.
قصة معركة ليبانتو، أشهر المعارك البحرية بين الدولة العثمانية والقوى الصليبية.
اقرأ:: https://t.co/BhgYY6Upz0 pic.twitter.com/uqftX7mbX6
— قصة الإسلام (@islamstory_ar) May 15, 2019
حاضر متأزِّم
راهنًا، يشهد البحر المتوسط الكثير من التحديات المتداخلة والمترابطة الناجمة عن تنافس القوى الدولية لمدّ نفوذها وإحكام سيطرتها على النفط والغاز، خاصة في ظل الدراسات والتقارير التي قدّرت احتياطات الغاز الطبيعي الهائلة الموجودة في هذا البحر حدود 122 تريليون قدم مكعب، إلى جانب بالطبع وجود كميات كبيرة من النفط، ويعكس إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط عام 2019 هذا الاهتمام.
يعدّ الصراع في كل من سوريا وليبيا، الذي يتغذى من التوترات العالمية، من النقاط الساخنة في المنطقة التي تجتمع فيها الأبعاد الإقليمية والدولية، كما يعرف المتوسط خلافات هائلة بين الدول بشأن ترسيم الحدود البحرية بينها.
في شرقه، يستمرُّ الصراع التاريخي بين تركيا واليونان وقبرص، على مستوى السياسة والاقتصاد والنفوذ، في تواصل التوتر في المنطقة، خاصة بعد دعوة تركيا لحل الدولتَين في قبرص، أو إقامة دولة قبرص التركية إلى جانب دولة قبرص اليونانية، إضافة إلى تنافس حول الاحتياطات النفطية الموجودة في المنطقة.
الأزمات والصراعات في المتوسط تسارعت وتيرتها بعد دخول لاعبين جدد إلى المنطقة، كالصين التي تعتبر شرق المتوسط ممرًّا بحريًّا أساسيًّا يربط الصين الشعبية بأوروبا، كإحدى أهم الخطوات في مبادرة استراتيجية التمدُّد الصيني الدولي التي تُعرَف بمبادرة حزام واحد طريق واحد، وكانت إيطاليا أول دولة غربية وقّعت عام 2019 مذكرة تفاهم مع الصين الشعبية في هذا الصدد.
عرفَ المتوسط أيضًا عودة الروس وازدياد اهتمامهم بالبحر، فكانت سوريا بوابة تغلغلهم في شرق المتوسط عبر دعم نظام الأسد وتدعيم تواجدها العسكري في ميناء طرطوس عبر قاعدتها، وكذلك إجراء مناورات في المنطقة.
إلى ذلك، يُمثّل المتوسط مصدر قلق أساسي للدول الأوروبية، باعتباره ممرًّا للهجرة غير الشرعية من جنوب الصحراء في أفريقيا عبر البوابة الليبية وكذلك إسبانيا واليونان.
كما أن التغيُّرات البيئية والمناخية التي تلقي بثقلها على منطقة المتوسط بشكل كبير، مقارنة مع مناطق أخرى في العالم، إذا لم يتمَّ التعامل معها بفعالية، ستحمل تداعيات خطيرة على اقتصاديات المنطقة، خاصة في جنوب وشرق المتوسط، ما سيزيد من حجم البطالة ويشكّل بالتالي عنصرًا طاردًا للسكان وبالتالي للهجرة.
على الخريطة، يبدو المتوسط كما لو كان بحرًا صغيرًا ومغلقًا، إلّا أن خلجانه ومضائقه التي تُعدّ طرقًا رئيسية للملاحة البحرية التجارية جعلت منه نقطة اتصال ثقافية وحضارية بين الشرق والغرب وهمزة وصل بين الشعوب، ولكن البحر ذاته أكّد عبر التاريخ أنه لا يتسع للجميع وأن من يتحكم فيه يسيطر على العالم.