“إن من لم يقرأ التاريخ بعمق، ستكون خبرته بإصلاح الواقع والتأثير فيه ناقصة على نحو مريع!”، بهذه الكلمات يختصر الدكتور عبد الكريم بكار في كتابه “التاريخ كيف نفهمه؟ وكيف نستفيد منه؟” حاجتنا إلى الاطلاع العميق على التاريخ لإصلاح الواقع والارتقاء بالخيارات المتاحة، لتكون الأفضل في محاولتنا كنخب لتغيير المجتمعات نحو الأفضل.
كثيرًا ما يدور النقاش بشأن إشكالية الموثوقية في السرد التاريخي، وهل الكتب التي نطالعها مصدر حقيقي للمعلومة التاريخية؟ وهل يمكن أن تشكل تصورًا صحيحًا يُبنى عليه ويُستفاد منه في معالجات الواقع؟
كل ذلك يمكن الإجابة عنه بأن الضامن الوحيد لخلق تصور صحيح عن التاريخ أن نطالع المصادر المختلفة، لنصل للشمولية والصورة البانورامية التي تتيح لنا تقييم ما نطالع وغربلة المعلومة لننتقي المفيد ونبلور منه قراءة موضوعية يمكن استخدامها كسلاح في إصلاح الواقع وتلمُّس شكل المستقبل.
في هذا المقال نضع لكم 30 مصدرًا مختلفًا عن تاريخنا، من الموسوعات القديمة دون شمولها المعاصر، لضرورة الإفراد بمقال ثانٍ فيما كتبَ المعاصرون لكثرته وتشعبه، وهي كُتب بينها الشامل والمتخصص بأقلام مؤرخينا أو بنظرة المستشرقين، لتكون الكتب واسعة الطيف تمنح المطلع عليها جميع الروايات للحدث التاريخي، ما قد يساعدنا في فهم ذواتنا عبر تاريخنا لنعالج واقعنا الحاليّ.
10 موسوعات تاريخية عربية
يمكن أن نطلق عليها أمهات الكتب التاريخية العربية، وهي التي كتبها المؤرخون بلسان عربي مبين وثقت التاريخ بمراحله المختلفة، وهي المصدر الأول للباحثين، ويتسم أغلبها بقدم تاريخ تأليفها وكبر حجمها وتوثيقها لفترات مهمة من تاريخ الإنسانية، مع التركيز على البُعد العربي والإسلامي في التوثيق، ما يجعلها في صدارة كتب التاريخ التي بين أيدينا.
1- “الكامل في التاريخ”، ابن الأثير الموصلي.
2- “البداية والنهاية”، ابن كثير الدمشقي.
3- “سير أعلام النبلاء”، شمس الدين الذهبي.
4- “حلية الأولياء”، أبو نعيم الأصبهاني.
5- “تاريخ الأمم والملوك”، ابن جرير الطبري.
6- “البدء والتاريخ”، بن طاهر المقدسي.
7- “المختصر في تاريخ البشر”، أبي الفداء.
8- “تاريخ مختصر الدول”، ابن العبري.
9- “كتاب العبر”، ابن خلدون.
10- “المنتظم في تاريخ الملوك والأمم”، ابن الجوزي.
10 كتب في تاريخ المدن
هناك مدن غالبًا ما ينعطف عندها التاريخ ويقف فيها مطولًا، ويكون لها تأثير كبير في الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية للمنطقة، فمن المهم الاطّلاع عليها وفهم حقيقة دورها وإمعان النظر في حِقبها المختلفة وأثرها المتنوع والمتداخل مع التاريخ.
ولعل الكتاب في ظاهره يتحدث عن مدينة أو إقليم ما بشكل خاص، لكنه قد يكون مصدرًا مهمًّا لفهم الأحداث التاريخية التي تفاعلت في الأزمنة المختلفة عبر التدخلات والمقارنة بين المدن وما فيها، والحقب الزمنية والأحداث العامة وطبوغرافية الأرض، ما يجعلها مصدرًا لا غنى عنه في الاطلاع التاريخي.
1- “تاريخ بغداد”، الخطيب البغدادي.
2- “تاريخ دمشق”، ابن عساكر.
3- “الإحاطة في أخبار غرناطة”، لسان الدين بن الخطيب.
4- “تاريخ الموصل”، ابن الأثير.
5- “بغية الطلب في تاريخ حلب”، ابن العديم.
6- “المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار”، المقريزي.
7- “الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة”، ابن شداد.
8- “تاريخ طرابلس الغرب”، أبي عبد الله محمد.
9- “العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين”، تقي الدين الفاسي.
10- “الحلل السندسية في الأخبار التونسية”، الوزير السراج.
5 كتب بأقلام المستشرقين
لا يمكن مطالعة تاريخنا من وجهة نظرنا فقط أو بأقلام مؤرخينا دون غيرهم، فمن المهم أن نطالع ما كتبه الآخر عنا وعن بلادنا وشعوبنا وتاريخ هذه البلدان والشعوب.
في القائمة التالية وضعت 5 كتب بأقلام مستشرقين كتبوها عن تاريخنا من وجهة نظر قد تكون مختلفة ومغايرة ومنتقدة أو غير منصفة في بعض الأحيان، لكنها تبقى مهمة لاكتمال الصورة ومراجعة الذات، ومن المهم ألا نغفل عند الاطلاع على هذه الكتب النظر في خلفية كتّابها والغرض من كتابتهم لها.
1- “قصة الحضارة”، ويل ديورانت.
2- “حضارة العرب”، غوستاف لوبون.
3- “موسوعة وصف مصر”، مجموعة باحثين.
4- “تاريخ العرب وحياة محمد”، كونت دو بولانفيلييه.
5- “تاريخ العرب”، غوستاف ليبرشت فلوجل.
5 كتب أقلام حديثة للتاريخ
في هذه المختارات الخمس أضع لكم كتب التاريخ البارزة التي وُضعت خلال 100 عام الماضية، وناقش بعضها التاريخ القديم واختص الآخر بتاريخنا الحديث، لكنها لا تقل أهمية عن سابقاتها لما توافر لها من موارد حديثة في علوم البحث العلمي والاستقصاء والتنقيح والتدقيق.
1- “المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام”، جواد علي.
2- “تاريخ العرب”، فيليب حتي.
3- “موسوعة تاريخ العلوم العربية”، رشدي راشد.
4- “موسوعة التاريخ الإسلامي”، علي الصلابي.
5- “إسهامات المسلمين في الحضارة الإنسانية”، راغب السرجاني.
ختامًا، إن معرفتنا بالتاريخ ليست معرفة ثابتة وقطعية، وإنما هي متجددة تجعلنا بحاجة دائمًا إلى الاطلاع المستمر على جديد ما يُنشر وما يُكتشف من مخطوطات لم تجد طريقها للنشر مسبقًا، أو الآثار التي لم تظهر من باطن الأرض والنقاشات والنظريات والحوارات التي تجري بشكل مستجد، لأن التاريخ مثلما يمكن أن يمنحنا المعرفة لنهتدي به، يمكن أن يكون مضللًا كبيرًا، لذلك لا يمكن التوقف عن القراءة في جديد ما ينشر والاطلاع على كل ما يُكتشف.