“في هذه الأوضاع، ما الفرق بين أن تكون مناصرا للسلام أو أن تكون مناصرا لبشار الأسد” يقول نيكولاس كريستوف مشيرا إلى أن بشار سيواصل قتل شعبه حتى وإن التزم كل العالم بالسلام والسلمية، الأمر الذي يجعل دعاة عدم توجيه ضربة عسكرية لبشار وأنصار الحل السلمي هم بشكل غير مباشر يعطون لبشار الأسد مزيدا من الوقت لمزيد من القتل والمجازر.
ويضيف نيكولاس في مقاله الذي نشر على صحيفة النيويورك تايمز مفسرا وجهة نظره ومخاطبا ضمير ووعي المصرين على أن التدخل الدولي في سوريا يجب أن يكون سلميا فيقول: “جميل جدا أن نصر على التدخل السلمي، ولكن لنعترف أن نتيجة هذا الخيار ستكون على الأرجح مقتل 60 ألف آخرين من السوريين خلال السنة القادمة”.
ويشير نيكولاس إلى مفارقة “غريبة” في مواقف “الليبراليين” في أمريكا وفي أوروبا وحتى في العالم العربي، فقبل عقد من الآن كان نيكولاس متفاجئا من الموقف الليبرالي الداعم لحرب العراق، وهو اليوم “مذعور” من رفض الليبراليين لأي تدخل عسكري في سوريا ومن تفضيلهم لمشاهدة معدل 165 سوريا يقتلون يوميا على أن تستخدم أمريكا عددا من الصواريخ التي لن تنهي بشار ولكنها في أحسن الحالات ستضعفه قليلا.
ثم يتساءل نيكولاس، إذا كان رافضوا الضربة العسكرية ضد نظام بشار الأسد، إذا “ما هي مقترحاتهم الأخرى؟ هل سنحافظ على دور المتفرج في حين يستخدم بشار الأٍسلحة الكيمياوية ضد شعبه؟”، ويضيف “جربنا التدخل السلمي طيلة السنتين الماضيتين، يجب أن نعترف أن الحل السلمي فشل بالكامل”.
وعن المخاطر الممكنة في حال استمرار الوضع في سوريا يرى نيكولاس أن التهديد لا يقتصر على أعداد الضحايا من المدنيين ويرى أن هناك مخاطر أخرى يجب الانتباه إليها، منها أن تنظيم القاعدة وجد في سوريا الآن البيئة المناسبة للتوسع، وكذلك يزداد الوضع تأزما وتوترا في كل من لبنان والأردن يوما بعد يوم، وقد تتحول الفوضى إليهما إن لم تتم السيطرة عليها في سوريا.
وكانت جمعيات ومؤسسات مدنية أمريكية قد أطلقت حملات رفض للتدخل العسكري في سوريا بحجة أن “أي تدخل عسكري في سوريا سيؤدي ببساطة إلى المزيد من العنف والمآسي.. وأن تجارب التدخلات العسكرية السابقة أدت إلى مقتل أبرياء من النساء والرجال والأطفال”.
ويعلق نيكولاس على هذه الرسائل قائلا:”هل أنتم جادون؟ طبعا حدث هذا في العراق، ولكن ماذا عن البوسنا وكوسوفو؟ ألم ينقذ التدخل العسكري أرواح الكثيرين؟” ثم يضيف “لا يمكن استخلاص دروس الماضي بهذه السطحية، يجب أن نتعامل مع كل حالة حسب خصوصياتها حتى نصل إلى عبرة تتماشى مع الوضع الراهن”.