تنطلق بطولة كأس العرب اليوم الثلاثاء بالدوحة في نسختها العاشرة، التي ستمتد حتى 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل، بعد غياب تسع سنوات. دورة استثنائية ستكون أهم بروفة لقطر قبل نحو عام من استضافتها كأس العالم.
رقم قياسي
صافرة افتتاح النسخة العاشرة من كأس العرب لكرة القدم ستكون بمباراة تونس وموريتانيا، في إستاد أحمد بن علي، ثم مباراة العراق وعمان في إستاد الجنوب بمدينة الوكرة، قبل مباراة الافتتاح الرسمية بين قطر صاحبة الأرض والجارة البحرين مساء اليوم في إستاد البيت – أكبر ملاعب البلاد من حيث السعة -.
في هذه البطولة العربية لكرة القدم ستسجل قطر مجددًا رقمًا قياسيًا لعدد المنتخبات المشاركة في الدورة، ويعود الرقم السابق لقطر أيضًا، فقبل 23 سنة احتضنت الدوحة بطولة عربية شارك فيها 12 منتخبًا للمرة الأولى والوحيدة حتى الآن في تاريخ البطولة، بينما كان أكبر عدد آخر من المنتخبات في نسخة واحدة هو 11 في نسخة عام 2002 بالسعودية، و10 منتخبات في كل من نسختي 1966 بالعراق و1988 بالأردن.
قسمت المنتخبات الـ16 المشاركة في البطولة على أربع مجموعات بواقع أربعة منتخبات في كل مجموعة
اليوم، حققت قطر رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد المنتخبات المشاركة، مع وصول عدد المنتخبات المتنافسة في نسخة 2021، المعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إلى 16 منتخبًا، بينها 10 منتخبات آسيوية و6 منتخبات إفريقية، ليجتمع أكبر عدد من المنتخبات في نسخة واحدة من بطولة كأس العرب.
بهذا العدد من المنتخبات المشاركة، ستكون هذه البطولة العربية بمثابة “نصف مونديال”، فيشارك فيها نصف عدد منتخبات المونديال الذي يقام بمشاركة 32 منتخبًا، وهو ما يُعتبر امتحانًا كبيرًا لقطر لإظهار حسن استعدادها للحدث العالمي الأبرز في كرة القدم، في ظل التخلي عن مسابقة كأس القارات التي اعتاد الاتحاد الدولي لكرة القدم تنظيمها قبل سنة من كأس العالم.
وقسمت المنتخبات الـ16 المشاركة في البطولة على أربع مجموعات بواقع أربعة منتخبات في كل مجموعة، ما يعني أن البطولة ستشهد 32 مباراةً في مختلف أدوارها على مدار الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني الحاليّ وحتى 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ملاعب الدورة
تقام فعاليات البطولة العربية على ستة من الملاعب الثماني المقرر أن تستضيف فعاليات مونديال 2022، ما يمثل تجربة مثالية لإمكانات هذه الملاعب المجهزة بأعلى التقنيات ومنها تقنيات التبريد رغم إقامة البطولة في فصل الشتاء.
هذه الملاعب هي: الجنوب والمدينة التعليمية وأحمد بن علي والثمامة، بالإضافة إلى ملعبي البيت ورأس أبو عبود، جميعها شُيدت تحت إشراف اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي مؤسسة حكومية أسست عام 2011 لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة مونديال 2022 في قطر.
تبلغ طاقة استيعاب إستاد البيت 60 ألف متفرج، وستكون مباراة قطر والبحرين أول مباراة تُقام على أرضه، وهو يعد أكبر إستادات مونديال قطر 2022، ويقع الملعب بمدينة الخور شمال الدوحة، ويُجسد البيت بتصميمه المميز الذي يعد جانبًا أصيلًا من الثقافة العربية، فقد استوحى تصميمه من بيت الشعر الذي سكنه العرب في أنحاء المنطقة.
ثاني الملاعب إستاد رأس أبو عبود، وتبلغ طاقته الاستيعابية 40 ألف مشجع، وأيضًا سيتم افتتاحه اليوم، يمتاز الإستاد بتصميمه الفريد وطريقة تشييده باستخدام حاويات الشحن البحري، وهو أول ملعب قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ كأس العالم، فمن المقرر الاستفادة من أجزائه في تطوير مشاريع رياضية أخرى في قطر وبلدان أخرى، بعد إسدال الستار على منافسات مونديال 2022.
ثالث الملاعب التي ستحتضن مباريات البطولة هو إستاد أحمد بن علي الذي حددت طاقة استيعابه بـ40 ألف مشجع، وقد تم افتتاحه يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2020، عندما استضاف نهائي النسخة الثامنة والأربعين من كأس أمير قطر.
أما الملعب الرابع فهو إستاد الثمامة بطاقة استيعاب تقدر بـ40 ألف مشجع، تم افتتاحه يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 2021، خلال نهائي كأس أمير قطر، تصميم الملعب مستوحى من شكل “القحفية”، وهي قبعة رأس تقليدية يرتديها الرجال والصبية في أنحاء الوطن العربي.
خامس الملاعب هو استاد الجنوب بطاقة استيعاب 40 ألف مشجع، تم افتتاحه بتاريخ 16 مايو/أيار 2019، ويقع في مدينة الوكرة إلى الجنوب من العاصمة الدوحة، ويعد أول إستاد يُشيد بالكامل خصيصًا لاستضافة منافسات كأس العالم 2022، وهو من تصميم المعمارية العراقية الراحلة زها حديد.
آخر الملاعب، إستاد المدينة التعليمية الذي يمكنه احتضان 40 ألف متفرج أيضًا وقد تم افتتاحه في 15 يونيو/حزيران 2020، حين شهد نهائي كأس العالم للأندية أوائل العام الحاليّ، ويعرف الملعب باسم جوهرة الصحراء، وعقب إسدال الستار على منافسات كأس العالم، سيغدو هذا الملعب وجهةً رياضيةً وترفيهيةً وخدميةً تُلبي احتياجات وتطلعات كل منتسبي جامعات ومعاهد المدينة التعليمية.
أبرز المرشحين للقب
تطمح العديد من المنتخبات العربية في الفوز بلقب البطولة، إذ يسعى منتخب قطر المستضيف لفعاليات الدورة إلى إحراز لقب مونديال العرب لكرة القدم بهدف الحصول على دفعة من الثقة والاطمئنان قبل استضافة نهائيات المونديال عام 2022.
وسيكون العنابي المرشح الأبرز للفوز بلقب البطولة، إذ يخوض فيلكس سانشيز الدورة بالعديد من عناصر التشكيلة الفائزة بكأس آسيا 2019، مثل الهداف المعز علي وأكرم عفيف وحسن الهيدوس وعبد الكريم حسن.
فيما ترشح بعض التوقعات فوز منتخب تونس باللقب، فرغم افتقاده عدد من لاعبيه المحترفين في أوروبا، سيخوض البطولة بتشكيلة قوية، وقال عادل السليمي مساعد مدرب تونس: “حلمنا العودة باللقب إلى تونس، لكن ذلك يأتي عبر بذل المجهود في الملعب والتماسك بين اللاعبين”.
ستكون هذه البطولة فرصة مهمة لاستبعاد الخلافات بين شعوب المنطقة العربية وتأكيد وحدتها
كما تنافس مصر على لقب النسخة العاشرة من البطولة المقامة برعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ويقود مصر خلال البطولة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، ووصف الأخير القائمة المختارة للبطولة بأنها تشكيلة من “الدماء الجديدة”، وهدفها المنافسة على اللقب.
رابع المنتخبات المنافسة على البطولة هي الجزائر- حاملة اللقب الإفريقي – ويشارك المنتخب بتشكيلة معظمها من اللاعبين المحليين، مع الاستعانة ببعض المحترفين في البطولات العربية، ويقود الفريق مجيد بوقرة بدلًا من جمال بلماضي، وقال بوقرة إن هدف فريقه الفوز بالبطولة.
بغض النظر عن الفائز بلقب البطولة، من المنتظر أن تكون هذه الدورة أهم امتحان لقطر لتأكيد مدى استعدادها لاحتضان كأس العالم السنة المقبلة، كما ستكون هذه البطولة فرصة مهمة لاستبعاد الخلافات بين شعوب المنطقة العربية وتأكيد وحدتها.