أظهرت نتائج غير نهائية للاستفتاء الرمزي على استقلال إقليم كتالونيا ذي الحكم الذاتي الواقع شمال شرقي إسبانيا، أن 80.72% من المشاركين في الاستفتاء يؤيدون تحول إقليمهم إلى دولة مستقلة.
وأعلنت نائبة رئيس حكومة إقليم كتالونيا “جوانا أورتيغا” في وقت متأخر من مساء أمس، نتيجة فرز 88.44% من الصناديق، وتعين على المصوتين الإجابة على سؤال “هل ترغب في أن تصبح كتالونيا دولة؟”، وفي حال كانت الإجابة بنعم، تعين على الناخب الإجابة على سؤال آخر “هل تريد أن تكون هذه الدولة مستقلة؟”.
ووفقًا للنتائج التي أعلنتها أورتيغا فإن 80.72% من المصوتين أجابوا بـ “نعم” على السؤالين وهو ما يعني أنهم يرغبون في تحول الإقليم إلى دولة مستقلة، في حين أجاب 10.11 بـ “نعم” على السؤال الأول، و”لا” على السؤال الثاني وهو ما يعني رغبتهم في استمرار ارتباط الإقليم بإسبانيا ولكن مع توسيع صلاحيات الحكم الذاتي الذي يتمتع به، في حين أجاب 4.55% من المصوتين بـ “لا” على السؤال الأول وهو ما يعني رغبتهم في استمرار الإقليم على وضعه الحالي، وترك 0.56% من الناخبين أوراق الاقتراع فارغة.
وقالت أورتيغا إن أكثر من مليوني شخص أدلوا بأصواتهم، وهو ما يمثل حوالي 40% ممن يحق لهم التصويت.
ويتمتع إقليم كتالونيا، الذي يبلغ عدد سكانه 7.5 مليون نسمة، بأوسع صلاحيات الحكم الذاتي بين أقاليم إسبانيا، ويأتي ترتيبه السابع من بين 17 إقليمًا يتمتع بحكم ذاتي في إسبانيا، وتبلغ مساحته 32.1 ألف كلم، ويضم 947 بلدية موزعة على أربع مقاطعات هي برشلونة وجرندة ولاردة وطرغونة، ويعتبر من المناطق الاقتصادية الأهم بالنسبة لإسبانيا.
وكانت حكومة إقليم كتالونيا، قررت منتصف أكتوبر الماضي، التخلي عن إجراء الاستفتاء على الانفصال عن إسبانيا، بعد أن قبلت المحكمة الدستورية الإسبانية في 30 سبتمبرالماضي طعنًا قدمته حكومة رئيس الوزراء الإسباني “ماريانو راخوي”، ضد قانون أقره برلمان كتالونيا يمنح حكومة الإقليم حق دعوة المواطنين إلى استفتاء بشأن تقرير المصير، وهو ما يعني أن تنظيم الاستفتاء بات غير ممكن من الناحية القانونية.
تبع ذلك إعلان “أرتورو ماس” رئيس حكومة الإقليم، أنه يعمل على صياغة اقتراح جديد قد يكون بمثابة حل وسط لأزمة الإقليم الذي يطالب بالاستفتاء للانفصال عن إسبانيا، ويتمثل في إقامة استفتاء رمزي، لا تترتب عليه أية تبعات قانونية، ويمكّن سكان الإقليم من التعبير الرمزي عن تطلعاتهم للانفصال، وحظي المقترح بتأييد العديد من السياسيين والبرلمانيين الإسبان.
وكان سكان الإقليم قد توافدوا منذ صباح البارحة على صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، إذ يحق التصويت لكل من هم فوق عمر السادسة عشرة عامًا، في إجمالي 5.7 مليون شخصًا.
ولم تتم إقامة مراكز الاقتراع في المباني العامة لكون الاستفتاء غير رسمي، وتطوع أربعون ألف و930 شخصًا للمشاركة في تنظيم الاستفتاء، وفُتح ألف و300 مركز اقتراع داخل الإقليم، ومراكز اقتراع في 19 مدينة خارج الإقليم.
وقالت “كارم فوركادل”، رئيسة الجمعية الوطنية الكتالونية الداعمة لإجراء الاستفتاء: “أنا سعيدة جدًا لأنني أدلي بصوتي، بغض النظر عن الكيفية التي ستسير بها أحداث اليوم، فإننا أظهرنا سيادتنا وتحدينا للدولة الإسبانية”.