توقع مدير إدارة التخطيط والمتابعة بوزارة النفط الليبية “سمير كمال” أن تصل معدلات إنتاج النفط ببلاده إلى مستوياتها الطبيعية عند 1.5 مليون برميل بحلول منتصف العام المقبل 2015، وذلك في حال استقرار الأوضاع الأمنية في الحقول النفطية.
كمال قال إن السبب في تأخر تعافي الإنتاج حتى الآن يرجع إلى الاعتصامات في بعض الحقول وغلقها لفترات طويلة، بالإضافة إلى مشاكل فنية تتمثل في تعطل “المضخات الغاطسة” في الحقول النفطية، وهي تحتاج إلى ملايين الدنانير لإصلاحها.
وكان محتجون قد أغلقوا الجمعة الماضية ميناء الحريقة شرق ليبيا، والذي تصل طاقته التصديرية إلى 120 ألف برميل يوميًا، دون أن يؤثر ذلك على عمليات الإنتاج في البلاد، كون صهاريج الميناء تبلغ سعتها 2.8 مليون برميل، ويغذيها حقلا المسلة والسرير البالغ إنتاجهما 200 ألف برميل يوميًا.
وأضاف كمال أن إنتاج النفط قد يرتفع إلى 1.3 مليون برميل بنهاية العام الحالي، مشيرًا إلى أن الإنتاج وصل حتى وقت قريب إلى 900 ألف برميل، لكنه انخفض خلال الأيام الماضية بسبب إغلاق بعض موانئ التصدير.
وستبدأ عمليات الإنتاج اليوم من حقلي الفيل والشرارة بعدما أعاد مسلحون، معدات استولوا عليها من الحقلين، وفق ما ذكرته وسائل غربية على لسان “محمد الحراري” الناطق الرسمي باسم المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا.
ويبعد حقل الشرارة بنحو 700 كيلو متر جنوب العاصمة طرابلس، ويضخ إنتاجه لميناء الزاوية، ويصل إنتاجه الطبيعي إلى 340 ألف برميل، ويبلغ متوسط الإنتاج اليومي لحقل الفيل الواقع في الجنوب الغربي للبلاد 86 ألف برميل يوميًا، وطاقته القصوى 130 ألف برميل يوميًا.
وأُغلق ميناء السدرة النفطي خلال الأسبوع الماضي، لكنه استأنف عمليات الإنتاج يوم الجمعة الماضي، كما أغلق محتجون ميناء الحريقة بشكل كامل في ذات اليوم، للمطالبة برواتب متأخرة.
ولدى ليبيا أكبر مخزون للنفط في أفريقيا، وتعتمد على إيراداته في تمويل أكثر من 95% من خزانة الدولة، وتراوحت معدلات الإنتاج قبل الإطاحة بنظام الرئيس السابق معمر القذافي، بين 1.5 إلى 1.6 مليون برميل يوميًا.
وتوقع بنك الاستثمار الأمريكي “غولدمان ساكس” أن يستقر إنتاج ليبيا من النفط عند 700 ألف برميل يوميًا، مقارنة مع مستوى الإنتاج في الفترة الأخيرة والذي بلغ نحو 900 ألف برميل.
وتوقع كمال أن تعاود أسعار النفط الصعود خلال الفترة المقبلة، لتصل إلى 99 دولارًا للبرميل مع قدوم فصل الشتاء الذي يزداد فيه استهلاك الوقود.
ونزل سعر خام برنت أكثر من 25% عن مستواه المرتفع في يونيو مع تراجع الطلب في كثير من الأسواق بسبب وفرة معروض النفط.
وتعاني ليبيا صراعًا مسلحًا دمويًا في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلس غرب البلاد وبنغازي شرقها، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخرًا؛ ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منه مؤسساته، الأول: البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق – شرق – وحكومة “عبد الله الثني” ورئيس أركان الجيش “عبد الرزاق الناظوري”.
أما الجناح الثاني للسلطة والذي لا يعترف به المجتمع الدولي، فيضم المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته الشهر الماضي) ومعه رئيس الحكومة “عمر الحاسي”، ورئيس أركان الجيش “جاد الله العبيدي” الذي أقاله مجلس النواب.