ترجمة حفصة جودة
أغلق تويتر آلاف الحسابات المرتبطة بالدولة في الصين التي تسعى لمقاومة أدلة انتهاك حقوق الإنسان في شينغيانغ كجزء مما أسماه الخبراء “عملية دعايا مُنتَجة مخزية”.
استخدمت العمليات صورًا وحسابات آلية وحسابات إيغور مزيفة لنشر دعايا الدولة وشهادات وهمية عن حياتهم السعيدة في المنطقة بهدف محو الأدلة عن سنوات طويلة من الحملة القمعية والإقامة الجبرية الجماعية وبرامج إعادة التأهيل والعمالة والتعقيم القسري.
تشارك تلك الشبكات موضوعات ومحتوى لكنها عادة ما تستخدم حسابات معاد توظفيها كانت مخصصة للمواد الإباحية أو الدراما الكورية، التي تشارك قليلًا إلا عندما يتعلق الأمر بتضخيم الدبلوماسيين والمسؤوليين الصينيين.
رغم أن تويتر محظور داخل الصين فإن المسؤولين يديرون حسابات من خارج البلاد، وفقًا للمحللين في معهد “Australian Strategic Policy Institute” الفكري فإن محتوى 2160 حسابًا أغلقهم تويتر أُنتجوا بشكل مخزٍ، لكنها قدمت مستوى إنكار غير مسبوق أثار الشكوك بشأن القضية.
حُدد أكثر من 30 ألف تغريدة لكل شبكة منهم ترد باستمرار على تغريدات أخرى تصف أدلة الانتهاكات بالأكاذيب
تنقسم الحسابات المرتبطة بالعمليات الصينية إلى مجموعتين: الشبكة الكبرى مكونة من 2048 حسابًا يضخمون رواية الحزب الشيوعي المرتبطة بشينغيانغ والثانية مكونة من 112 حسابًا مرتبطة بشركة خاصة “Changyu Culture” يعتقد المعهد الفكري أنها تتعاقد مع سلطات شينغيانغ الإقليمية لإنتاج مقاطع فيديو لإيغوريين يدعمون الحكومة.
حُدد أكثر من 30 ألف تغريدة لكل شبكة منهم ترد باستمرار على تغريدات أخرى تصف أدلة الانتهاكات بالأكاذيب تحت هاشتاغ “#StopXinjiangRumours” أو تشارك مقاطع فيديو تدعي أنها الحقيقة في شينغيانغ أو تستهدف سياسيين أجانب مع ادعاء أنهم أشخاص من الإيغور.
وجد المعهد الفكري عند تحليل البيانات أن الكثير من تلك الحسابات مرتبط بمواد إباحية أو حسابات محبي الدراما الكورية أو محتوى وحسابات البريد العشوائي، وقال المحلل البارز فيرجوس ريان من المعهد الفكري: “يرجع ذلك غالبًا إلى استيلائهم على تلك الحسابات الموجودة بالفعل وإعادة إنتاجها”.
وأضاف “لقد استولوا على تلك الحسابات وضخوا هذا المحتوى التفاعلي، لكنه يفتقر للمهارة وغير متقن على الإطلاق، أحد الأمور الغريبة بشأن إحدى مجموعات البيانات أنها لسبب غير معروف تتضمن مئات التغريدات باسم @fuck_next”.
أخطأت التغريدات أيضًا مرارًا وتكرارًا في الإشارة إلى حساب وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، كما ترتبط عدة مقاطع فيديو بقناة “Changyu Culture” على يوتيوب الموقوفة حاليًا، وتُعرف بأنها أداة تسويقية مدعومة من سلطات إقليم شينغيانغ.
هذا المحتوى مُقدم للأشخاص الذين يثقون في وسائل الإعلام الصينية الحكومية ويتشككون في وسائل الإعلام الغربية السائدة، إنها دعايا لجذب القاعدة الأساسية من الناس
كانت النتيجة سيلًا من الدعايا غير القابلة للتصديق بشكل واضح للعيان لكنها ما زالت تسبب القلق، وجد المعهد الفكري أن 97% من تلك الحسابات المحددة تمتلك أقل من 5 متابعين بينما لا تمتلك 73% منها أي متابعين، لم تحصل 98% من التغريدات على إعجابات أو إعادة تغريد، أما البقية فمدعومة من المسؤولين والدبلوماسيين الصينيين الذين ينشرون المحتوى ويمنحونه الشرعية.
يقول الباحث ألبرت تشانغ من المعهد الفكري: “الفئة المستهدفة ليست الأشخاص المتشككين في الحكومة الصينية، لكن هذا المحتوى مُقدم للأشخاص الذين يثقون في وسائل الإعلام الصينية الحكومية ويتشككون في وسائل الإعلام الغربية السائدة، إنها دعايا لجذب القاعدة الأساسية من الناس”.
يقول تقرير المعهد الفكري إن حملة الدعايا تلك تعكس الاتجاه المحتمل للعمليات الإعلامية المستقبلية الخاصة بالحزب الشيوعي الصيني، ومع ذلك فقد قال ريان وتشانغ إنها تُظهر تراجعًا في فهم الدعايا وممولي وسائل الإعلام الصينية لما هو قابل للتصديق أو منطقي مثلما حدث الشهر الماضي من محاولات دحض المخاوف بشأن اختفاء لاعبة التنس الشهيرة بينغ شواي.
قال ريان إن مصطلح “portmanteau” الذي يُنسب في الأصل إلى نظام المراقبة الصيني “Chabudwellian” يُطبق هنا، يجمع المصطلح بين كلمتي “شمولي” والمصطلح الصيني “cha bu duo” الذي يعني “تقريبًا” لكنه يُستخدم أيضًا لوصف عمل يتم بأقل وأضعف مجهود.
ويضيف “من خارج الصين، يعتقد الأجانب أن نظام المراقبة هناك متطور للغاية، لكن في الحقيقة هذه البنية التحتية غير فعالة وضعيفة في كثير من الأحيان، ينطبق ذلك على الحملات الإعلامية كذلك”.
المصدر: الغارديان