تصاعدت حدة الخطاب الاستقطابي في مصر بشكل غير مسبوق، حيث استمر العديد من فناني مصر في اتخاذ مواقف مؤيدة للانقلاب العسكري في مصر ولقمع الجيش المصري والشرطة للمصريين.
فبين الابتذال المُسف والانحطاط الأخلاقي وعشق الاستعباد من جهة، وبين الجهل السياسي والرغبة في إشعال فتيل الحرب الأهلية من جهة أخرى، تراوحت الأغاني ومواقف “الفنانين” في مصر في الفترة التي أعقبت الانقلاب العسكري الذي نفذه الضابط عبدالفتاح السيسي.
ففي أغنية شديدة الحدة، كتبها مدحت العدل، وغناها علي الحجار، يُكفر الكاتب والمغني الإسلاميين في مصر، قائلا أن شعب مصر يؤمن بإله آخر غير الذي يؤمن به الإخوان ومؤيدي مرسي.
الأغنية التي عنوانها “إحنا شعب وإنتم شعب” تنضح بالطائفية والاستقطاب، الذي سمح للكاتب والمغني بالتهكم على القيم الدينية مثل الحجاب.
ونالت الاغنية التي يأتي لحنها في صورة مارشات عسكرية ولحن حربي انتقادات عديدة من حيث أنها تحرض على تقسيم الشعب، وتوجه كلماتها إساءة لقطاع ضخم من المصريين الذين يعارضون الانقلاب العسكري على الشرعية الدستورية.
الأغنية عرضتها عدة قنوات مصرية موالية للسلطة الجديدة وكررت عرضها غيرة مرة، وتعني فيما تعنيه “أن المعارضين للانقلاب العسكري ليسوا من الشعب”.. لكن الأكثر غرابة هو ما تقوله تلك الأغنية: “رغم إن الرب واحد.. ليكو رب ولينا رب” الأمر الذي طرح تساؤلاً محيراً حول المعنى المقصود من “ليكو رب ولينا رب”.. فيما يعد خطاباً إقصائياً للآخر وربما تكفيريا وليس تحريضاً عليه وحسب.
ويُظهر فيديو الأغنية سماء القاهرة وفيها نجمة داوود بالإضافة للصليب والمئذنة، مشيرين إلى الوحدة بين اليهود والمسلمين والمسيحيين في الوقت الذي يحاول فيه صناع الأغنية التفرقة بين المصريين على أساس انتماءاتهم السياسية
https://www.youtube.com/watch?v=YJw-miMU0Pc
أغنية علي الحجار ليست الأولى من نوعها، حيث سبقت هذه الأغنية أغنية لإيهاب توفيق غناها في أحد الميادين المصرية، تمتدح الفريق السيسي وتعتبره بطل المرحلة. كما صدرت أغنية لعدد من الفنانين المصريين تمتدح فيه الجيش المصري، وتؤيد الانقلاب العسكري بعنوان “تسلم الأيادي” أي أيادي الجيش المصري التي قتلت ما يقارب من ٢٠٠٠ مصري خلال الأيام القليلة التي أعقبت الانقلاب العسكري.
الحالة الفاشية في مصر وصلت إلى الراقصات، فأخرجت الراقصة سما المصري أغان ضد قطر وقناة الجزيرة وضد الإخوان المسلمين والإسلاميين.
فقد نظمت سما المصري وبصحبتها زفة بلدي لفرقة حسب الله بالآلات الشعبية القديمة وعلى أنغام موسيقى نحاسية صاخبة، ووسط احترازات أمنية مشددة تظاهرة أمام السفارة الأميركية بالقاهرة ابتهاجا لرحيل السفيرة الأميركية آن باترسون عن مصر.
الراقصة المعروفة بتناول القضايا السياسية بابتذال شديد قالت في أغنيتها الأخيرة “احنا عبيد البيادة (حذاء جنود الجيش)، بنحب الجيش حب عبادة” ، وهي كلمة معبرة عن قطاع كبير من المصريين الذين لا يمكن تفسير سلوكهم تجاه من يقمعهم حيث يعبرون عن رغبتهم في المزيد من القمع والتنكيل في حالة مازوتشية جماعية. إلا أن “متلازمة ستوكهولم” (وهي مرض يتعاطف فيه المصاب (الضحية) مع جلاده) من الممكن أن تفسر موقف كثير من المصريين الذين يؤيدون الجيش رغم الكساد الاقتصادي والفساد السياسي والإداري والقمع الشديد الذي طال جميع المصريين.