ترجمة وتحرير: نون بوست
حازت القضية الفلسطينية هذه السنة على اهتمام كبير. فما بدأ بصرخة احتشاد في أحد أحياء القدس تنديدًا بتجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم تحوّل إلى انتفاضة شعبية وضعت القضية الفلسطينية في قلب دائرة الاهتمام الدولية. ولفترة وجيزة ولكن غير مسبوقة، ساهم التحليل الفلسطيني الذي دام عقودًا حول الاحتلال الإسرائيلي في صحوة المجتمع الدولي وباتت لصور الأمهات الفلسطينيات الثكالى والمباني المدمرة، التي عادة ما تُجتث من سياقها، لغة مفهومة لدى الجميع.
لقد تحدّى الصحفيون اللغة المُلطّفة وانتقدوا سياسة التطهير العرقي، ونشرت الصحف مقالات عن جرائم الحرب الإسرائيلية داخل قطاع غزة المحاصر، ونشرت صور الأطفال الفلسطينيين القتلى على صفحاتها الأولى. كما أذاعت القنوات التلفزيونية قصف الجيش الإسرائيلي للمباني السكنية والإعلامية التي حولتها إلى أنقاض. وضاجت منصات التواصل الاجتماعي بصور الفلسطينيين – أمواتًا وأحياء – الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض. لقد قادت الأصوات الفلسطينية إلى حد ما النقاش العالمي.
لكن بمجرد توقف القصف، جمعت طواقم التصوير معداتها لتنتقل لتغطية قصة أخرى، وتوقفوا عن تقديم التقارير الإخبارية. لكن عنف الاحتلال لم يتوقف، ولم تتوقف المقاومة أيضًا. ظلت المقاومة قائمة في جميع أنحاء فلسطين، وبشكل خاص في غزة، حيث تجلّد الفلسطينيون على إعادة بناء حياتهم بعد حملة قصف إسرائيلي أخرى وسنة أخرى من الحصار – الذي بدأ منذ سنة 2007 وفرضه النظامان الإسرائيلي والمصري.
من حيث المسافة فقط، يبعد بيتي في القدس عن غزة نحو ساعة. ولكن بسبب الحصار، تبدو غزة وكأنها تقع على كوكب بعيد غريب حتى عن الفلسطينيين المجاورين
يبدو أن الأنظار لا تتجه نحو قطاع غزة المحاصر إلا في أوقات الغارات والاعتداءات، ولا تركز أغلب التقارير الصحفية سوى على الحزن الاستثنائي، ولا تتصدر عناوين الصحف سوى أخبار الموت المفزعة. وبطبيعة الحال، شهد قطاع غزة الكثير من الأحداث المؤلمة التي تستدعي مثل هذه التغطية الإعلامية: ما بين 2009 و2021، شنّ الجيش الإسرائيلي ثلاث هجمات واسعة النطاق على القطاع؛ وخلّقت سنوات من القصف والحصار والإقصاء السياسي أزمة “إنسانية” وبيئية حيث أصبحت كل الموارد شحيحةً بدءا من الغذاء والدواء وصولًا إلى الماء وحتى الكهرباء؛ وقبل أسبوعين فقط، انتهى الاحتلال الإسرائيلي من بناء ما يسمى بالعائق الذكي بقيمة مليارات الدولارات حول القطاع حيث تنتشر أسلحة يتم تنشيطها حسيًا والتحكم فيها عن بعد، ليُحبس مليونا فلسطيني في كابوس مأساوي.
مع ذلك، للحياة داخل هذا السجن المفتوح أبعاد أكثر مما تكشف عنه التغذية الصحفية السائدة. يجتمع الشباب في مقاهي الإنترنت للعمل عن بعد، ويخطط بعض الناس لحفلات الزفاف، بينما يصارع البعض الآخر البيروقراطية الخانقة للدراسة في الخارج. يعود الصيادون إلى البحر المحفوف بالمخاطر التي تشكلها البحرية الإسرائيلية، بينما يعود المزارعون إلى دفيئاتهم لزرع الفراولة والطماطم. والصحفيون المحليون والمصورون الصحفيون والفنانون والكتاب بدورهم يقاومون التسطيح الاختزالي.
إن المبادرات الثقافية مثل “نحن لسنا أرقامًا”، وهو مجتمع يضم “فناني الكلمة” الذين يروون “القصص الإنسانية وراء الأرقام والإحصاءات”، ومجموعة الخطابة “جمعية شعراء غزة“، تظهر جانبًا دقيقًا وجميلًا من غزة ظل غامضًا لفترة طويلة. وتظل قصص سكان غزة في كثير من الأحيان داخل حدود القطاع، وغامضة حتى بالنسبة لبقية الفلسطينيين.
من حيث المسافة فقط، يبعد بيتي في القدس عن غزة نحو ساعة. ولكن بسبب الحصار، تبدو غزة وكأنها تقع على كوكب بعيد غريب حتى عن الفلسطينيين المجاورين. وقد تُرجمت العزلة المتعمدة والمنهجية للقطاع إلى فهم دوري مُبتذل لحقيقته، لا سيما في صناعة الإعلام.
لفهم الوضعية بشكل أفضل، تحدثت إلى مراسلة الجزيرة مرام حميد التي عادت مؤخرًا إلى منزلها في غزة بعد أن حصلت على شهادة الماجستير في الصحافة من معهد الدوحة للدراسات العليا في قطر. لقد غطت مرام قصصًا مختلفة في القطاع، بدءا من تداعيات كوفيد-19 على غزة وصولًا إلى الأضرار النفسية التي خلفتها الحروب المتكررة والحملة الإسرائيلية على الصيادين الفلسطينيين، وقمع حماس للمعارضة، وأول فريق وطني لكرة القدم لمبتوري الأطراف الذي يأمل المنافسة في دورة الألعاب الأولمبية. وقد تم تحرير محادثتنا واختصارها حتى تكون واضحة ومعقولة الطول.
محمد الكرد: جعل التمثيل الإعلامي غزة إطارًا للموت متجاهلًا الحياة اليومية وممارسات الفلسطينيين الذين يعيشون هناك. إذا كانت لديك حرية التخلّص من دائرة الأخبار والكتابة عما تريدين، كيف ستصوّرين غزة؟
مرام حميد: من واقع خبرتي، لا أعتقد أن المحررين وغرف الأخبار ينجذبون إلى قصص النجاح من غزة أو قصص النضالات اليومية للناس. إنهم منجذبون إلى القصف والحروب: “لقد قُتل عشرة أشخاص. دعونا نذهب لتغطية ذلك”. إنهم غير مهتمين بتغطية قصة فتاة تطلق مشروعها التجاري الخاصة أو صناعة التجميل هنا أو تدهور الصحة العقلية أو الشباب الذين يسعون للعمل عن بعد في مجال البرمجة والتكنولوجيا.
لا أعتقد أن المحررين لديهم فهم عميق للوضع في غزة. أشعر أن غياب الصحفيين الفلسطينيين عن غرف الأخبار العالمية قد ساهم في ذلك. هناك رواية خاصة عنا طالعها وأعاد إنتاجها صحفيون غربيون، وهي التي تشكّل التحليل حول غزة. هناك شبكات مثل “البي بي سي” التي تغيب عن تغطية أخبار غزة لفترات طويلة من الزمن، وعندما قرروا أخيرا إجراء مقابلة معي، تجاهلوا موضوع الحصار والمشاكل الهائلة وسألوني عن “سبب منع حماس النساء من تدخين النرجيلة؟
إنهم لا يسألون عن المحن والفقر وسحق الأحلام التي يعيشها سكان غزة بشكل يومي، والمعاناة على الحدود. إنهم لا يهتمون بالجمال أيضًا. لقد عشنا 15 سنة نصارع الموت، وهم يركزون فقط على حماس، وكأنه لا يوجد شيء أو أحد في غزة غير حماس. علينا حل هذه المشكلة من خلال وضع نظام يضمن إدراج قصص متنوعة من غزة على أجندة محرّري الأخبار.
يوجد أيضًا أزمة ثقة، انعدام عام للثقة في سكان غزة. لا تثق وسائل الإعلام الدولية في المصادر والمنظمات والوزارات المحلية أو حتى الصحفيين المحليين، بل يفضلون إرسال صحفي أشقر يجهل الوضع في القطاع لينتهي بك المطاف بأن تكون مجرد “وسيط” له. إنهم يسموننا “الوسطاء”، لكننا صحفيون محليون في النهاية. دعونا نسمي الأشياء بأسمائها. نحن نمُدّهم بالبيانات ونُترجم لهم ونمكّنهم من التواصل مع المصادر المحلية. وينتهي بك الأمر بشرح معطيات أساسية لهم مثل الفرق بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية.
محمد الكرد: ما هي التحديات الداخلية التي تواجه صناعة الصحافة في غزة وفلسطين بشكل عام؟
مرام حميد: يمكنني القول إن ثلاثة من كل خمسة شباب من غزة يمكن أن يُصبحوا صحفيين أو مصورين أو منتجين، لكن الحصار أوجد وضعًا أدى إلى عدم تطوير المناهج الدراسية الفلسطينية أو إتقان اللغة الإنجليزية. لا يمتلك الصحفيون والمتحدثون الرسميون الشباب الأدوات اللازمة لمخاطبة وكتابة تقارير لوسائل الإعلام الأجنبية العالمية – وعندما يتمكنون من فعل ذلك، يقومون بالمهام التي يكلفهم بها محرر يفتقر إلى البصيرة ويجعل التفاصيل والفروق الدقيقة. حتى أن جهازنا الإعلامي متداعي. إذا نظرتم إلى الإعلام الإسرائيلي، سترون جهازا إعلاميًا عملاقًا دؤوبًا على نشر الأخبار. وهم لا ينقلون الأخبار فحسب – بل يحللون ويخصصون البرامج ويفسرون الوضع السياسي باستمرار.
محمد الكرد: أنتِ تقولين إننا عالقون في دائرة مجرد نقل ما يحدث معا، في حين أن وسائل الإعلام الإسرائيلية لديها المجال لتأطير الرواية، لماذا توجد مثل هذه الاختلافات؟
مرام حميد: لأن جهودنا فردية. ولم تستثمر السلطة الفلسطينية الكثير في الرواية الفلسطينية المحكمة والدقيقة، أو تدريب الدبلوماسيين الشباب، أو إنشاء وحدات إعلامية أجنبية. لا توجد تدابير جماعية أو مؤسسية تشيد بجهود الصحفيين. نحن نعيش لحظة سياسية ضعيفة. وبالطبع، نحن مشغولون في نهاية اليوم. إن الهدف الأساسي للحصار والعواقب الطبيعية لسياساته المنهجية هو أن تتأخر فكريًا واقتصاديًا. وتصبح مُستنفذًا إلى حد بعيد في محاولة تأمين لقمة العيش لعائلتك. وعندما يقترن الفسادَ السياسي مع حالة الحصارِ ينتج التأخر.
محمد الكرد: بصفتنا صحفيين فلسطينيين وعاملين ميدانيين وناشطين، نحن نُعتبر المواد الخام التي تَستخلص منها المنظمات الدولية استنتاجاتها، على الرغم أنها لا تمنحنا السلطة اللازمة لتشكيل إطارنا الخاص. وتعتبر وجهات نظرنا غير مشروعة ومتحيزة للغاية.
مرام حميد: أتذكر أنني عملت مع صحفية أمريكية في 14 أيار/ مايو 2018 في أحد أخطر أيام مسيرة العودة الكبرى. قُتل 60 فلسطينيًا وجرح 3 آلاف تقريبًا، وأصيب الآلاف بعيارات نارية، وبُترت أطراف حوالي 100 شخص. تنقلنا من مشفى إلى آخر من رفح وحتى جباليا طيلة 18 يومًا. لقد رأينا العشرات من الأطفال والشباب المشوهين. رأيت طفلاً في السادسة عشرة من عمره أصيب برصاصة فراشة، تلك الرصاصات التي تحطم عظامك. لقد بكى وتوسل إلى الأطباء بعدم بتر رجله، وكانت الصحفية تتصل بي كل يوم طالبة مني التحقق مما إذا بُترت أطرافه، وما إذا كانت تستطيع تسجيل عملية البتر الجراحية. أرادت سبقًا صحفيًا، صورة من غرفة العمليات.
كانت فتاة بعمر 9 أشهر قد اختنقت وماتت بسبب الغاز المسيل للدموع. كانت الصحفية الأمريكية تتحدث مع إحدى زميلاتها قائلة: “هذه القصة ليست منطقية، هناك مصادر إسرائيلية تنكر ذلك”. كانت تناقش باستمرار وتشكك في الشهود العيان. هم يشكُّون في ما يرونه بأم أعينهم لأنهم مقتنعون بتصوراتهم المسبقة ورواياتهم. الحياد مطلوب، لكن أن تكون محايدًا لا يعني أن تتجاوز آلام الناس.
محمد الكرد: لقد قُمتِ بتغطية مسيرة العودة الكبرى، وفريق كرة القدم الوطني لمبتوري الأطراف في الآونة الأخيرة، الذين فقد العديد منهم أطرافهم جراء اعتداءات القوات الإسرائيلية أثناء تلك الاحتجاجات. كيف يبدو طيف المقاومة الآن في غزة؟
مرام حميد: لقد فطر قلبي لرؤية الشباب في المسيرة. سألتهم لماذا تشاركون، فأجابوا أن “الكهرباء مقطوعة في المنزل، وليس لدينا ما نفعله. دعونا نذهب ونرى، دعونا نرمي زوجين من الحجارة “. سألتهم بعدها إذا كانوا يخشون أن يصابوا بطلق ناري، فكانت إجابتهم “إذا ذهبت ساقي مع السلامة، وإذا أنا مِتُّ فليكن، في كلتا الحالتين أنا ميت”. هل من المؤلم فقدان ساقك؟ طبعًا مؤلم. هل من المؤلم أن تصاب بطلق ناري؟ نعم مؤلم جدًا. ولكن الناس هنا وصلوا إلى مرحلة لم يعودوا يأبهون بشيء، خاصة جيل أواخر التسعينات والألفية الجديدة. عندما تقود الناس إلى هذا المستوى من البؤس، فأنت قد خلقت كل الظروف التي تدفع الناس للمحاولة والمقاومة.
لكن كل طريقة للاحتجاج تقابل بالقوة المفرطة. نحن لا نعرف الرصاص المطاطي هنا، فقط الذخيرة الحية. لذلك، عندما تغادر الصواريخ محلية الصنع غزة، يبتهج الناس لأنه وبصراحة عندما تكون هناك حرب تشعر بالوحدة. من المهم أن نوضح أن هذه الصواريخ محلية الصنع لا تقارن بالترسانة الإسرائيلية التي دمرت كما رأينا أحياء بأكملها. مع ذلك، يبتهج الناس ليس فرحًا وإنما بسبب الإحباط العميق والوحدة التي يشعرون بها وسط غياب أي حلّ. أنت وحيد في مواجهة الصواريخ الإسرائيلية، ومواجهة الفظائع. أنت تنتظر دورك لتموت. وسواء كان الناس يحبون المقاومة أم لا، فنحن لدينا الحق في المقاومة. لدينا الحق في الدفاع عن أنفسنا. لقد حاولنا بالمقاومة السلمية خلال مسيرة العودة الكبرى ورأيتم النتائج: مئات الأشخاص المشوهين وآلاف الشهداء. استهداف “إسرائيل” للمنازل ولعائلات بأكملها يبين أنها لا تحتاج إلى عذر للقتل. الصواريخ أو المظاهرات السلمية كليًا مجرد أعذار. ولا شيء غير ذلك.
محمد الكرد: لقد قُمتُ مؤخرًا بمشاركة صورة على تويتر لمسيحيين يحتفلون بعيد الميلاد في جمعية الشباب المسيحي في غزة. وقد ُصدم العديد من الناس بوجود مسيحيين فلسطينيين. لا يوجد مسيحيون في غزة فقط، بل هناك تنوع اجتماعي واقتصادي وتنوع ديني وسياسي.
مرام حميد: يظن الناس في الخارج أن قطاع غزة يتكون من شباب يسيرون في الشوارع حفاةً وأنهم أميون وفقراء. لكن الواقع مختلف. يمكنك الذهاب كل يوم خميس إلى الشاطئ لتشاهد مدينة حيوية. فالناس يدخنون النرجيلة، وينظمون الحفلات، كل هذا موجود في غزة بعد انقضاء شهرين فقط من الحرب.
إن غزة مثل أي مجتمع آخر في أي مكان في العالم، يعيش فيها الفقراء والأغنياء والمشردون والمتعلمون والأميّون. يمكنك رؤية ذلك كله حتى في الولايات المتحدة. وما يجعل غزة فريدة من نوعها هو أن القذيفة لا تُميِّز أحدا بل تستهدف الجميع، الغني والفقير والتاجر والمستثمر ورجل الأعمال. وهنا يكمن الاستثناء.
محمد الكرد: لقد أجريتِ مؤخرًا مقابلات مع العديد من الصحفيين الذين درسوا التوغل الأخير وقالوا إنه كان “مختلفًا هذه المرة”، في حين أن الحرب على غزة تتكرر. إذًا ما الذي يجعله مختلفًا؟
مرام حميد: لقد كنتُ شاهدة على حروب 2008 و2012 و2014، وأنا أعرف ما معنى الحرب. هذه الحرب كانت شخصية. محمد، هناك شوارع أقسم أنني لم أتعرف عليها. هناك أبراج عملت فيها اختفت تمامًا. برج الجوهرة وبرج الجلاء بات ذكريات من الماضي الآن. لقد قصفوا مواقع آمنة في غزة وليس فقط الحدود، بل في وسط المدينة أيضًا، وبعض أكثر المناطق حيويةً. لقد أمضيتُ شهر العسل في أحد تلك الأبراج. واعتدتُ العودة إلى مكان ذلك البرج لتجربة شعور معين. هذا الشعور الذي قتلته “إسرائيل”. وتحاول قتل الذاكرة الفلسطينية كُليًا.
محمد الكرد: إلى أين نحن ذاهبون؟ أنا لا أسأل عن مستقبل غزة وإنما مستقبل فلسطين، لأننا نميل إلى فصل غزة عن فلسطين. وكغزّاوية، أين ترين مستقبل فلسطين؟ إلى أين نتجه؟ أو بالأحرى، أين يجب أن نتجه؟
مرام حميد: بالنسبة لنا، حتى لو كانت الصورة المقبلة غير واضحة فإن المستقبل لفلسطين. المستقبل هو العودة. ومستقبل فلسطين هو نهاية الاحتلال الإسرائيلي. هذا ما أظنه قادمًا رغم صعوبة الوضع. بل على العكس من ذلك، إنه يعطينا الأمل. لقد آثرت عدم البقاء في الدوحة، رغم توفر الفرصة. لقد عدت إلى غزة لأنها تشبهني وتستحق جهودي. إن المستقبل لفلسطين لأن غزة جزء من فلسطين. إن أجمل شيء حدث خلال هذه الحرب الماضية، وربما الشيء الوحيد الجميل، هو أن غزة انتفضت من أجل القدس. لقد كان الدم والدمار والدموع والألم مكلفًا بشكل لا يصدق. لكن أفضل شيء حدث، وأجمل شيء حدث هو أن غزة انتفضت من أجل القدس.
المصدر: ذا نايشن