ترجمة حفصة جودة
اعتقلت الشرطة التركية 8 مشتبهين بهم عقب طعن وقتل لاجئ سوري في إسطنبول الإثنين الماضي، كان نايف النايف – 19 عامًا – نائمًا في غرفته بحي بيرم باشا في إسطنبول عندما اقتحم الغرفة مجموعة رجال في الـ2 صباحًا وطعنوه في صدره وأصابوه بجروح شديد توفي على إثرها في وقت لاحق من تلك الليلة.
وفقًا لأحد أصدقاء نايف الذي زار موقع الجريمة، فالمهاجمون – بعضهم كان مسلحًا – دخلوا المبنى بدعوى أنهم من الشرطة، وبحسب وكالة أنباء دوغان التركية فقد اعتقلت شرطة بيرم باشا 8 أشخاص مشتبهًا بهم، منهم 5 أتراك و3 أفغان.
كان القتل هو الخطوة الأخيرة فيما وصفه نشطاء حقوق اللاجئين باتجاه مقلق من العنف ضد اللاجئين في البلاد، ففي يوم الثلاثاء تعرض شاب سوري – 18 عامًا – للطعن في أثناء مشيه بحديقة في مدينة ديار بكر جنوب شرق البلاد.
وفي يوم 9 يناير/كانون الثاني هاجمت عصابة كبيرة سوقًا تجاريًا يستخدمه السوريون في حي إسنيورت بإسطنبول الذي تقطنه الطبقة العاملة، قالت تقارير الأخبار المحلية عن الحادث إنه تصاعد بعد أن رفض رجل سوري إعطاء سيجارة لرجل تركي، اعتُقل 7 أشخاص – بينهم 4 قاصرين – بعد الحادث وفقًا لمكتب محافظ إسطنبول.
تستضيف تركيا أكثر من 4 ملايين لاجئ من بينهم أكثر من 3 ملايين سوري يخضع وجودهم لتدقيق عام
أظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي مئات الأشخاص يسيرون في أحد الأحياء ويهتفون “هذه تركيا وليست سوريا” ثم يحاولون لاحقًا مهاجمة السوريين داخل سوق تجاري آخر، ودمروا واجهات المحلات بإلقاء الحجارة عليها وأشياء أخرى.
قالت الشرطة في مدينة إزمير جنوب غرب البلاد نهاية ديسمبر/كانون الأول 2021 إنها تجري تحقيقًا في وفاة 3 عمال سوريين في المدينة بعد أن اعترف رجل تركي بقتلهم، توفي 3 عمال بناء سوريين شباب – مأمون النبهان (23 عامًا) وأحمد العلي (21 عامًا) ومحمد البيش (17 عامًا) – بعد اندلاع النيران في الشقة التي كانوا ينامون فيها يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني.
رغم أن الشرطة قالت في البداية إن اشتعال النيران كان حادثًا تسببت فيه مدفأة كهربائية، فإن نشطاء حقوق اللاجئين ضغطوا عليهم لإجراء تحقيق بعد أن اتضح أن رجلًا تركيًا ذهب سابقًا إلى الشرطة ليقول إنه سيقتل السوريين، في الشهر التالي اعتقلت الشرطة الرجل التركي المشتبه به واعترف بأنه أشعل النار في السوريين.
تستضيف تركيا أكثر من 4 ملايين لاجئ من بينهم أكثر من 3 ملايين سوري يخضع وجودهم لتدقيق عام، إذ تلومهم الكثير من الشخصيات السياسية على الأزمة الاقتصادية في البلاد.
ألغت محكمة تركية الإجراءات المناهضة للاجئين التي فرضها عمدة مدينة بولو – شرق إسطنبول -، فقد تعرضت لانتقادات واسعة لعنصريتها العلنية.
المحاولات المشابهة من القادة السياسيين في تركيا لاستهداف اللاجئين ما زالت مستمرة
ففي العام الماضي فرض العمدة تانجو أوزكان – من حزب الشعب الجمهوري المعارض “CHP” – سياسة جديدة تتمثل في دفع المهاجرين واللاجئين لاثنين ونصف دولار لكل متر مكعب من الماء في مدينته – الذي يبلغ 11 ضعف التكلفة المعتادة – كما جعل رخصة الزواج بمبلغ 100 ألف ليرة تركية، قائلًا إن هذه الإجراءات لإجبار السوريين وغيرهم من المهاجرين واللاجئين على الرحيل.
واجه أوزكان انتقادات واسعة من قادة الحزب، لكن المحاولات المشابهة من القادة السياسيين في تركيا لاستهداف اللاجئين ما زالت مستمرة.
في بداية هذا الشهر قالت الشرطة في إزمير إنهم سيفتحون تحقيقًا مع أوميت أوزداغ رئيس حزب ظافر اليميني المعارض بسبب التحريض على الكراهية العامة وانتهاك الخصوصية.
كان أوزداغ قد ادعى سابقًا أن اللاجئين السوريين بدناء بينما يعيش الأتراك في فقر، وقد صور لنفسه زيارة إلى محل مجوهرات في إزمير حيث واجه مالك المحل – سوري يحمل الجنسية التركية – وطلب منه رؤية وثائق هويته ورخصة حمل السلاح.
بعد ذلك نشر أوزداغ هذا التفاعل على تويتر قائلًا إن مالك المحل يشكل خطرًا على تركيا وقال إن هناك 900 ألف آخرين مثله في البلاد.
هذه الحوادث لا تثير انتباه السلطات أو وسائل الإعلام التركية رغم أن قضية معاداة المهاجرين مألوفة لدى الأتراك، نظرًا للضغوط التي واجهها ملايين المهاجرين الأتراك في ألمانيا في الماضي
في حادثة أخرى، جُمع عشرات السوريين – من بينهم صحفي بارز – وواجهوا الترحيل بعد أن نشرت إيلي أكسوي – عضو حزب الخير القومي المعارض – شكوى على وسائل التواصل الاجتماعي تشكو فيها من مقاطع الفيديو الساخرة التي ينشرها السوريون عن الاقتصاد التركي.
بعد أن نشر منفذ إخباري على الإنترنت مقطع فيديو لأتراك يقولون لمراهقة سورية إنهم لا يستطيعون شراء الموز بينما يأكله السوريون بالكيلو، سخر بعض السوريين من تلك الدعوى الكاذبة وصوروا أنفسهم وهم يأكلون الموز ببساطة.
تقول يلدز أونين الناشطة في جماعة حقوق اللاجئين التركية “Hepimiz Gocmeniz” (كلنا مهاجرين): “تلك المعلومات التي قدمها حزب الخير أو عمدة بولو أو أوميت أوزداغ وحزبه اجتمعت معًا وجعلت اللاجئين أحد المشكلات الرئيسية في البلاد، وقد وجدتها بعض المنظمات العنصرية أو الناس سببًا لمهاجمة اللاجئين”.
“لا أعتقد أن هذه الحوادث فردية، لكن المناخ السياسي في تركيا خلال الأربعة أشهر الأخيرة هو السبب في تلك الحوادث”.
أضافت أونين أنها قلقة من أن هذه الحوادث لا تثير انتباه السلطات أو وسائل الإعلام التركية رغم أن قضية معاداة المهاجرين مألوفة لدى الأتراك، نظرًا للضغوط التي واجهها ملايين المهاجرين الأتراك في ألمانيا في الماضي.
وتقول: “عندما يحدث ذلك ضد الأتراك في ألمانيا تقوم مظاهرات كبيرة ويتحدث قادة الأحزاب السياسية والحكومة عن الأمر ويلاحقون المسؤولين عن ذلك، في الوقت نفسه في تركيا، يمكنك أن ترى مئات الأشخاص من الغوغاء في إسنيورت، بينما يتعرض 7 فقط للاعتقال”.
المصدر: الجزيرة الإنجليزية