قال مكتب المدعي العام بإسطنبول أمس الخميس 13/11/2014 إنه تم توجيه الاتهام إلى 12 تركيًا بسبب شن هجمات على ثلاثة من البحارة الأمريكيين.
في فيديو تم نشره على اليوتيوب الأربعاء، ظهرت مجموعة من الشباب الأتراك – يقولون إنهم جماعة قومية مناهضة للإمبريالية على موقعهم على الإنترنت – وهم يعتدون على بحارة أمريكيين.
https://www.youtube.com/watch?v=lcNSPNKbB-4
وفي نفس الفيديو صرخ أحد الشباب في الأمريكي قائلاً “نحن نعتبركم قتلة، ونريد منكم الخروج من أرضنا”، وأضاف “نحن نستخدم حقنا في الاحتجاج ضدك”.
المجموعة التي نفذت الاعتداء هي مجموعة قومية متطرفة تُدعى اتحاد الشباب التركي (TGB) وتحدث مراقبون عن دلالات قومية في إشارات متعددة في الفيديو القصير.
وبعد انتشار هذا الفيديو تم اعتقال 12 تركيًا وتوجيه بعض التهم لهم وسط إدانة من الجانبين التركي والأمريكي على حد سواء.
وفي تصريح له قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية “تانجو بيلجيتش”: “إننا ندين هذا العمل، ولا يمكن قبولة بأي وسيلة”.
وتطرح تلك القضية العديد من التساؤلات حول نظرة الشعوب لدور الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وهل فعلاً تنظر الشعوب لأمريكا كما ينظر لها حُكّامُهُم؟
وبالرجوع إلى الإحصاءات نجد أن نظرة الشعب التركي لأمريكا تتغيّر على مدار العقد الماضي لتسجل انخفاضًا بنسبة 2% هذا العام عن العام الماضي، لتكون نسبة من يرى من الأتراك أن صورة أمريكا جيدة 19% مقابل21% في العام الماضي.
وعلى صعيد دولي تُظهر الإحصاءات أيضًا أن نسبة الرضا عن الولايات المتحدة الأمريكية تنخفض في كل من روسيا و في المنطقة تنخفض بوضوح في كل من تونس ومصر.
فبحسب إحصاءات مركز بيو، تأتي مصر في ذيل قائمة الدول التي تظهر رضا عَنْ أمريكا وتسجل نسبة 10% فقط خلال العام الجاري، على الرغم من الدعم الأمريكي الكبير للمؤسسة العسكرية الحاكمة في مصر، والتعاون المُعلن بينهم لمحاربة ما تصفه الحكومة بالإرهاب.
وتأتي تونس في المركز التاسع ضمن أكثر الدول الكارهة لأمريكا بنسبة 47% لتسجل ارتفاعًا بنسبة 6% عن العام الماضي وتطرح مزيد من التساؤلات عن تبعات ذلك في ساحة الشرق الأوسط خاصة أن تونس تأتي في المركز الأول بين الدول العربية المُصدرة لمقاتلين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” بحوالي 3000 مقاتل.
الحال نفسه عند الدُب الروسي، فنسبة الكراهية لأمريكا عند الشعب الروسي تجاوزت حاجز الـ 70% بارتفاع أكثر من 30% عن العام الماضي، لنجد أيضًا أن روسيا تحتل المركز الأول بين الدول الغربية المصدرة لمقاتلين لتنظيم الدولة بحوالي 800 مقاتل.
وبالعودة إلى تركيا نجد أنه قد تم إطلاق سراح المتهمين على ذمة التحقيقات في القضية، إلا أن التساؤلات مازالت مطروحة حول تغيّر نظرة الشعوب للولايات المتحدة، وما إذا كان ذلك يعبر بالفعل عن انهيار فيما يُعرف بـ”القوة الناعمة” للولايات المتحدة، وما سيحدثه ذلك من تأثيرات على المدى المتوسط والطويل في العلاقات الأمريكية بالشرق.