في إحدى القضايا أراد القاضي بث الفرقة بين المعتقلين فأعطاهم أملاً في البراءة ..
وهنا بدأت النزاعات بين المتهمين، فانقسموا إلى فريقين: فريق تعجل النطق بالحكم أملاً في أن يكونوا ممن تنالهم براءة القاضي، وفريق آخر آثر تأخير الحكم أملاً في تغير الأوضاع أو علّهم يربحون أكبر عدد من الأخطاء في القضية لتحسين فرصهم في النقض!
نفس المشهد سقطنا فيه أكثر من مرة، وقعنا فيه يوم وافقنا على التمثيل في المسرحية المسماة زورًا بالقضاء وقبلنا بدورنا كمتهمين، بالتاكيد هناك الكثير سيخرجون ببراءات وإخلاءات سبيل؛ وهذا الذي دفعنا لاستكمال الإجراءات القانونية على أمل أن نكون ممن سينالون البراءة.
تكرر الأمر مرة أخرى يوم وعد المجلس العسكري بعض القوى السياسية بالوصول للحكم إذا ساعدوهم في القضاء على الإخوان؛ وكانت النتيجة انقلاب دموي غاشم ووصول زعيمه للحكم وتجمع الثوار وكثير من حلفاء العسكر مع الإخوان في السجون!
نفس المشهد تكرر مرة أخرى يوم أن لوح المجلس العسكري للثوار بعد تنحي مبارك بإمكانية استكمال الثورة بالطرق الديموقراطية والدخول في المعترك السياسي، وهنا ابتلعنا الطعم وتفرقنا وبدأ النزاع بيننا وشُغلنا عن الثورة وتحقيق أهدافها بالنزاع بيننا.
للأسف لم أع الأمر إلا وأنا أشاهد الفيلم الأمريكي الشهير Hunger Games أو “لعبة الجشع” – كما أحب أن أترجمه – وقصته هي أن نظامًا زرع الأمل في نجاة شخص واحد من الموت بعد اختيار مجموعة من المغضوب عليهم والمحكوم عليهم بالموت بسبب مواقفهم السياسية وبدأت اللعبة التي طالما كنت لاعبًا فيها وبدأ القتال بينهم!
في حين أنه من الممكن أن ننجو جميعًا كما حدث في نفس الفيلم، في الجزء الثاني، عندما رفض اللاعبون اللعب بشروط النظام واتحدوا ضده وأسقطوه باتحادهم واتحاد الثوار من خلفهم!
وياليت الثوار عرضوا الفيلم يوم التنحي في الميدان!