ترجمة وتحرير: نون بوست
إن التهديد والخطر يتربّصان بالمدنيين في كل مكان، بينما تواصل الكتائب القتالية الروسية وفرق المشاة والوحدات المحمولة جوًا الاحتشاد في الشمال والجنوب والشرق واستعمال ترسانة قوية تضم مئات الدبابات والمدرعات والمدفعيات. وفي الغرب، يعزز حلفاء الناتو مواقعهم في أوروبا الشرقية وسط تحذيرات الولايات المتحدة من أن الحرب قد تندلع في أي يوم. كما أن القيادة العسكرية العليا لأوكرانيا تُحذّر من أن روسيا في المراحل الأخيرة من الاستعداد لتنفيذ إجراء عسكري.
في الأثناء، يتنقل قادة العالم والدبلوماسيون بين واشنطن وموسكو والعاصمة الأوكرانية كييف لتجنب اندلاع حرب يتفق الجميع على أنها قد تكون كارثية، فيما يحاول الأشخاص الذين يعيشون وسط دوامة الاضطراب الحفاظ على هدوئهم.
تكشف الصور التي التقطها مصورون من “نيويورك تايمز”، كانوا يسافرون عبر أوكرانيا، كيفية حفاظ المدنيين على إيقاعات حياتهم اليومية. وبينما يحتفل الأطفال بأعياد الميلاد ويذهبون للتزلج في موسم تساقط الثلوج ويرقص الناس ويشربون ويباشرون أعمالهم، يظل من الصعب تجنب التفكير في التهديد الذي يلوح في الأفق.
ماريوبول
لا يعد تهديد الغزو الروسي حديث العهد بالنسبة لنصف مليون شخص يعيشون في هذه المدينة الصناعية الساحلية على بعد 30 ميلا فقط من الحدود الروسية. منذ اندلاع الصراع بين الانفصاليين المدعومين من روسيا والقوات الأوكرانية في سنة 2014، أصبحت شائعات التعرّض للغزو الوشيك مألوفة وتوجّب على الكثير من الناس، مثل أولئك الذين يتزلجون في المنتزهات في إحدى الأمسيات، تعلم كيفية التعايش مع حالة عدم اليقين.
لا يعد تهديد الغزو الروسي حديث العهد بالنسبة لنصف مليون شخص يعيشون في هذه المدينة الصناعية الساحلية على بعد 30 ميلا فقط من الحدود الروسية. منذ اندلاع الصراع بين الانفصاليين المدعومين من روسيا والقوات الأوكرانية في سنة 2014، أصبحت شائعات التعرّض للغزو الوشيك مألوفة وتوجّب على الكثير من الناس، مثل أولئك الذين يتزلجون في المنتزهات في إحدى الأمسيات، تعلم كيفية التعايش مع حالة عدم اليقين.
إطعام طيور البحر من المحيط.
بايونيرسك
حتى أولئك الذين يعيشون بالقرب من الحدود الشرقية للبلاد بما يكفي لسماع دوي إطلاق النار في تلك المنطقة، يستطيعون خلق لحظات من الفرح. فعلى سبيل المثال، تحتفل لينا روسناك، الثانية على اليسار، بعيد ميلادها الحادي عشر في منزل للأطفال المحرومين أين تعيش في بايونيرسك، والذي يقع على بعد حوالي خمسة أميال من خط المواجهة.
صلاة للروم الكاثوليك تقيمها خدمة الإنقاذ المسيحية لغاية الدعاء من أجل إرساء السلام في أوكرانيا.
تنظر أوكسانا زافادسكي، وهي واحدة من مؤسسي خدمة الإنقاذ المسيحية للعمليات الخيرية في بيونيرسك، إلى تذكارات الحرب المعروضة في الكنيسة.
نيويورك
كافح 10 آلاف شخص يعيشون في هذه المدينة، التي أعادت لها الحكومة الأوكرانية سنة 2021 اسمها التأسيسي نيويورك لإبعادها عن ماضيها السوفيتي، من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل استمرار حرب الخنادق في دونيتسك. وفي هذه الصورة امرأة تأخذ المعونة الغذائية إلى المنزل من منظمة الخدمة الاجتماعية.
كافح 10 آلاف شخص يعيشون في هذه المدينة، التي أعادت لها الحكومة الأوكرانية سنة 2021 اسمها التأسيسي نيويورك لإبعادها عن ماضيها السوفيتي، من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل استمرار حرب الخنادق في دونيتسك. وفي هذه الصورة امرأة تأخذ المعونة الغذائية إلى المنزل من منظمة الخدمة الاجتماعية.
تسبب الصراع المستمر في شرق أوكرانيا في خسائر فادحة في صفوف السكان، حيث هاجر الكثيرون من القرية وخاصة الشباب، أما أولئك الذين بقوا فيعيشون اليوم في ظروف صعبة بالقرب من خطوط المواجهة للانفصاليين الروس.
أعاد السوفييت تسمية مدينة نوفوروسيسك في سنة 1951، حيث تمثّلت صناعتها الرئيسية لسنوات في مصنع كيميائي ينتج الفينول، وهو مادة مطهرة وكيميائية سامة للغاية لها مجموعة متنوعة من الاستخدامات.
ماريوبول
تستعد كل من كارينا كوستيوكوفا، البالغة من العمر 17 عاما، إلى اليسار، وصوفيا روديونوفا، البالغة من العمر 13 عاما، لتقديم عرض في مسرح ماريوبول للعرائس.
تقدّم سيرهي فاكولا، إلى اليسار، وماريا بويكو عرض “الثعلب والدب” في مسرح ماريوبول للدمى.
بعض الأطفال يشاهدون عرض الدمى
كييف
تقع العاصمة الأوكرانية على بعد مئات الأميال من الجبهة الشرقية، أين احتشد عشرات الآلاف من المواطنين ما بين 2013 و2014 في ميدان الاستقلال كجزء من حركة احتجاجية واسعة أطاحت بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش.
استخدمت روسيا الإطاحة بالحكومة كذريعة للاستيلاء على شبه جزيرة القرم ثم دعم الانفصاليين المتمردين في دونيتسك ولوهانسك. حث الزعيم الأوكراني الحالي الرئيس فولوديمير زيلينسكي المواطنين على الالتزام بالهدوء في مواجهة التوترات المتصاعدة. وفي هذه الصورة، يخرج الأطفال للتزلج على تل خارج مبنى الإدارة الرئاسية، بعد تساقط الثلوج مؤخرا.
تواصل القوات الروسية الاحتشاد على الحدود في بيلاروسيا المجاورة، حيث تتمركز في مواقع على بعد 140 ميلا بالسيارة شمال كييف، لكن السكان يواصلون ممارسة روتين حياتهم اليومية، كما هو الحال في سوق رأس السنة الجديدة في هذه الصورة.
هنتوف
يشق أحد الأنهار هذه القرية الصغيرة في جنوب شرق أوكرانيا، حيث تسيطر جمهورية دونيتسك الشعبية على الضفة الشرقية، بدعم من روسيا، بينما يفرض الجيش الأوكراني سيطرته على الشواطئ الغربية لنهر كالميوس.
من اليسار، تقف أوليا رود ثمّ سيرهي تشيلكوف، أحد الجيران، إلى جانب فيرا كاربينكو في مطبخ السيدة كاربينكو. في سنة 2015، كان زوج السيدة كاربينكو يقود جرارا في حقل قريب بعد أن تأكد أنه خال من الألغام، لكن جراره أصاب أحد الألغام وقتله. عليا هي أختها، وسيرهي هو زوجها الحالي.
فولوديمير فورونوف، البالغ من العمر 63 عاما، ينظف حظيرة بقر على بعد ثلاثة أميال من جبهة الصراع. وُلد فورونوف في روسيا ولكنه يعيش في تلك المنطقة منذ أن كان في سن 17.
إريك كاربينكو، البالغ من العمر 11 عاما، يلعب لعبة فيديو عسكرية في منزله على بعد ثلاثة أميال من خط المواجهة.
سفيتلودارسك
تركت الحرب الانفصالية، التي أنهكت المنطقة الشرقية لأوكرانيا المعروفة بالعامية باسم دونباس، مدينة سفيتلودارسك في موقف ضعيف للغاية وقد كانت البنية التحتية الصناعية ومحطات المياه محل نزاع متواصل لسنوات.
بينما الجنود الأوكرانيون يراقبون وينتظرون في الخنادق الجليدية عند نقطة مراقبة أمامية قريبة، تجر إحدى متساكنات سفيتلودارسك طفلها على الزلاجة عبر الشوارع المغطاة بالثلوج.
امرأة تمشي في أحد شوارع بلدة سفيتلودارسك وخلفها رسوم جدارية.
شيروكين
بينما حاول عديد الناس الحفاظ على هدوئهم، لا يزال هناك العديد من المؤشرات التي تذكرهم بالحرب في المناطق الحدودية. تصطف الحواجز الخرسانية والأسلاك الشائكة على طول بحر آزوف، بينما تقع روسيا على الجانب الآخر من البحر.
بعض السيارات التي دُمرت خلال القتال في المنطقة.
منازل العطل المجاورة للشاطئ المدمرة بعد سنوات من القتال.
حذّر القادة الغربيون من أن حدوث غزو واسع النطاق قد يؤدي إلى اندلاع أكثر أعمال العنف كارثية في أوروبا منذ عقود. استقبل الأوكرانيون، الذين جعلهم التاريخ أكثر صلابة وأكثر تعودًا على التهديدات الروسية، خبر الغزو بمزيج من التخوّف والعزم.
أصبح المسؤولون الغربيون والأوكرانيون يواجهون لعبة تخمين مقلقة حول الطريقة التي قد يبدأ بها التحرك العسكري. ويقترح أحد السيناريوهات، التي لا تعد ولا تحصى، أن الأعمال العدائية قد تبدأ بصدام بحري في بحر آزوف بوجود السفن الأوكرانية والروسية على مقربة من بعضها.
المصدر: نيويورك تايمز