يقولون إن الحرب الأهلية لا يعرفها من يراها لأول وهلة، لكن يبدو أن الأمر ذاته ينطبق على الانتفاضة، فرغم أن الكثير من المحللين لا يزالون يناقشون احتمالات اندلاع انتفاضة جديدة في فلسطين المحتلة، تُظهر الأحداث أننا ربما نكون قد دخلنا بالفعل مرحلة متقدمة من الانتفاضة الشعبية، يشارك فيها سكان الأراضي المحتلة الرد على انتهاكات الاحتلال التي تتزايد باضطراد منذ حربه الأخيرة على غزة في الصيف الماضي.
الحلقة الأخيرة من السلسلة كانت عبر مقتل 6 إسرائيليين صباح اليوم، في هجوم نفذه فلسطينيان على كنيس يهودي، بالقدس المحتلة
الشرطة والجيش الإسرائيلي ترددا في البداية من إعلان نبأ مقتل الـ 5، قبل أن يرتفع العدد إلى 6، إذ قالت الشرطة الإسرئيلية في تغريدة لها على تويتر أن “شخصين هاجما المصلين في كنيس في هار نوف بالقدس”، مشيرة إلى وقوع عدد لم تحدده من الإصابات.
في ما بعد قال “ميكي روزنفيلد” المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية على تويتر أن “إرهابيين إثنين دخلا كنيساً في حي هار نوف، بالقدس، ومعهما سكاكين وفؤوس”، مؤكداً مقتل 4 إسرائيليين إضافة إلى منفذا العملية.
وفي المحصلة، أصدرت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية للاعلام العربي “لوبا السمري” تصريحاً قالت فيه: “يتضح أن المسلحين الإرهابيين الاثنين هما وعلى ما يبدو من سكان شرقي القدس”.
وأضافت “الاثنان تمكنا من الاعتداء بواسطة بلطات ومسدس على المصلين في المعهد الديني التوراتي (يشيفا)، بينما قام شرطيان هرعا إلى هناك بتبادل النيران معهما والإجهاز عليهما”.
ويأتي هذا الحادث بعد سلسلة عمليات ضد إسرائيليين نفذها فلسطينيون، منذ أكتوبر الماضي، في القدس والضفة الغربية، وهي عمليات لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنها حتى اليوم.
الشرطة الإسرائيلية فوراً حاصرت بقوة كبيرة منزلي “غسان أبو جبل” وابن عمه “عدي أبو جبل”، منفذا عملية القدس، في حي “جبل المكبر”، حيث يعملا في بقالة قرب الكنيس.
وباركت فصائل ومنظمات فلسطينية في قطاع غزة، العملية التي استهدفت الكنيس، معتبرة أنها رد فعل طبيعي على ما وصفته بـ”الجرائم الإسرائيلية”.
وقال “سامي أبو زهري” المتحدث الرسمي باسم حركة حماس، إن “عملية القدس هي رد طبيعي على استمرار الجرائم الإسرائيلية”، مضيفاً: “نبارك هذه العملية البطولية، فهي رد فعل طبيعي على جرائم إسرائيل المستمرة في المسجد الأقصى، والضفة، وحصار قطاع غزة”.
من جانبها، باركت حركة الجهاد الإسلامي العملية، ووصفتها بـ”الفدائية”، مؤكدة أنها تأتي كرد طبيعي على الجرائم الإسرائيلية، وأضافت الحركة على لسان الناطق باسمها داود شهاب إن “الحالة الفلسطينية أمام انتفاضة وثورة حقيقية كرد طبيعي على سياسات إسرائيل المتراكمة”.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – وهو تنظيم يساري-، فقالت في بيانٍ لها إن عملية القدس، جاءت رد فعل طبيعي على جرائم المستوطنين في الضفة والقدس، والانتهاكات الإسرائيلية اليومية بحق المسجد الأقصى، مباركة العملية و واصفة إيها بـ”البطولية”.
إلا أن الرئاسة الفلسطينية أدانت مقتل الإسرائيليين الأربعة صباح اليوم. حيث قالت في بيان لها: “تدين الرئاسة على الدوام عمليات قتل المدنيين من أي جهة كانت، وهي تدين اليوم عملية قتل المصلين التي تمت في أحد دور العبادة في القدس المحتلة، كما تدين كل أعمال العنف أي كان مصدرها”.
16 عملية في 2014
وعملية اليوم، هي الـ16، في غضون هذا العام، تشهدها مناطق في الضفة الغربية والقدس المحتلة وتل أبيب، بالإضافة إلى قطاع غزة، ويقتل فيها فلسطينيون وإسرائيليون.
وكان من أبرز تلك العمليات، الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، في الـ7 من يوليو الماضي، التي استمرت 51 يوماً، وأسفرت عن مقتل 2190 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين.