ترجمة حفصة جودة
تدخل حرب اليمن الطاحنة عامها الثامن هذا الأسبوع، كان تحالفًا عسكريًا بقيادة المملكة العربية السعودية قد تدخل في أواخر مارس/آذار 2015 لدعم الحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين الذين استحوذوا على مرتفعات الشمال والوسطى المزدحمة بالسكان بما في ذلك العاصمة صنعاء.
منذ ذلك الحين، قُتل عشرات آلاف الأشخاص ونزح أكثر من مليون شخص، بينما لا يزال ثلثا السكان – البالغ عددهم 30 مليون نسمة – يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
بدأ عام 2022 بتصاعد حاد في الصراع، فقد شهد يناير/كانون الثاني وحده ضحايا مدنيين أكثر من عام 2021 بأكمله، فلم تكن تمر ساعة دون مقتل أو جرح أحدهم، وبالإضافة إلى القتال اليومي على الخطوط الأمامية والغارات الجوية والهجمات العابرة للحدود، كان هناك صراع اقتصادي أيضًا.
تحاول الأطراف المختلفة التحكم في البضائع والموارد الطبيعية وتدفق التجارة والبضائع وعائدات النفط، ما يؤثر بشكل غير متناسب على المدنيين، ونتيجة لذلك، تراجعت العملة اليمنية في الجنوب لمستوى غير مسبوق بنهاية العام الماضي، ما أثر بشكل هائل على حياة الناس الذين يواجهون بالفعل تضخمًا حادًا وارتفاع أسعار الوقود.
يجني الناس نفس القدر من المال، لكنهم يضطرون لدفع المزيد لاحتياجاتهم الأساسية، هذه واحدة فقط من العديد من الأشياء التي تغيرت في الحياة اليومية منذ بداية الحرب، إليكم 7 أشياء تغيرت بالنسبة لـ7 أشخاص في الـ7 سنوات الأخيرة.
تطبخ غدام سالم – أم لثلاثة أطفال – البطاطس المسلوقة التي تبيعها، قبل الحرب كانت تستخدم أسطوانات غاز البروبان كمصدر للطاقة، لكن أسعارها الآن أصبحت باهظة، ما جعلها تعتمد على الحطب.
تقول سالم: “أصبحت أسطوانات غاز البروبان شيئًا لا تتحمل تكلفته إلا الأسر الغنية، كان الحطب مجانيًا من قبل، لم يعد كذلك الآن، لكنه ما زال أرخص من أسطوانات البروبان”.
مثل بقية الأطفال في مخيم النازحين، تساعد رهف صالح – 11 عامًا – أسرتها في المهام اليومية مثل جلب المياه، يجب أن تحمل رهف قبل أو بعد المدرسة آنية ثقيلة ممتلئة حتى آخرها وتعود بهم إلى المنزل على حمارها، تقول رهف: “أصبحت مساعدة أسرتي أولوية الآن”.
يبيع محمد قايد – 20 عامًا – الوقود قرب محطة وقود مغلقة في مدينة تعز، يعد نقص الوقود أمرًا شائعًا في اليمن، ما يؤثر على وسائل المواصلات ومولدات المستشفيات ومضخات المياه وأشياء أخرى.
من الممكن بيع الوقود في السوق السوداء بضعف الثمن الرسمي، يقول قايد: “قبل الحرب كنت طالبًا لا أعلم أي شيء عن الوقود، لم تكن هناك سوق سوداء، أما الآن فأبيع الوقود في الشوارع، عندما تغلق محطات الوقود يعتمد الناس على السوق السوداء لتعبأة سياراتهم ودراجاتهم النارية”.
يعيش أمين عبادل – 35 عامًا وأب لخمسة أطفال – وأسرته في خيمة الآن، لا تحميهم من المطر أو الجو البارد أو الرياح أو الثعابين وغيرها من الزواحف، بعد أن اضطروا لترك منزلهم الذي بنوه طوبة بطوبة عندما انتقلت الخطوط الأمامية للحرب قرب قريتهم.
يقول عبادل: “في البداية، كنا نعتقد أنه أمر مؤقت، وأننا سنتمكن من العودة لمنزلنا، لكن يبدو أننا لن نعود، ولا يبدو كذلك أن الحرب ستتوقف قريبًا”.
كان مصطفى – 38 عامًا – معلمًا يمنيًا، والآن يبيع الموز في أحد أسواق تعز، وفقًا لمنظمة “انقذوا الأطفال” فإن أكثر من نصف المعلمين في اليمن والعاملين في مجال التعليم اضطروا للبحث عن مصدر ثانٍ للدخل، لأنهم لا يحصلون على رواتبهم بشكل منتظم منذ عام 2016.
يقول مصطفى: “من كان يتخيل أن أصل إلى تلك المرحلة في حياتي؟ لقد تركت مدرستي والآن أبيع الموز، موقفي صعب ولا أستطيع أن أفعل شيئًا حيال ذلك، لكن ربما أنا أكثر حظًا من المعلمين الآخرين الذي ما زالوا ينتظرون وصول رواتبهم”.
يذهب أحمد – 13 عامًا – إلى المدرسة كل صباح ويعمل ميكانيكيًا بعد الظهر وفي إجازات نهاية الأسبوع مع والده، فالمال الذي يجنيه يساعد والده في تحمل مصاريف تعليمه.
المصدر: الجزيرة الإنجليزية