هنالك من يرفض الضربات العسكرية التي تنوي الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيين توجيهها للنظام بحجة أن المتضرر الأكبر من هذه الضربات هم المدنيبن باعتبار أن مقرات النظام الأمنية والعسكرية محاطة بالمدنيين وكأن النظام لايقوم باستهداف من يصفهم بالعصابات المسلحة والتي نشأت بسبب بقائه ليكون المتضرر الأكبر من هذه الضربات هم المدنيين أنفسهم.
والبعض الأخر يتبنى وجهة نظر متعنتة ترفض التدخل فقط لمجرد رفضه دون الأخذ بما وصلت إليه حال السورييون اليوم من مهجرين ولاجئين ومشردين في دول الجوار ومن شهداء وجرحى ومعتقلين داخل البلاد وخارجها .
فبعد الإحصائيات التي أشارت إلى هدم مليون و 700 ألف منزل في سورية جراء القصف والمعارك وبعد مئة ألف شهيد وأكثر، وبعد آلاف الجرحى والمتضررين وبعد الهدم الجزئي الذي يشهده الإقتصاد وضياع الكثير من فرص العمل وارتفاع نسبة كبيرة من البطالة مما دفع السوريين للعمل في دول الجوار بإجور زهيدة لعلها تؤمن لهم معيشتهم، وبعد تدمير البلاد وبعد كل هذا وذاك لا شك بأن السوريين (النسبة الأكبر ممن تضرر من نظام الأسد) سيطالبون لا بضربة بل بضربات , فالأكثرية التي عانت من بطش هذا النظام من قصف بالطيران الحربي، والبراميل المتفجرة التي لاتميز الطيب من الخبيث وصواريخ السكود التي ضيعت أحياء بكاملها , كل تلك الأمور شكلت أمرا ً طبيعيا ً لدى السوريين باعتبارهم “تعودوا” على القصف وأكاد أجزم أن الذين يعيشون في المناطق المتوترة لن يميزوا صوت قصف الأسد من صوت قصف صواريخ الكروز التي ستدك معاقله العسكرية إن أطلقت الإدارة الأمريكية الضوء الأخضر لسفنها في المتوسط .
مما لاشك فيه أن الذي أخرج أولاده من تحت الركام أشلاء ً ووضعم في الأكياس , والذي فقد أحبائه أو أقرباءه جراء قصف النظام لمدينته أو حييه , لا شك أنه سيؤيد الضربة العسكرية مهما كانت صغيرة أم كبيرة , في مقابل نظام مازال حتى اليوم لايعترف بالمطالب المحقة للشعب سيؤيد أولئك السوريين الضربات ومن أي جهة كانت , لعلها تنهي المأساة التي يحيى بها الشعب كل يوم .