عاد اليهود المتدينون للصلاة في كنيس القدس الذي كان مسرحًا لما أُطلق عليه “عملية القدس” الثلاثاء الماضي، التي نفذها شابان فلسطينيان، كما جاء قادة إسرائيل السياسيين تحت الضغوط للصلاة في ذات المعبد ضمن إجراءات أمنية.
المصلون الذين ينتمون لطائفة الحريدين المحافظة وعادة لا يكون لديهم اتصال خارجي مع العالم قالوا لـ “ميديل إيست آي” إنه على الرغم من صدمة يوم الثلاثاء في مجتعهم، إلا أنهم حريصون على تخطي هذه المأساة”.
وأضف أحدهم: استقيظت أمس على صوت ضجيج، لقد كان أمرًا غير مصدق، وظننت أن أذناي لا تسمعان بشكل صحيح، لقد كانا جزارين يحاولان قتل أكبر عدد ممكن من الناس”، ويؤكد على “ترابط” المجتمع للمضي قدمًا حتى “ينقشع الغبار” في جميع أنحاء إسرائيل.
“نحن بحاجة للنظر كيف بإمكاننا الاعتناء بأسر اليتامى والأرامل، علينا أنا نجعل هذا المكان أفضل وأقوى بحيث لا يحدث لنا مثل هذه الأمور مرة أخرى”.
وبينما كان الإسرائيليون محاطون بتأثير الهجوم عليهم، تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باتخاذ إجراءات فورية لوقف هذا العنف الذي وصف من نفذوه بـ”الحيوانات البشرية”، حيث وعد بأعمال هجومية ودفاعية في الوقت ذاته بما في ذلك توسيع نطاق سياسة هدم المنازل في سعيه لزيادة الأمن في شوارع القدس.
بعد الاجتماع، نُفذت عملية هدم للشقة التي تعود لعائلة “عبد الرحمن الشلوادي” منفذ عملية دهس بحق مستوطنين في الـ 22 من أكتوبر الماضي.
سياسية هدم المنازل نالت انتقادات عديدة، حيث قالت منظمة العفو الدولية الثلاثاء الماضي إن مثل هذه العاملة تمثل خرقًا للقانون الدولي، فيما قالت اللجنة الإسرائيلية لهدم المنازل البارحة الأربعاء إن تدمير منازل المشتبه بهم “يزرع اليأس والعنف الذي لا معنى له”.
حشود أخرى من المعارضة من جماعات حقوق الإنسان نظموا مظاهرات اُنتقدت فيها سياسات هدم بيوت مواطنين إسرائيليين من أصول فلسطينينية.
“يوان دودكفيتش”، وهو شاهد على “عملية القدس” قال إنه لا يعتقد بأن هدم المنازل يعتبر استراتيجية فعالة، ويضيف: هذه الإجراءات تساعد الحكومة على اتخاذ إجراء فقط، ولا تساعد الجمهور على الشعور بالأمان”.
يات، وهي أم لثلاثة أطفال يعيشون في القدس – رفضت الكشف عن اسم عائلتها – تخشى من أن تؤجج إجراءات الحكومة النيران في المدينة، وتضيف:” أنا غير راضية تمامًا عن ردود فعل الحكومة، فهي تحرص على مزيد من الحرائق في المنطقة، ثم تؤكد أن الحكومة عليها أن تفعل ما بوسعها لتهدئة الأوضاع.
وعلى الرغم من وعود نتنياهو بمزيد من الأمن في الشوارع، إلا أن قوات الأمن كثفت البارحة من تواجدها في القدس، كما دعت الشرطة لحمل السلاح كجزء من حماية المدينة؛ الأمر الذي أدى لهدوء نسبي في المدينة، والعديد من الناس، خاصة أولئك الذين لا يحملون أي توجه سياسي لم يخرجوا من منازلهم خوفًا من عمليات الانتقام.
“ديفيد هيرسوفيش”، المنتمي للجماعة الدينية التي تعرضت للهجوم في “عملية القدس” شدد على أنه بالرغم من فقد جماعته لـ 4 من الأعضاء البارزين إلا أنه يرفض بشكل واضح العنف الانتقامي، وأضاف: نحن لا نشعر بأن الانتقام شيء يتعين علينا القيام به”.
المصدر: ميدل إيست آي