إن كانت العلاقة بين المسلمين وأوروبا تمتد إلى عدة قرون سابقة فإن تسليط الضوء الحقيقي عليها جاء بعد موجات الهجرة الأخيرة في العقد الحاليّ، التي بلغت ذروتها عام 2015، ما دفع الغرب والشرق على حد سواء إلى طرح هذا الملف على موائد النقاش السياسي والمجتمعي، خاصة أن ذلك أدى إلى تنامي تيار اليمين المتطرف الذي يتخذ من مناهضة الأقليات والمهاجرين عمومًا شعاره الأقوى.
في “نون بوست” وعبر ملف “مسلمو أوروبا” سنلقي الضوء على واقع المسلمين بصفة عامة في دول أوروبا، قضاياهم وهمومهم، مشاكلهم وتحدياتهم، مستويات الاندماج داخل المجتمع الأوروبي ومعضلاته، قدرتهم على عبور مأزق “الإسلاموفوبيا” والعقبات التي تحول دون ذلك، وفي التقرير الأول من هذا الملف، نطوف في جولة عابرة على خريطة الجاليات الإسلامية في القارة العجوز، تاريخ وجودهم ومسارات التعاطي مع التحديات الراهنة.
جدير بالذكر أنه لا يوجد إحصاء رسمي دقيق حديث يشير إلى عدد المسلمين اليوم في أوروبا، غير أنه ووفقًا لتقديرات مركز الأرشيف الألماني للإسلام (معهد دي)، فإن عدد المسلمين في القارة العجوز يبلغ 53 مليون مواطن يشكلون 5.2% (لو تم إضافة القسم الأوروبي لتركيا)، فيما ذهب مركز بيو الأمريكي للأبحاث أن عددهم في دول الاتحاد الأوروبي فقط يقدر بنحو 25.8 مليون شخص في 30 دولة يشكلون 4.9% من سكان أوروبا في 2016، كاشفًا أن تلك النسبة قد تصل إلى 8% بحلول 2030.
خلفية تاريخية
عرفت أوروبا الإسلام في منتصف القرن السابع الميلادي عبر التوسعات الإسلامية تحت ولاية الحكم العثماني، وكانت الجزر والسواحل الواقعة على البحر المتوسط هي البوابة الأولى لدخول الدين الإسلامي إلى ربوع القارة الأوروبية.
البداية كانت مع الجانب الشرقي من أوروبا، حيث انتشر الإسلام بصورة كبيرة في دول جنوب شرق القارة ودول البلقان، واستطاع العثمانيون إضفاء تلك المدن والبلدان بالطابع الأوروبي ذي الصبغة التركية، لا سيما بين مسلمي الغوراني والبوشناق والألبان، هذا بخلاف انتشار الجاليات الإسلامية في روسيا والقرم والشيشان.
وعلى الجانب الغربي، كانت الأندلس الباب الكبير لدخول الإسلام إلى أوروبا، فبعد سيطرة المسلمين عليها تحولت إلى منارة علم ودين لا يخطئها مُبصر، واستطاعت أن تشع نورَها الذي أضاء سماء لندن وباريس وبرلين وغيرها من العواصم الأوروبية التي نهلت عن الحضارة الإسلامية ما أهّلها للريادة والتقدم حتى اليوم.
لم يكن دخول المسلمين إلى أوروبا دخول غزاة كما يروّج البعض، بل كان الغرب في ذلك الوقت في أمسّ الحاجة إلى من ينقل لهم حضارة المسلمين التي ذاع صيتها بعد الإسهامات التي قدموها لخدمة البشرية في المجالات كافة، في محاولة للاستفادة منها بما ينقلهم من واقعهم المذري حينها إلى ما هو أفضل، وهو ما توثقه كتب المنصفين منهم.
زيادة أعداد المسلمين
تحت عنوان “عدد السكان المسلمين المتزايد في أوروبا“، نشرت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية تقريرًا استعرضت فيه مخاوف أوروبا من تنامي أعداد المسلمين بما يمكن أن يغير الخريطة الديموغرافية الأوروبية، حيث شهدت القارة زيادةً كبيرةً في أعداد المسلمين الوافدين منذ عام 2014 بصورة لم تشهدها من قبل.
توقع التقرير أنه في حال استمرت معدلات الخصوبة على الوضعية الراهنة، فإن نسبة المسلمين في بعض البلدان ستقفز خطوات سريعة، مستشهدًا بألمانيا التي يتوقع أن تزداد معدلات المسلمين بها من 6.1% من إجمالي السكان عام 2016 إلى 19.7% عام 2050، أي أكثر من 3 أضعاف، كذلك بولندا سترتفع من 0.1% إلى 0.2% بما يعادل 100%.
البعض قد يشكك في موضوعية تلك الأرقام قياسًا على الجهود التي تبذلها حكومات أوروبا لغلق حدودها أمام موجات الهجرة الشرقية، غير أن المركز الأمريكي “بيو” أشار إلى أن نسبة المسلمين ستزداد حتى لو أغلقت جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ28 ومعها النرويج وسويسرا أبوابها، نظرًا لمعدل الخصوبة العالية ومستويات الأعمار الصغيرة، مقارنة بعجائز القارة الأوروبية ونسب الخصوبة المتراجعة، وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة المسلمين الأصغر من 15 عامًا تشكل قرابة 27% من إجمالي عددهم مقارنة بـ15% فقط بين غير المسلمين.
الباحثون القائمون على تقرير “بيو” توقعوا أن يتضاعف عدد المسلمين في بعض دول أوروبا 3 مرات على الأقل بحلول عام 2050، وذلك من خلال 3 سيناريوهات للهجرة ذات التأثير الواضح على كتلة المسلمين في القارة:
السيناريو الأول: يتعلق بعدم حدوث أي هجرة للمسلمين إلى أوروبا، وفي تلك الحالة سيزداد العدد من 4.9% إلى 7.4%، ومن المتوقع أن يكون لفرنسا الحصة الكبرى من تلك الزيادة في أعداد المسلمين، لترتفع من 8.8% حاليًّا إلى 12.7% عام 2050، باستثناء قبرص التي يشكل فيها المسلمون أكثر من 25% بسبب القبارصة الأتراك.
السيناريو الثاني: يشير إلى وجود هجرة متوسطة من المسلمين إلى أوروبا، وهنا ستزداد الحصة نسبيًا لدى بعض الدول أبرزها السويد التي من المرجح أن تصل إلى 20.5%، بينما ترتفع نسبتهم في بريطانيا من 6.3% عام 2016 إلى 16.7%، وفي فنلندا من 2.7% إلى 11.4%، وهذا حال معظم دول غرب أوروبا تحديدًا.
السيناريو الثالث: أن تكون هناك هجرة مرتفعة لظروف سياسية أو أمنية ما، وهنا ستزداد النسبة بمعدلات أكبر من المتوقع، ويكون للسويد نصيب الأسد من نسبة المسلمين إلى إجمالي عدد السكان بمعدل 30.6%، وفي فنلندا 15%، وفي النرويج 17%.
وخلص التقرير إلى حتمية زيادة نسبة الأقلية المسلمة عامًا تلو الآخر، بصرف النظر عن خريطة الهجرة من عدمها، وهو الأمر الذي أقلق الكثير من مفكري وقادة أوروبا، لا سيما أبناء اليمين المتطرف الذي حذّر أكثر من مرة بطريقته العنصرية الفجة من خطورة تلك الزيادة على مستقبل أبناء القارة، وطالب بالتصدي للمسلمين وتجفيف منابعهم في بلدان أوروبا.
تعاظُم دور المسلمين
شتان شتان بين أوروبا قبل معرفتها بالإسلام وأوروبا بعدها، فقد أثرى المسلمون الغرب عمومًا بإسهامات جليلة في كل المجالات، بما يفند السردية الكاذبة التي يتقاذفها اليمين المتطرف في أوروبا في الآونة الأخيرة بأن المسلمين والمهاجرين “عالة وعبء” على بلادهم.
في مقاله بصحيفة “الحياة” اللندنية، يستعرض الكاتب محمد بكري ملامح دور المسلمين في أوروبا، منوهًا أنه قبل دخول العرب المسلمين إلى إيطاليا وصقلية كانت أوروبا تسبح في الظلام وتعاني من الفوضى باعتراف المفكرين المنصفين الأوروبيين، لكن مع دخول الحضارة الإسلامية انتقلت القارة المظلمة إلى بقاع النور والتوهج الحضاري.
بكري يلفت إلى أن عواصم أوروبا بلا استثناء كانت توفد بعثات علمية لها إلى الأندلس المسلمة لتلقي العلوم والأفكار العربية والإسلامية والنهل من الحضارة الإسلامية وهو ما يمكن الوقوف عليه من خلال إسهامات علماء العرب والمسلمين في إحياء الحضارة الأوروبية، حين كان علماء المسلمين المرجعية الأكثر موثوقية لدى الشرق والغرب على حد سواء.
ويشير المؤرخون إلى أن علوم الزراعة والصناعة والطب والعقاقير والكيمياء والموسيقى حتى الفنون العسكرية التي تتغنى بها أوروبا حاليًّا، مستقاة في أصولها من الحضارة الإسلامية والعربية، حتى إن بعض أباطرة تلك العلوم من المسلمين لا تزال أسماؤهم محفورة بماء من ذهب فوق جدران جامعات العالم ومراكزه البحثية القوية.
ويعد التقرير الذي أعدته المؤرخة إيميلي غريبل ونشره تشاتام هاوس أحد أقيم التقارير التي تطرقت إلى إسهامات المسلمين في أوروبا رغم التضييقات التي يعانون منها لا سيما من اليمين المتطرف، إذ تحدثت غريبل في كتابها “المسلمون وصنع أوروبا الحديثة” عن مساهمة المسلمين المحورية في تشكيل معاني المواطنة الأوروبية من خلال “إعادة صياغة كل من القواعد العلمانية الإمبريالية، وكذلك الأحكام الفقهية الإسلامية لتلائم سياقها الفريد بما يواكب تطورات العصر”.
ومن أشهر ما قيل في فضل دور المسلمين في أوروبا ما أشار إليه المفكر الغربي ديبل حين قال: “العرب حملوا معهم إلى جزيرة صقلية مظاهر فنهم وقناطرهم العالية الجميلة وبهيج صناعاتهم وليدة علمهم”، كذلك ما قاله الفرنسى جوستاف لوبون فى كتاب “حضارة العرب.. عالمية الحضارة الاسلامية”: “لم يقتصر فضل العرب والمسلمين في ميدان الحضارة على أنفسهم، فقد كان لهم الأثر البالغ في الشرق والغرب، فهما مدينان لهم في تمدنهم، وإن هذا التأثير خاص بهم وحدهم فهم الذين هذبوا بتأثيرهم الخلقي البرابرة”.
أما ريتشارد كوك ففي كتابه “مدينة السلام” يقول: “إن أوروبا لتدين بالكثير لإسبانيا العربية، فقد كانت قرطبة سراجًا وهاجًا للعلم والمدنية في فترة كانت أوروبا لا تزال ترزخ تحت وطأة القذارة والبدائية”، ويشاركه في الرأي رينيه جيبون حين قال: “لم يدرك كثير من الغربيين قيمة ما اقتبسوه من الثقافة الإسلامية ولا فقهوا حقيقة ما أخذوه من الحضارة العربية في القرون الماضية”.
سوق دعوي وسيولة دينية
على عكس معظم أبناء المذاهب والديانات الواحدة أو حتى الأقليات العرقية المتشابهة، يعاني المسلمون في أوروبا من غياب التجانس، فالفضاء مكتظ بكل التموجات الدينية، سوق دعوي كبير كما يُطلق عليه الباحث المغربي المتخصص في الشأن الإسلامي منتصر حمادة، يضم تحت لوائه أبناء التيار السني والشيعي، الإخواني والسلفي، مع تعاظم أبناء الصوفية.
وعلى الجانب الإداري هناك المساجد والمراكز الثقافية، كذلك جمعيات رسمية وأخرى شبه رسمية تعني بتمثيل الأقلية الإسلامية، كلها تساهم بشكل أو بآخر في التأطير الديني للأقليات، غير أن العقود الأخيرة شهدت تغييرات جذرية في ملامحها التنظيمية والدعوية على حد سواء، بحسب الباحث المغربي.
يتطرّق حمادة في مقاله إلى أن تمويل تلك المراكز والمساجد في الغالب يكون من دول إسلامية غير أوروبية، إما دعمًا لمسار الدعوة وإما تنفيذًا لأجندات معينة، وهو ما كان له صداه السلبي لدى بعض الحكومات التي اتخذت قرارات مؤخرًا بتجفيف منابع تمويل المساجد، في محاولة للسيطرة عليها لإنتاج “إسلام وسطي أوروبي” كما هو الحال في فرنسا.
وتتصدر السعودية قائمة الدول الأكثر إنفاقًا على بناء المساجد في أوروبا، بميزانية تبلغ سنويًّا ما بين 2 إلى 3 مليارات دولار، تليها قطر وتركيا والجزائر والمغرب، بحسب صحيفة “إل كونفيدنشال”، وتعد إيطاليا أول دولة تعلن رسميًا أن بناء وصيانة المساجد لديها تتحملهما قطر التي خصصت عام 2016 قرابة 25 مليون يورو أُنفقت على بناء 43 مسجدًا.
كما سمحت إسبانيا هي الأخرى للدولة الخليجية بتمويل بناء 150 مسجدًا لديها حتى عام 2020، مقابل تحمّلها صيانة مسجد قرطبة الشهير، هذا بخلاف 200 مليون يورو كانت قد خصصتهم السعودية لبناء 200 مسجد في ألمانيا عام 2015.
الأزمة والحل
يعد الاندماج أبرز المؤشرات الموضوعية التي تقيس مدى نجاح أي جالية أو أقلية في بلد غريب، وفي الحالة المسلمة الأمر ربما يكون أكثر قسوة إذا فشل المسلمون في تحقيق مستويات جيدة في هذا المؤشر، لما قد يترتب عليه من تداعيات قاسية ربما تدفع البعض إلى الهروب والمغادرة.
في عام 2017 كشفت دراسة بأوروبا تحقيق المسلمين في دول غرب أوروبا تقدمًا ملحوظًا في مؤشرات الاندماج (اللغة والتعليم والحياة الوظيفية والحوار بين الإسلام وبقية الأديان)، داخل مجتمعات فرنسا وبريطانيا والنمسا وألمانيا وسويسرا.
وفي تعليقها على الدراسة، أشارت المتحدثة باسم منظمة المجتمع التركي-الألماني، إيسي ديمير، أن الوضع ليس قاتمًا بالنسبة إلى المسلمين بشأن الاندماج مع المجتمعات الأوروبية كما تصوره وسائل الإعلام، لكن هناك عدم قبول من بعض الأوروبيين، وأن هذا الأمر تصاعد مؤخرًا بعد تنامي تيار اليمين المتطرف.
وتهدف نتائج الدراسة التي نشرها معهد “بيرتلسمان ستيفتانغ” الألماني، تحت عنوان “المسلمون في أوروبا: اندماج ولكن دون قبول مجتمعي” إلى قراءة خريطة اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية، مستندة إلى نتائج مقابلات أجريت مع نحو 10 آلاف شخص داخل الدول الخمسة، مستطلعة آراء ما بين 1000 و1500 شخص في كل دولة، وفي الوقت ذاته استبعدت المهاجرين الذين قدموا إلى أوروبا منذ عام 2010، كونهم لم يقضوا الفترة الكافية للاعتماد على آرائهم في مسألة الاندماج.
وتمحورت مؤشرات قياس الاندماج حول 4 مؤشرات رئيسية: التعليم والتوظيف والراتب وعلاقتهم مع غير المسلمين، وأظهرت الدراسة نجاح الاندماج الخاص باللغة بشكل كبير في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بينما قل نسبيًا في النمسا وسويسرا.
أما في التعليم فتأتي فرنسا في الصدارة، إذ إن قرابة 89% من المسلمين أكملوا تعليمهم بعد سن الـ17 عامًا، وتقل نسبيًا في بريطانيا لتصل إلى 80% ثم 64% في ألمانيا و60% في النمسا و26% في سويسرا، أما في مجال العمل والفرص المتساوية تأتي ألمانيا في المرتبة الأولى، وربما الوضع قد يكون تغير نسبيًا في الأعوام الأربع الأخيرة.
وفي سؤال عن مدى تقبل الأوروبيين للمسلمين داخل مجتمعاتهم، جاءت النمسا في المرتبة الأولى من حيث رفض المسلمين بنسبة 25% تلتها بريطانيا بنسبة 21%، ثم ألمانيا 19% وسويسرا 17% وأخيرًا فرنسا بـ14%، لكن في الناحية الأخرى فإن هذا لم يمنع المسلمين من إقامة صداقات مع الأوروبيين، فجاءت نسبة من كونوا صداقات من المسلمين في سويسرا 87% تلتها فرنسا 78% ثم ألمانيا 68%.
العنصرية.. السلاح الأكثر فتكًا
تنامى خطاب الكراهية ضد المسلمين في أوروبا خلال الأعوام السبع الأخيرة بصورة لم يشهدها من قبل، وهو التنامي الذي رافق صعود تيار اليمين المتطرف الذي نجح في تلك الفترة في ترسيخ أقدامه واستعادة هيبته وشعبيته مرة أخرى، ويمكن الوقوف على ذلك من خلال عدد من المؤشرات:
في استطلاع رأي أجرته وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية عام 2016 على أكثر من 10 آلاف مسلم في 15 دولة أوروبية، كشف أن قرابة 92% من المسلمين عانوا من التمييز العنصري بأشكاله المختلفة، 53% منهم بسبب أسمائهم و39% بسبب زيهم الإسلامي، فيما تعرضت 94% من النساء لمضايقات عنصرية بسبب الحجاب.
وفي سلسلة تقارير للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، كشفت زيادة كبيرة في معدلات الجرائم العنصرية التي تستهدف المسلمين تحديدًا في دول أوروبا، فعلى سبيل المثال بلغت الجرائم العنصرية ضد المسلمين في بريطانيا في 2021 قرابة 2703 جرائم، فيما ارتفعت معدلات جرائم الكراهية بصفة عامة خلال السنوات الماضية بنسبة 40%، كان نصيب المسلمين منها أكثر من 52%.
وخلال الفترة بين 2014 و2015 سجلت ألمانيا أكثر من 700 هجوم على مساجد فوق أراضيها، فيما أشار رئيس الرابطة الأوروبية الإسلامية، درمش يلدرم، أن الأحزاب العنصرية في ألمانيا وأوروبا عمومًا يعملون على إثارة خوف الألمان من تنامي أعداد المسلمين، مضيفًا في حديثه لـ”الجزيرة“: “نحن قلقون من العنف العنصري المتزايد ضد المهاجرين المسلمين، حيث يتم الهجوم على مسجد كل يوم تقريبًا”.
التخوف ذاته عبر عنه رئيس الاتحاد الدولي للديمقراطيين في ألمانيا، بدوره، بلند بيلكي، حين أشار إلى أن معاداة الإسلام والمسلمين في أوروبا وصلت خلال السنوات الخمسة الماضية إلى أبعاد مخيفة، منوهًا إلى تنامي القلق من تزايد نفوذ الجالية المسلمة، ما أدى في النهاية إلى زيادة القاعدة الشعبية للإسلاموفوبيا.
في ضوء المعطيات السابقة، يتضح أن واقع الجاليات المسلمة في أوروبا ليس كما يصور له على أنه الواقع المزدهر الوردي البعيد تمامًا عن المنغصات، إذ يعاني المسلمون في الغرب من العديد من التحديات في ظل حالة القلق التي تخيم عليهم جراء تنامي خطاب الكراهية الذي رافق صعود اليمين المتطرف، وإن كان ذلك يختلف من دولة لأخرى، وهو ما سيتم تسليط الضوء عليه في المواد التفصيلية من الملف.