ترجمة وتحرير: نون بوست
عندما انحازت العديد من شركات التكنولوجيا إلى جانب أوكرانيا بخصوص الغزو الروسي خلال الشهر الماضي، بدا أن شركة “تيك توك” تحذو حذوها من خلال تعليقها عمليات تحميل مقاطع الفيديو الجديدة والبث المباشر من روسيا. وقالت الشركة إنها اتخذت هذه الخطوة لحماية المستخدمين الروس من القوانين الجديدة في البلاد التي تُجرّم انتقاد الجيش.
لكن تطبيق التواصل الاجتماعي المملوك للصين الذي يتمتع بشعبية كبيرة منع المستخدمين الروس أيضًا من رؤية أي منشورات من خارج البلاد على الإطلاق بما في ذلك أوكرانيا – مما أدى إلى إنشاء نسخة ثانية فعَّالة من منصته الخاضعة للرقابة. وبدا العالم الخارجي صامتًا بالنسبة لعشرات الملايين من الروس على برنامج “تيك توك”.
يبدو أن حظر تيك توك للمحتوى الخارجي طهّره بشكل فعّال من المحتوى غير الروسي. لكن ثبت أن حظره للمحتوى الروسي قد سهل الاختراق، مما سمح للدعاية الموالية للحكومة بالمرور. يُظهر بحث جديد لمؤسسة “تراكينج إيكسبوزد” الأوروبية غير الربحية تمت مشاركته مع صحيفة “واشنطن بوست” أن مقاطع الفيديو التي تُحمّل وسوم مؤيدة للحرب مثل “من أجلنا” و”بوتين في القمة” استمرت في الانتشار على “تيك توك ” في روسيا لأسابيع بعد الحظر بينما اختفت جميع الوسوم المناهضة للحرب التي كانت شائعة سابقًا من المنصة.
تقول جوليا جيورجي، وهي باحثة في مؤسسة “تراكينج إيكسبوزد”، التي كانت تدرس سياسات المنصة وإجراءاتها في روسيا منذ بدء الغزو في شهر شباط/ فبراير: “تحول تيك توك في شهر واحد فقط من اعتباره تهديدًا خطيرًا لدعم بوتين الوطني للحرب إلى قناة أخرى محتملة للدعاية الحكومية. والنتائج التي توصلنا إليها تظهر بوضوح كيف أثرت سياسات “تيك توك” على هذا المسار”.
يؤكّد تقرير المؤسسة غير الربحية، الذي نُشر يوم الأربعاء، كيف اتّبع برنامج تيك توك نهجًا مختلفًا وأقل شفافية في روسيا عن غيرها من عمالقة التكنولوجيا العالميين. من خلال تكميم أفواه مستخدميه، تمكّنت الشركة من الاستمرار في العمل في روسيا بينما تم حظر أو منع برامج أخرى مثل “فيسبوك” و”إنستغرام” و”تويتر”، بينما ترك برنامج “تيك توك” للروس نسخة من خدمته التي وصفها أحد المستخدمين في روسيا بأنها “مدينة أشباح”.
من بين النتائج الجديدة، يبدو أن برنامج تيك توك قد أغلق مؤخرًا ثغرة في أواخر آذار/ مارس كان مروجو الدعاية الروس والمبدعين على حد سواء يستغلونها للتهرب من حظره تحميلات الفيديو الجديدة من داخل البلاد. وحسب مؤسسة “تراكينغ إيكسبوزد” وآخرين غيرها، فإنه منذ 26 آذار/ مارس لم يعد بإمكان مستخدمي “تيك توك” في روسيا رؤية أي محتوى جديد على الإطلاق، مع اقتصار صفحة “من أجلك” التي تظهر في التطبيق على المنشورات من داخل روسيا قبل ذلك التاريخ. ومع ذلك، فإن الآلاف من المنشورات المؤيدة لبوتين التي ظهرت بين 6 و26 آذار/ مارس للتحايل على السياسات المعلنة لتيك توك لا تزال متاحة على المنصة دون أي اعتراض عليها من أي روايات خارجية أو مناهضة للحرب.
أقرّت شركة “تيك توك” بأنها منعت المستخدمين الروس منذ 6 آذار/ مارس من رؤية أي محتوى من أي مكان آخر في العالم، حتى المحتوى القديم – وهو إجراء تقول الشركة إنها اتخذته لحماية مستخدميها وموظفيها من قانون “الأخبار المزيفة” الصارم في روسيا، الذي تم تبنيه بتاريخ 4 آذار/ مارس . تقول المتحدثة باسم الشركة جيمي فافازا إن الشركة لم “تُجرِ أي تغييرات على خدماتها في روسيا منذ تاريخ 6 آذار/ مارس “رغم الضغط الواضح لإيقاف المحتوى بتاريخ 26 آذار/ مارس”، مضيفةً “فيما يتعلق بالتنفيذ فإننا سنواصل العمل لفرض هذه التغييرات”.
يقول مارك فضول، المدير المشارك في مؤسسة “تراكينج إيكسبوزد”، “تظهر النتائج التي توصلنا إليها بشكل لا لبس فيه أن شركة “تيك توك” لا تتحلى بالشفافية فيما يتعلق بنشاطها داخل روسيا”.
يقول أليكس ستاموس، مدير مرصد ستانفورد للإنترنت، إن منصات التواصل الاجتماعي العالمية واجهت منذ فترة طويلة معضلات بين اتباع القوانين المحلية القمعية والتمسك بمبادئ حرية التعبير وحقوق الإنسان في البلدان ذات الميول الاستبدادية، ولا توجد إجابات سهلة لذلك. ويبدو أن برنامج تيك توك قد اختار الخيار الأول في روسيا. ويضيف ستاموس إن السؤال هو ما إذا كانت شركة “تيك توك” قد فعلت ذلك لأسباب تجارية أو سياسية – وإذا كان السبب سياسيًا فماذا يخبرنا هذا عن عملية صنع القرار فيها.
يضيف ستاموس أن “الأشخاص الذين يتخذون القرارات النهائية المتعلقة بالمنتج والسياسة هم في بكين”، حيث تتمتع الحكومة الصينية بعلاقة وثيقة بشكل متزايد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
نفت فافزا المتحدثة باسم الشركة بشكل قاطع الفكرة القائلة إن سياسات محتوى “تيك توك” قد تم وضعها أو حتى تأثرها بشركتها الأم “بايت دانس” الموجودة في الصين، مؤكدةً أن الرئيس التنفيذي لشركة “تيك توك” الذي يتخّذ من سنغافورة مقرًا له يتمتع “باستقلالية كاملة لجميع القرارات المتعلقة بعمليات شركة “تيك توك”، وأن رئيس الثقة والسلامة في الشركة يتخذ من دبلن مقرًا له.
فكرة وجود شكوك غير مؤكدة بأن الحزب الشيوعي الصيني يمكن أن يؤثر على منتجات وسياسة شركة تيك توك في الخارج، بما في ذلك في الولايات المتحدة، قد طاردت الشركة في السنوات الأخيرة. وسعى الرئيس دونالد ترامب إلى حظر التطبيق في سنة 2020، مشيرًا إلى مخاوف من أن الصين قد تتمكن من الوصول إلى بيانات المستخدمين الخاصة أو استخدام خوارزميات البرنامج لتشكيل المحتوى الذي يراه المستخدمون. وقد حظرت الهند البرنامج بشكل دائم السنة الماضية.
حسب ناتاليا كرابيفا، المستشارة القانونية التقنية لمنظمة “أكسس ناو” غير الربحية التي تُعنى بالدفاع عن “الحقوق المدنية الرقمية” في جميع أنحاء العالم، فإن سبب القلق هو أن شركة “تيك توك” لم توضّح كيفية تنفيذ سياساتها في روسيا. وتوضح كرابيفا، التي ولدت في روسيا ولديها أصدقاء هناك، أن حظر المنشورات دون الإغلاق الحذر للثغرات يمكّن الممثلين المتحمسين الأذكياء من مواصلة النشر بينما لا يستطيع المستخدمون العاديون ذلك.
تعليقًا على الحظر الخارجي للمحتوى، تقول كرابيفا “إنه نهج غير عادي، إنه غير واضح وليس له ما يبرره. للناس الحق في الوصول إلى المعلومات، دون الاقتصار على المعلومات التي تريد الحكومة منهم سماعها فقط”.
لا يعمل “تيك توك” في الصين الموطن الأصلي لشركة “بايت دانس”، بل إنها تقدم بدلاً من ذلك تطبيقًا مشابهًا لكنه خاضع للرقابة يسمى “دوين”. يقول منتقدوها إنها ربما تضع الآن الأساس لتطبيق ثاني مماثل في روسيا، رغم تأكيد الشركة إن الأمر ليس كذلك. تشير فافزا إلى أن الشركة قيَّدت تطبيقها في روسيا فقط لحماية سلامة مستخدميها وموظفيها. وأضافت “نواصل تقييم الظروف المتطورة في روسيا لتحديد متى يمكننا استئناف خدماتنا بشكل كامل مع سلامة مجتمعنا وموظفينا على رأس أولوياتنا”.
تصدَّر تيك توك قائمة تطبيقات المراهقين حول العالم كتطبيق للرقص ومقاطع الفيديو الموسيقية، لكنه تطور في السنوات الأخيرة إلى مصدر رئيسي للمعلومات والأخبار والخطاب السياسي. وقد ثبت أن دراسة أثرِه أصعب على الأكاديميين من دراسة أثر منافسيه الأكثر رسوخًا، ويُعزا ذلك جزئيًا إلى أنه لا يوفر الأدوات نفسها للباحثين في مواضيع مثل المعلومات المضللة.
في شهر شباط / فبراير، عندما حشدت روسيا الدبابات على طول الحدود الأوكرانية، علم الشباب حول العالم عن هذا الأمر من خلال “تيك توك”. وعندما أضاءت الصواريخ سماء الليل فوق كييف وحوّلت سوق المواد الغذائية إلى أنقاض، تم توثيق ذلك من خلال “تيك توك”. أدان الناشطون الروس المناهضون للحرب الغزو ونشروا لقطات لاحتجاجات الشوارع في سان بطرسبرغ، وأطلق المعلقون عليها اسم “حرب تيك توك الأولى”. لكن بحلول الأسبوع الأول من شهر آذار/ مارس وبعد أسبوعين فقط من اندلاع الحرب، لم تعد أصوات المعارضة الروسية موجودة في أي مكان على التطبيق.
لاحظ سالفاتور رومانو، مدير الأبحاث في مؤسسة “تراكينغ إيكسبوزد”، أنه عندما نفذت شركة “تيك توك” حظرها على التحميلات الجديدة والبث المباشر من روسيا انخفض عدد مقاطع الفيديو التي تحتج على الغزو إلى الصفر رغم أنها كانت بالمئات في اليوم السابق. وتركز المؤسسة غير الربحية، التي تأسست في سنة 2016، على كيفية قيام عمالقة التكنولوجيا مثل “يوتيوب” و”أمازون” بتتبع سلوك الأشخاص عبر الإنترنت لتشغيل خوارزميات توصية غامضة.
باستعمال جهاز الكمبيوتر المحمول في المنزل في بادوفا بإيطاليا، قام رومانو بإجراء مراقبة يومية لخوارزمية تيك توك التي تعنى بتخصيص مقاطع الفيديو لكل مستخدم بناءً على اهتماماته. وقد كان رومانو يدرس انتشار الهاشتاغات الشعبية المؤيدة والمناهضة للحرب في العديد من البلدان كجزء من مشروع يسمى “تيك توك أوبسيرفاتوري”، الذي موّلته مؤسسة “موزيلا” غير الربحية التي تقع في سان فرانسيسكو.
سرعان ما أدرك رومانو وفريقه أن منصة تيك توك لم تبدأ في حظر مقاطع الفيديو الجديدة من داخل روسيا فحسب، مثلما أعلنت الشركة في تحديث لمنشور مدونة سياسية في 6 آذار/ مارس، بل حظرت جميع أنواع المحتوى من خارج روسيا أيضا. لم يكن هذا الإجراء يستهدف المحتوى المناهض للحرب أو بوتين على وجه التحديد، بل عزل ببساطة المستخدمين الروس عن بقية مستخدمي تيك توك البالغ عددهم مليار مستخدم.
في الأيام التي تلت ذلك، أصبح من الواضح أن الحظر الجديد على المحتوى الروسي لم يكن شاملاً، حيث وجد الباحثون ما بدا أنه شبكة من الحسابات التي تعمل معًا لنشر دعاية مؤيدة للحرب كانت مرئية للمستخدمين الروس، مما يشير إلى أن هذه الحسابات قد وجدت ثغرة في الحظر الجغرافي لتيك توك.
أشار ستاموس إلى أن الحظر الجغرافي قد يكون صعبا خاصة إذا ما نُفذ بسرعة، وهو ما يجب أن تكون عليه سياسة تيك توك في روسيا، حيث تشمل الأساليب الشائعة حظر عناوين آي بي، أو بروتوكول الإنترنت، وعناوين بلد معين يمكن أن تستغلها شبكات خاصة افتراضية، أو استخدام موقع الهاتف أو رموز البلد على بطاقة وحدة التعريف المشترك (SIM) التي قد لا تعمل إذا ما كان المستخدم يعمل على مكتب الحاسوب.
تتطابق النتائج التي توصلت إليها مؤسسة “تراكينغ إيكسبوزد” مع التقارير التي قدمها الصحفي ديفيد غيلبرت في “فايس” الذي كتب في 11 آذار/ مارس أن المؤثرين الروس في تيك توك كانوا جزءا من قناة سرية على تطبيق المراسلة تيليغرام، حيث دُفع لهم لنشر دعاية مؤيدة للكرملين في تيك توك. فمثلا، طلبت إحدى الحملات المنسقة من المستخدمين نشر مقاطع فيديو “تدعو إلى الوحدة الوطنية، مُستخدمة مقطعا صوتيا لبوتين يدعو فيه جميع المجموعات العرقية في روسيا إلى الاتحاد في هذا الوقت من الصراع”. وذكر غيلبرت أن مسؤولي القناة قدموا للمؤثرين “دليلا مفصلا حول كيفية التحايل على حظر تيك توك لعمليات التحميل من الحسابات الروسية”.
بينما حافظ الباحثون على مراقبتهم اليومية، لاحظوا أن حجم المحتوى المؤيد للحرب ولبوتين ينمو بإطراد حيث قالوا إنه بحلول 23 آذار/ مارس عادت مستويات الهاشتاغات المشتركة المؤيدة للحرب إلى الشعبية التي كانت تتمتع بها قبل الحظر. مع ذلك، بقيت الهاشتاغات المناهضة للحرب والتي ازدهرت حتى 6 آذار/ مارس، هادئة نسبيا. هذا لا يعني بالضرورة أن تيك توك قد استهدف الهاشتاغات المناهضة للحرب للرقابة. وأقر الباحثون أنه من المنطقي أن يتجنب مستخدمو تيك توك في روسيا استخدام الهاشتاغات التي يمكن العثور عليها بسهولة نظرا لقوانين البلاد التي تجرم المعارضة.
كما لاحظت مؤسسة “تراكينغ إيكسبوزد” أن النتائج التي توصلت إليها فيما يتعلق بشعبية الهاشتاغات المؤيدة والمناهضة للحرب غير شاملة. وقد اقتصر تحليلها على ستة من أكثر الهاشتاغات شعبية، ولم يحلل انتشار المحتوى المؤيد للحرب أو المناهض لها على المنصة على نطاق واسع. ومن خلال القصص المتناقلة، قال رومانو إن الباحثين قد لاحظوا أن العديد من الحسابات البارزة التي اتخذت مواقف مناهضة للحرب قبل 6 آذار/ مارس توقفت تماما عن النشر بعد ذلك.
لم تكن الحسابات الخاصة المستفيد الوحيد من ثغرات ما بعد 6 آذار/ مارس، فقد استفادت أيضا الحسابات المنتشرة في تلك الفترة ومن بينها خدمة الأخبار سبوتنيك نيوز التي تملكها الدولة والتي نشرت في 17 آذار/ مارس مقطع فيديو يسخر من بايدن عندما أخطأ في الكلام. ونشرت في 22 آذار/ مارس مقطع فيديو لما قالت عنه “ناشط كندي يقاطع حدثا رسميا وهو يصرخ مؤيدا لروسيا قبل أن يُطرد إلى الخارج، وقد تُرجم التعليق باللغة الروسية تقريبا إلى “أعرب كندي عن رأي مكروه ودفع ثمنه”. وقد بقيت المنشورات مرئية على تيك توك اعتبارا من 12 نيسان/ أبريل، على الأقل خارج روسيا.
ووفقا لمستخدم الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لتجنب لفت انتباه السلطات الحكومية، فإنه بعد 23 آذار/ مارس، لا يوجد محتوى جديد على الإطلاق على تيك توك الروسي. وأضاف هذا الشخص أن صفحات الأشخاص الذين قاموا بالنشر من أوكرانيا كانت فارغة
ردا على سؤال ما إذا كان قد أزال أي محتوى تمكن الروس من نشره مراوغين الحظر في البلاد، قالت إدارة تيك توك إن عمليات الإزالة الخاصة به تحكمها معايير المجتمع. في 26 آذار/ مارس، هوت جميع الأرقام إلى الصفر. ولم تُنشر أي مقاطع فيديو جديدة للمستخدمين الروس على تيك توك على الإطلاق. و يبدو أن تيك توك قد نفذت عقوباتها بالكامل أخيرا. ومع ذلك، بقيت جميع الدعايات المؤيدة للحرب من الأسابيع السابقة متاحة على منصة للمستخدمين الروس، مع تزايد عدد صفحات “من أجلك” ببطء مع المحتوى المعاد تدويره.
رغم كل المخاوف حول غموض سياسات تيك توك، أقر كل من ستاموس وكرابيفا بأن تصرفات روسيا لم تترك لمنصات التواصل الاجتماعي سوى القليل من الخيارات الجيدة. وربما يكون فيسبوك و تويتر قد صمدا أمام الرقابة، إلا أن مستخدميهم في روسيا لم يستفيدوا بشكل كبير نظرا للحظر الذي تخضع له المنصات حاليا. ومع أن يوتيوب التابع لشركة غوغل لا يزال يعمل في روسيا، إلا أن هناك شعورا بين المراقبين بإمكانية حظره في أي يوم.
سبق أن نفذت شركات التكنولوجيا الأخرى في الماضي مطالب بوتين في مناسبات معينة، مثلا عندما أزالت تطبيقا يدعمه زعيم المعارضة أليكسي نافالني من متاجر التطبيقات الخاصة بها في أيلول/ سبتمبر. (وقد استعادته غوغل وأبل منذ ذلك الحين). ولقد استفادت روسيا من الضغط بإجراء يُشير إليه المسؤولين التنفيذيين الأمريكيين بـ “قانون الرهائن” الذي يعرض موظفي شركات التكنولوجيا في البلاد إلى الخطر إذا لم يمتثلوا للأوامر. وتتطابق تجربة بعض مستخدمي تيك توك العاديين داخل روسيا مع الجدول الزمني للباحثين.
من مصادر موالية لروسيا، أخبر أحدهم “ذا بوست” أن صفحة “من أجلك” على تيك توك قد بقيت حيوية خلال معظم شهر آذار/ مارس، حيث وُجدت منشورات جديدة من المبدعين والمؤثرين الروس المشهورين، وبعض المحتوى حول أوكرانيا. وقد كان من السهل الوصول إلى منشورات المدونة التي تشرح كيفية الالتفاف حول قيود تيك توك للوصول إلى الإنترنت الروسي. ولكن المحتوى المتأتي من خارج روسيا قد اختفى.
ووفقا لمستخدم الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لتجنب لفت انتباه السلطات الحكومية، فإنه بعد 23 آذار/ مارس، لا يوجد محتوى جديد على الإطلاق على تيك توك الروسي. وأضاف هذا الشخص أن صفحات الأشخاص الذين قاموا بالنشر من أوكرانيا كانت فارغة.
المصدر: واشنطن بوست