اتهم رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي “كمال كيلتشار أوغلو” جهاز الاستخبارات التركية “إم أي تي” بالعمل على إشعال الفتنة داخل صفوف الحزب من خلال التغلغل فيه، مدعيًا وجود دولة عميقة تابعة لحزب العدالة والتنمية داخل هذا الجهاز.
ودون أن يقدم تفاصيل أو دلائل تؤكد اتهاماته، ادعى كيلتشار أوغلو، وهو أبرز زعماء المعارضة التركية، أن فريقًا خاصًا من جهاز الاستخبارات، الذي يقوده المستشار هاكان فيدان، يقوم بعملية جدّية لإدخال الفتنة داخل صفوف حزب الشعب الجمهوري.
واكتفى كيلتشار أوغلو بالقول: “سيتم العمل على إظهار حزب الشعب الجمعهوري وكأنه حزب للعلويين والأكراد، والهدف من هذا ترسيخ هذه الفكرة في أذهان الكل”، داعيًا أعضاء حزبه ألا يقعوا في هذا الفخ الكبير الذي يقصد إسقاط مستوى الحزب في البلد.
ويرى بعض أنصار حزب الشعب الجمهوري أن كيلتشار أوغلو لجأ إلى اتهام جهاز الاستخبارات، الذي شاع سيطه في الفترة الأخيرة، حتى يسكت الانتقادات التي يتعرض لها من داخل الحزب والتي تزايدت بعد إخفاقات الحزب المتتالية في كل الانتخابات التي أُقيمت في تركيا طيلة السنوات التي تولى فيها كيلتشار أوغلو رئاسة الحزب.
وتعليقًا على هذه التصريحات، قال “رضا ترمان”، النائب عن حزب الشعب الجمهوري في أحد أهم معاقله في محافظة إزمير، إن الحزب ليس في حاجة لجهاز الاستخبارات حتى تحدث صراعات في داخله، مضيفًا: “لدينا ما يكفي من الصراعات داخل الحزب”.
في حين سخر معارضو حزب الشعب الجمهوري من هذه التصريحات، وقالوا إن كيلتشار أوغلو لم يجد ذريعة يبرر بها “إخفاقاته” في مقابل “نجاحات” حزب العدالة والتنمية فلجأ إلى اتهام العدالة التنمية بالاستعانة بجهاز الاستخبارات عوضًا عن الانشغال بمعالجة المشاكل التي جعلت حزبه يتراجع ويفقد أصوات الناخبين بشكل مستمر.
وتصريحات كيلتشار أوغلو ليست منعزلة وإنما تأتي في إطار حملة داخلية وخارجية مستمرة منذ سنوات تهدف إلى تشويه صورة جهاز الاستخبارات بشكل عام وبشكل خاص ومركز إلى الإطاحة برئيسه “هاكان فيدان” الذي دأب رجب طيب أردوغان على وصفه بأنه “كاتم سره”، والذي يصف محللون محليون ودوليون بأنه أحد أبرز أعداء إسرائيل في المنطقة.
وتشترك في هذه الحملة على الصعيد الدولي صحف عالمية وإقليمية ترى أن هاكان فيدان يشكل خطرًا على إسرائيل وتتهمه بالتعاون مع الإيرانيين لكشف جواسيس إسرائيليين، وأما على الصعيد الداخلي فقد دأبت جماعة فتح الله كولن على معاداة هاكان فيدان وحاولت الإطاحة به عبر القضاء والشرطة أكثر من مرة لولا أن رئيس الوزراء السابق ورئيس الجمهورية الحالي “رجب طيب أردوغان” عمل بشكل مستمر على حمايته وعلى تقوية الجهاز الذي يشرف عليه بشتى السبل.
ويعوز محللون كثيرون نجاة تجربة حكم العدالة والتنمية من السقوط على إثر عمليتي 17 و25 ديسمبر 2013 المدبرتين من قبل جماعة فتح الله كولن، إلى هاكان فيدان وإلى جهاز الإم أي تي اللذان كلفهما أردوغان بالتحقيق في ما حدث وبتفكيك الشبكة الأمنية التي أعدت للعمليتين وهو ما أطلقت عليه الصحف التركية “عملية تفكيك الدولة الموازية”.