ترجمة وتحرير: نون بوست
استُخدمت العملة لعدة قرون في التبادل التجاري بمحتلف أنواعه، وهي تتميز بقيمة تبادلية تتيح لنا إجراء المعاملات وبيع وشراء السلع، ويتعلق تاريخها بتطور التجارة في المجتمعات الإنسانية.
أصول العملة: من المقايضة إلى النقود المعدنية
العملة لها قيمة منسوبة تعمل كوسيط مشترك في عمليات التبادل. وقد ظهرت أولى العملات مع تطور التجارة. وحتى تكون العملة ذات قيمة ينبغي أن تلبي العديد من المتطلبات، أهمها:
– أن تكون وسيلة تبادل.
– مخزنًا للقيمة الشرائية (يمكن الحصول على السلع باستخدامها لأنها تحافظ على قيمتها مع مرور الوقت).
– وحدة حساب.
– تسمح بأنماط الدفع المؤجل (الدفع اليوم والسداد في المستقبل).
– يسهل الوصول إليها وحملها وقابلة للقسمة ويصعب تزويرها.
تطورت كل هذه السمات التي تميز العملة تدريجيًا في مجتمعات مختلفة. عبر التاريخ، كانت الآليات المستخدمة كوسيلة مشتركة للتبادل مختلفة فكان الناس في العصور الغابرة يستخدمون مثلا نظام المقايضة أو الماشية أو الملح للحصول على ما يريدون، وهي نفس الوظيفة التي تؤديها العملة الآن. ويكمن الفرق في أن نظام المقايضة كان قائمًا على التبادل المباشر لسلعة بأخرى. وعندما ظهرت العملة انقسمت الأطراف المهتمة بالمقايضة من خلال فصل الإنتاج عن البيع، وهي مسألة أصبحت ضرورية لاحقًا في النظام الرأسمالي (الذي يتميز بتقسيم العمل والتخصص).
يسبق تاريخ العملة الأنظمة الاقتصادية الحالية. ويرتبط هذا التاريخ أيضًا بالذهب والفضة باعتبار أن العملة في السابق كانت تسك من هذه المعادن المرتبطة بالثروة منذ الفلسفة الأكثر كلاسيكية. ولكن هذا لم يمنع إنشاء أنظمة دفع مختلفة حسب المجتمع والأزمنة. وللسبب نفسه، لا تقتصر العملة على ذلك الجسم المعدني الذي وصفناه وإنما هي أيضا مؤسسة اجتماعية وسياسية وعنصر مهم للرابط الاجتماعي.
المراحل الرئيسية
إن الهدف من إرساء الأنظمة النقدية هو الحفاظ على القيمة التبادلية للعملة بغض النظر عن التغيرات التي تحدث في السلطات السياسية. بعبارة أخرى، تم إنشاؤها كوسيلة لتجنب التعسف في القرارات المتعلقة بالقيمة المذكورة واستخداماتها.
العملة الثقيلة
تعود أصول العملة الثقيلة إلى مصر قبل حوالي 2000 عام. كانت على شكل قطعة أو قضيب من المعدن الخام (سبيكة) وكانت تُستخدم للحصول على بعض السلع.
العملة الحسابية
تم إنشاؤها قبل ما يقارب 800 عام كمنتج لتقسيم السبائك أو العملات الثقيلة. إنها نفس العملة العادية، ولكن حجمها أصغر فقط، مما يسهل عملية التبادل. وظهرت في الحضارة اليونانية والرومانية والصينية والهندية والشرق أوسطية.
العملة المسكوكة
على عكس العملات السابقة، تحتوي هذه العملة على نقش وهذا هو سبب تسميتها بالعملة المعدنية المسكوكة. وتعمل هذه النقوش على تحديد القيمة التبادلية للقطعة حسب وزنها. في البداية، تم استخدام معادن مثل الذهب والفضة بكميات ثابتة مع الختم كضمان. بعد ذلك، تم خلط هذه المعادن مع أخرى وتفاوتت نسبتها وفقا للقيمة المراد تحديدها.
اختلفت طرق سك العملة باختلاف المجتمعات والأوقات، ولكنها اعتمدت على المذاهب الاقتصادية السائدة وتطورها التجاري. وقد مثلت العملة بداية النظام النقدي المعدني.
النقود الورقية
بعد العملة المسكوكة، تمثلت الخطوة المهمة التالية في إنشاء الأنظمة النقدية والنقود الورقية. وعلى عكس العملة المعدنية التي تستمد قيمتها من المادة التي صنعت منها، تتمتع النقود الورقية بقيمة منفصلة عن المواد الخام التي صنعت بها. عملت العملات الورقية كميسر للمعاملات التجارية ومكنت من تجنب تحويل العملات الكبيرة، مما جعل التجارة أكثر سهولة. وتعود أصول النقود الورقية إلى الصين في القرن التاسع، وبدأ تداولها في أوروبا وبقية العالم حتى منتصف القرن الثاني عشر.
المصدر: بسيكولوخيا إي منتي