ترجمة وتحرير: نون بوست
يشهد المسلمون في كافة أنحاء العالم توديع شهر رمضان وبداية أيام عيد الفطر، وهي مناسبة بهيجة تختلف طرق الاحتفال بها في القارات الخمس.
ويعتبر عيد الفطر مناسبة هامة بالنسبة للمسلمين، تأتي مباشرة بعد شهر الصيام، وتتميز باجتماع العائلة والأصدقاء وارتداء ملابس جديدة وتحضير أكلات لذيذة. وعادة ما يستمر هذا العيد ثلاثة أيام، ويسمو بقيم التضامن والتكافل بين السكان.
وتنطلق شعائر هذا العيد بالاغتسال وتطهير الجسم، وارتداء أفضل الملابس، وهو أمر يختلف في اللون والشكل والتصميم من بلد إلى آخر حسب الثقافة المحلية. وفي بعض البلدان تخضب النساء أياديهن بالحناء.
بعد ذلك تتجه العائلات نحو المساجد لصلاة العيد، التي يجب على المسلمين قبلها إخراج زكاة الفطر، حيث أن كل مسلم بالغ يتبرع بالغذاء أو المال للمحتاجين.
وتبدأ الاحتفالات الحقيقية بعد صلاة العيد، حيث تتبادل العائلات والأصدقاء الزيارات، وتقدم أكلات شهية.
ورغم أن مسألة الغسل وصلاة العيد وإخراج الزكاة هي نقاط مشتركة بين كل مسلمي العالم، فإن هنالك بعض العادات الأخرى التي تميز كل بلد عن آخر، من تركيا وحتى أيسلندا.
تركيا
تتميز أيام عيد الفطر في تركيا بارتياد الشواطئ والاستمتاع بالشمس. ورغم أن هذا الأمر قد يبدو مستغربا في دول أخرى، فإن الأتراك يتدفقون على الشاطئ خلال عطلة العيد للاستمتاع بالطقس الدافئ. هذا البلد الذي يمثل المسلمون فيه 98 بالمائة، يشهد أيضا حركة سفر كثيفة للعائلات نحو محافظات أخرى لزيارة الأقارب.
أما عادة التوجه نحو الشواطئ، فإنها تتم غالبا في اليومين الثاني والثالث للعيد، حيث يمارس الأتراك الصيد والسباحة والعديد من الأنشطة الترفيهية الأخرى فوق الرمال، ويغتنمون هذه العطلة قدر الإمكان.
سنغافورة
في جزيرة سنغافورة المشمسة، تعتبر الأضواء الملونة التي تتميز بها منطقة جايلانغ سيراي واحدة من أجمل اللحظات في العيد. هذه المنطقة التي تعد من أقدم الأماكن التي استوطن فيها شعب الملايو، تعتبر مركز احتفالات المسلمين في سنغافورة وتقدم فيها عروض مميزة، حيث تتزين الشوارع بالأضواء البديعة والملونة كل عام. وتستخدم في هذه الزينة أكثر من 50 نوعا من الإضاءة والأشكال والمؤثرات البصرية، لتشكل ذلك العرض المبهر الذي يبعث الفرح في قلوب المحتفلين بالعيد.
كما يوجد في منطقة جايلانغ سيراي سوق أو بازار رمضان، الذي ينتصب فيه أكثر من مائة بائع طعام يقدمون صنوف متنوعة من الأطباق المحلية التقليدية. وقد بات هؤلاء الباعة يحظون بمتابعة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام، باعتبار أن أطباقهم تمتع العين قبل الذائقة.
أيسلندا
تعتبر احتفالات عيد الفطر في أيسلندا الأكثر تفردا في هذه القائمة، ورغم أن عدد المسلمين في هذا البلد يشهد تزايدا مستمرا، إلا أنهم لا يزالون يمثلون أقلية.
ويلتزم مسلمو أيسلندا خلال شهر رمضان بالصيام من شروق الشمس إلى غروبها، ولكن في ذروة فصل الصيف تبقى الشمس في السماء لأوقات أطول من المعتاد، حيث أنها أحيانا تغرب في منتصف الليل وتشرق مجددا بعد ساعتين فقط. هذا يعني أن المسلمين الذين يعيشون في أيسلندا يضطرون للصوم 22 ساعة في اليوم. وبما أن هذا الأمر يبدو غير منطقي، فإن بعض علماء وفقهاء الإسلام قدموا حلا بديلا لأولئك الذين يعيشون تحت شمس منتصف الليل، حيث أنهم يمكنهم اختيار الإمساك والصيام حسب أوقات أقرب دولة أخرى، أو الالتزام بأوقات المملكة السعودية.
ويتم الاحتفال بعيد الفطر في أحد مساجد العاصمة ريكيافيك. وزوار المسجد يتوافدون محملين بالحلويات والأطعمة الشهية، ومن بينها أطباق من إندونيسيا ومصر وإريتريا، من أجل إحياء شعائر هذا العيد وإظهار الفرح. ويشعر الأطفال في هذا العيد بالسعادة، حيث يرتدون أفضل ملابسهم ويتبادلون الهدايا مع الأصدقاء والأقارب.
مصر
في مصر تتميز أيام عيد الفطر بشعور غامر بالسعادة، وتبادل الزيارات بين الأقارب بعد أداء صلاة الصبح في المسجد. وغالبا ما يقدم كبار السن للأطفال العيدية وهي عبارة عن مبلغ مالي بسيط.
وخلال هذه المناسبة أيضا تتوافد العائلات المصرية على الحدائق العامة وحدائق الحيوانات من أجل التنزه. وتعتبر حديقة حيوان الجيزة واحدة من أكثر الوجهات شعبية بالنسبة للعائلات، حيث تستقبل أعدادا كبيرة من المصريين الذين يرغبون في مشاهدة الحيوانات وقضاء وقت ممتع مع الأقارب والأصدقاء.
نيوزيلندا
تبدأ احتفالات عيد الفطر في مدينة أوكلاند في شمال نيوزيلندا بالشعائر الإسلامية العادية من اغتسال وصلاة. بعد ذلك يفتح منتزه إيدن بارك أبوابه، لهذا العيد الذي تعم فيه مشاعر البهجة والفرح بين المسلمين. وتتنوع الأنشطة الترفيهية المتاحة للناس في منتزه إيدن بارك في ظل أجواء كرنفالية، حيث يمارسون لعبة ركوب الثيران الميكانيكية، وكرة القدم، فيما ينتشر باعة المأكولات اللذيذة.
الاحتفال في هذا العيد في الحدائق العامة ليس فقط مناسبة للمسلمين للقاء وتبادل التهاني، بل هو أيضا فرصة لغير المسلمين من أجل الانضمام ومشاركة الأفراح والتعرف على الثقافة الإسلامية.
المصدر: موقع “تور هيرو”