الصورة: مشهد من الفيديو الذي تم تصويره داخل جامعة بيركلي الأمريكية، ويُظهر أن كراهية الطلاب لإسرائيل تفوق كراهيتهم لداعش!
“إسرائيل تخسر معركة الرأي العام العالمي” هكذا عبّر رجل الأعمال البريطاني الشهير “بيتر جونز” عن رأيه بشأن الرأي العام الدولي حول إسرائيل خصوصًا بعد الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على غزة يوليو الماضي.
وتؤكد كل الإحصاءات في مختلف مراكز القياس العالمية تراجعًا واضحًا للنظرة الإيجابية لدولة الكيان الصهيوني في العالم، حيث قفزت مؤشرات الكراهية لإسرائيل حول العالم في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ.
وبحسب إحصاءات “بي بي سي” في آخر ثلاث سنوات والتي أجرتها في أكثر من عشرين دولة خلال الثلاث أعوام السابقة، يظهر التزايد في النظرة السلبية لإسرائيل في أغلب الدول التي خضعت للقياس خصوصًا الأوروبية منها، فيما تبقى نظرة أمريكا وبعض الدول الأفريقية إيجابية.
وفي إحصاء آخر لنفس المصدر، نجد أن تأثير إسرائيل على العالم في آخر عقد من الزمان يُعتبر تأثيرًا سلبيًا، حيث يقل عن الصفر باثنتين وثلاثين درجة والصفر هنا هو عدم وجود أي تأثير.
وتحتل إسرائيل المركز الرابع ضمن أكثر الدول التي يراها العالم مؤثرًا سلبيًا في الإحصاء الذي أجرته مؤسسة “جلوبال سكان” العالمية بالتعاون مع “مركز الدراسات الدولية والأمنية” التابع لجامعة “ميريلاند”.
والدلالات من تلك الإحصاءات كثيرة، تُعد من أهمها أن للحروب التي تشنها إسرائيل على غزة تأثيرًا كبيرًا على تغيير نظرة العالم لدولة الكيان الصهيوني وزيادة حالة الكراهية لها، والنقطة الثانية هي مدى التباين الكبير بين نظرة المواطنين في الدول لإسرائيل وسياسات تلك الدول الخارجية وعلاقاتها مع إسرائيل والتي تعكس الفجوة الكبيرة بين الحكومات ومواطنيها.
وقد نشرت مند أيام قناة “فوكس نيوز” على حسابها على اليوتيوب فيديو يرصد ردود أفعال الطلاب في جامعة “كاليفورنيا بيركلي” في الولايات المتحدة الأمريكية عند رؤيتهم لشاب يحمل علم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ثم يقوم نفس الشاب في وقت آخر بحمل علم إسرائيل في نفس الجامعة.
وقد أظهر الفيديو ردود أفعال صادمة لما هو متوقع في تلك البقعة من الأرض، فالولايات المتحدة الأمريكية هي الداعم الأول والأساسي لدولة الكيان الصهيوني، ويدعم الإعلام الأمريكي أي عملية صهيونية على غزة في كل الأحوال سواء كان الإعلام العالمي معها أو ضدها.
https://www.youtube.com/watch?v=kCBINSWCiAE
فعند حمله لعلم الدولة الإسلامية كانت نظرات الطلاب طبيعية، منها نظرات الفضول ومنها السخرية، لكنهم لم يُبدوا أي اعتراض على تلويحه بالعلم وحديثه عن أن أمريكا هي سبب كل الدماء في العالم وأنهم – أي جنود الدولة – لا يريدون قتل أحد لكنهم مجبرين على ذلك فهم يدافعون عن أنفسهم.
ولم يعلق أحد على حديثه بل مرّوا بجانبه بدون إبداء أي شيء، حتى كسر أحد الطلاب حاجز الصمت وقال للشاب “حظًا موفقًا!”.
وفي النصف الآخر من الفيديو يظهر نفس الشاب بعلم إسرائيل مع ترديده عبارات عن أن حماس إرهابية وأن إسرائيل تحاول حماية الفلسطينيين العُزّل، لكن الطلاب أخذوا ينهالون عليه بالمسبات ووصفه أحدهم أنه “مريض”.
وكانت الاعتراضات عليه شديدة من قبل الطلاب فبعضهم قال إنهم – أي الصهاينة – “قتلة” و آخر قال إن إسرائيل “كاللص”.
تلك الكراهية التي تزداد بشكل ملحوظ تجاه إسرائيل في العالم، حتى إنها تخطت كراهية الأمريكيين لداعش كما ظهر، بالإضافة لحالة التعاطف المتزايدة مع القضية الفلسطينية تجعل للصراع الفلسطيني الصهيوني بُعدًا آخر تتم ترجمته على أرض الواقع باعترافات من برلمانات أوروبية بدولة فلسطين كالبرلمان البريطاني والسويدي والإسباني.
لم يعد الرأي العام الدولي مهيئًا لدعم إسرائيل في خطواتها كما كان في السابق، ولم تعد إسرائيل تملك رفاهية التحرك والضرب بعرض الحائط بنظرة الشعوب لها، فالحكومات تتغير، والشعوب تبقى، والإعلام يفضحها والشعوب تتفاعل.
في السابق كان مجرد تعاطف مع القضية الفلسطينية، أما الآن فالكراهية لإسرائيل بدأت بتكوين جبهة قوية على أرض أوروبا والتي بدأت باعترافات بدولة فلسطين وستستمر إن ظلت النظرة العالمية لإسرائيل سلبية.