يبدو أنه بات من المؤكد تمديد مفاوضات دول (5 + 1) مع إيران، والتي تجري في العاصمة النمساوية (فيينا) بشأن البرنامج النووي، والتي من المفروض أن تنتهي غدًا الـ 24 من نوفمبر الجاري، دون التوصل لاتفاق نهائي.
وقال أحد أعضاء الوفد الإيراني في المفاوضات بشأن البرنامج النووي، إنه من غير المتوقع التوصل لاتفاق بشأن البرنامج، قبل المهلة المحددة التي تنتهي في 24 نوفمبر الجاري؛ هو ما يعني إمكانية تمديد المهلة،وأضاف عضو الوفد الذي رفض الإفصاح عن هويته، في تصريحات لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية، أنه مع الأخذ في الاعتبار قصر الفترة المتبقية والموضوعات التي لم يتم الاتفاق عليها بعد، فإنه يبدو من غير الممكن التوصل لاتفاق بحلول الغد، قائلاً إنه في حال لم يتم التوصل لاتفاق حتى مساء اليوم، ستتم دراسة تمديد مهلة التوصل لاتفاق.
وذكر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني “علاء الدين بروجردي” أن اللوبيات الصهيونية في الكونغرس الأمريكي “تقف وراء تعثر مباحثات بلاده مع المجموعة الدولية (5+1) وعدم التوصل لاتفاق نهائي حول برنامج إيران النووي”، وذلك حسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا).
في الوقت ذاته أعرب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء “حسن فيروز أبادي” عن امتعاضه من مواقف المسؤولين الأمريكيين في المباحثات الأخيرة قائلاً “إن المسؤولين الأمريكيين ومجموعة (5+1) خرجت علينا في الأيام الأخيرة من المباحثات بوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
ووصف فيروز أبادي الدور الذي يلعبه وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” وزملاؤه في المباحثات بأنه “جهاد”.
كما قال الرئيس الإيراني السابق “هاشمي رفسنجاني” بحق الوفد الممثل لإيران في المباحثات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا: “سيعودون بنصر أبدي إلى بلادهم، والشعب الإيراني تحمل الكثير من الصعوبات إلا أن المستقبل بانتظاره”، وأوضح رفسنجاني الذي يشغل منصب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في بلاده، في بيان له على موقعه الرسمي على الإنترنت، أن أكبر مكسب للوفد المفاوض هو الدعم الذي يلقاه من المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي والشعب الإيراني.
ولم يتمكن الطرفان من التوصل لاتفاق حول المسائل الخلافية في المفاوضات، التي جرت ما بين 14 و16 أكتوبر الماضي، في العاصمة النمساوية (فيينا)، فيما استضافت العاصمة العُمانية (مسقط) مفاوضات في 12 من الشهر الجاري، بعد محادثات ثلاثية استمرت يومين جمعت وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”، ونظيره الأمريكي “جون كيري”، و”كاثرين آشتون” المستشارة الخاصة بالمحادثات مع إيران في الاتحاد الأوروبي، لبحث النقاط العالقة في المباحثات، حول برنامج إيران النووي مع المجموعة الدولية (5+1) (أمريكا، روسيا، فرنسا، الصين، بريطانيا، بجانب ألمانيا) وانتهت دون أن يتم الإعلان عن نتائجها.
وكانت إيران ومجموعة (5+1)، توصلتا إلى اتفاق مرحلي نتيجة المفاوضات، التي بدأت في 24 نوفمبر من العام الماضي، وتضمن الاتفاق التوصل إلى حل نهائي في 20 يونيو من العام الجاري، إلا أن بروز نقاط خلاف بين الجانبين؛ دفع إلى تمديد الموعد النهائي للتوصل إلى حل حتى 24 نوفمبر الجاري، والذي يبدو أنه سينتهي دون حل هذه النقاط الخلافية.
ومنذ عام 2003، والغرب يثير الشكوك في نية طهران، ويتهمها بالسعي لإنتاج سلاح نووي، الأمر الذي تنفيه طهران وتعلن أنها تطور برنامجها النووي من أجل أغراض سلمية.
الصحف الإيرانية بدورها انقسمت حول المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى، حيث رأت صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية “علي خامنئي”، أن فريق المفاوضين للرئيس “حسن روحاني” يجب أن يحصل على رفع تام للعقوبات الدولية المفروضة على إيران، وقالت في الافتتاحية: “إذا لم نتوصل إلى هذه النهاية، فيعني أننا لم نتوصل إلى أي شيء”.
وعلى العكس، يبدو أن صحيفة “جوان” التي تعدّ مقربة من الحرس الثوري الإيراني، تقبل بفكرة بقاء العقوبات، وكتبت تقول إن “التعقيدات المستمرة تفيد أن نتيجتنا المثالية، وهي الرفع التام للعقوبات، لن يتم بلوغها”.
لكن “أيا تكن النتيجة، فسنكون رابحين”، كما أضافت الصحيفة موضحة أنه “كان سيتعين علينا الشعور بالهزيمة لو أننا سعينا إلى الحصول على القنبلة الذرية وفشلنا، لم تكن لدينا هذه النية أبدًا”.
ورأت صحيفة “ابتكار” الإصلاحية أن موقف طهران خلال المفاوضات مع مجموعة 5+1 أدى إلى استراتيجية الخط المتشدد في فيينا.
وكتبت الصحيفة “من الطبيعي عندما نقترب من اللحظات الأخيرة للرهان، أن يشدد الطرفان على أقصى المطالب لكسب المزيد من النقاط، لكن يتعين أن يعمل الطرفان على اعتدال موقفهما بهدف تفادي فشل المفاوضات والتوافق حيال مطالب معتدلة”.
وحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن المفاوضات تمضي إلى طريق مسدود بحيث بات من المؤكد تمديد المهلة التي تنتهي غدًا دون التوصل إلى اتفاق.
وذكرت الصحيفة أن الخلافات بين إيران ومجموعة (5+1) تتمثل في أن دول المجموعة تدعي أن إيران لم تقدم أية تنازلات فيما يخص حجم اليورانيوم المخصب الذي من الممكن أن يبقى تحت السيطرة الإيرانية في حال تم التواصل إلى اتفاق، كما أن هناك طلبًا إيرانيًا وصف بـ”غير المعقول” تمثّل بإلغاء كافة العقوبات المفروضة على إيران بشكل فوري عند التوصل إلى الاتفاق، بما في ذلك عقوبات مجلس الأمن والأمم المتحدة.
نقطة خلاف أخرى تمحورت حول “الجوانب العسكرية” المحتملة لبرنامج إيران النووي، حيث تدعي الدول الغربية أن إيران رفضت الكشف عن التجارب والأبحاث التي أجرتها في إطار سعيها لامتلاك قنبلة نووية.
ويبدو أن تعثر المفاوضات سوف يسعد رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” على حد وصف الصحيفة، حيث قالت إن نتنياهو يفضل تمديد المحادثات على إبرام اتفاق شامل يبقي في يد إيران القدرة على تخصيب اليورانيوم، وحسب نتنياهو فمن الأفضل عدم التوصل إلى اتفاق بدلاً من إبرام اتفاق “سيء”.