ترجمة وتحرير: نون بوست
قالت سوزان بولاك، مديرة العقارات التي كانت تتسوق بعد ظهر أحد الأيام من الأسبوع الماضي في كوستكو في مارينا ديل ري بكاليفورنيا، إنها شعرت بالدهشة لأن سعر لفة كبيرة من ورق الحمام ارتفع من 17 دولارًا إلى 25 دولارًا. وفي الجزار المحلي لمنطقتها، ارتفعت الأسعار ليتجاوز سعر خمسة قطع من الأضلاع القصيرة 200 دولار، فأخبرت زوجها أنهم لن يتناولوا ضلوع اللحم القصيرة مرة أخرى.
ساهمت عوامل عالمية مثل اضطرابات سلسلة التوريد والطقس الصعب وتكاليف الطاقة والغزو الروسي لأوكرانيا في ارتفاع معدلات التضخم التي أخافت المستثمرين في سوق الأسهم وأثارت قلق إدارة الرئيس بايدن.
إن المتسوقين أكثر من يشعرون بهذا الضغط المباشر بينما يقومون بجولاتهم الأسبوعية في محلات البقالة، حيث أصبحت بعض المنتجات التي كانت متوفرة في السابق مفقودة لعدة أشهر بينما تظل أسعار المنتجات واللحوم والبيض مرتفعة.
في متجر “ستوب أند شوب” في مدينة إليزابيث بنيوجيرسي، أشارت هيغر ديل المتسوقة في إنستاكارد البالغة من العمر 35 عامًا إلى أن سعر كيس واحدة من مسحوق المشروبات الذي كان يُباع مقابل 25 سنتًا ارتفع إلى 36 سنتًا في أوائل أيار/ مايو، وبعد يومين ارتفع السعر إلى 56 سنتًا.
أدت مثل هذه الزيادات في الأسعار إلى صدمة كبيرة وإصرار وتصميم على البحث عن الفرص والتخفيضات. قال راي دافي، وهو مصرفي متقاعد يبلغ من العمر 66 عامًا، عند خروجه من متجر بقالة ليدل في غاروود بنيوجيرسي خلال هذه الفترة: “لقد أصبحنا نبحث عن المزيد من الصفقات عندما نذهب للتسوق، وهذا ما يتوجب علينا فعله”.
التجوّل في المتاجر ورشوة العاملين بخبز الموز
يوجد الكثير من المحلات التجارية في ساوث رايدنج بولاية فيرجينيا أين تعيش سوزانا يو، لكنها تقود سيارتها تسعة أميال إلى مدينة سنترفيل للتسوّق من “آيتش مارت”، وهو متجر بقالة كوري يبيع الخضار الطازجة مثل حزم البصل الأخضر الكبيرة بسعر أقل من البقية. بعد ذلك، تذهب سوزانا يو إلى متجر ترايدر جوز الذي يعرف “بأسعاره الجيدة في اللحوم”، ثمّ تتوقف في متجر كوستكو لشراء المواد القابلة للتخزين. وتقول يو، إنها تضطر إلى الذهاب إلى ثلاثة أماكن مختلفة لتوفير القليل من المال.
عند مغادرتها “كينغز فود ماركت” في شورت هيلز بنيوجيرسي، وهي سلسلة متاجر بقالة أين تباع عبوة بحجم 13 أونصة من معجون بون مامون مقابل 6.49 دولارًا، قالت أليسا ساتون (53 عامًا) “التضخم مشكلة حقيقية. عندما تدفع ضعف ما كنت تدفعه لملء خزان الوقود وضعف سعر كل شيء آخر، عليك أن تسأل نفسك ما إذا كنت تحتاج فعلا إلى جميع تلك المشتريات من متجر كينغز”. وأضافت ساتون إنها تشتري المواد الغذائية الأساسية من متجر كينغز، ثم تقود سيارتها إلى أسواق أرخص مثل ترايدر جوز، حيث تقول إن أسعار الفاكهة والخضروات أقل.
ذكرت ساتون أن “رحلة التسوق تستغرق وقتا، لذلك يتطلب الأمر التخطيط”. تقود ليزا تاكر (54 عامًا) من جينسفيل بولاية فيرجينيا لبضعة أميال إضافية إلى سوبرماركت جيون لأن أسعار المواد الغذائية هناك أقل مما هي عليه في المتاجر القريبة من منزلها. تشتري ليزا كميات كبيرة عندما تكون الأسعار منخفضة، واشترت مؤخرًا ثمانية صناديق من الحبوب لأنها كانت تباع مقابل 1.77 دولارًا لكل منها، كما سجلت اسمها في العديد من برامج مكافآت الولاء.
وتقول ليزا إن ما تفعله هو خطوة استراتيجية، كما أنها تبحث أيضًا عن اللحوم التي أوشكت صلاحيتها على الانتهاء والتي تكون أسعارها منخفضة بشكل كبير. ويوم الثلاثاء، اشترت ليزا قطعة لحم بقر ستنتهي صلاحيتها قريبًا مقابل 3.74 دولارًا، مقارنة بسعرها المعتاد 7.49 دولارًا. وللحصول على مثل هذه الصفقات، قالت ليزا إنها تحضر لموظفي قسم اللحوم أحيانًا خبز الموز محلي الصنع.
تناول كميات أقل من اللحوم وتخطيط قوائم الطعام
عادة ما تأكل إنجي غودمان، وهي مدبرة منزل من كولفر سيتي بولاية كاليفورنيا، اللحوم مرة واحدة في الأسبوع. ولكن بعد أن تضاعف سعر شرائح اللحم الآن، قالت إنها قد تضطر إلى تقليص العدد إلى مرة واحدة في الشهر. أوردت غودمان (54 سنة) إنها تكسب حوالي 15 دولارًا في الساعة، وقد ظل أجرها على حاله حتى مع ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير. وأضافت: “المواد الأساسية باهظة الثمن هذا جنوني”.
قالت إيزابيل تشاميرجو (62 عامًا)، وهي عاملة مستودع في مدينة إليزابيث بولاية نيوجيرسي، إن الوجبات التي كانت تخطط لها في المنزل في السابق باتت تحددها الآن أثناء التسوق حتى تتمكن من استخدام هاتفها لمسح العناصر بحثًا عن قسائم رقمية. وقالت إن هذا يوفّر ما بين 10 دولارات و15 دولارًا لكل رحلة تسوق.
“هكذا أدير الأمر”، قالت تشامبيرجو وهي تغادر متجرًا من متاجر “ستوب آند شوب” في مدينة إليزابيث مع زوجها أرتورو (62 عامًا). وأضافت: ذلك يساعد قليلاً، ليس كثيرًا، ولكني أحاول شراء أشياء صحية تكفينا أيضًا”.
هكذا يبدو الأمر، إذا تمكنت حتى من العثور على المكونات التي تحتاجها. قالت شامبيرجو إنها اعتادت شراء مزيج الكينوا والأرز من متاجر “ستوب آند شوب” لتحضير الحساء اللذيذ. لكنه اختفى من الرفوف لمدة شهرين على الأقل.
ذكر دافي، المصرفي المتقاعد، أنه واجه صعوبة في العثور على معكرونة مربعة الشكل، وهي المفضل لديه. وأضاف أن “الصلصة تلتصق بشكل أفضل مع المعكرونة مربعة الشكل”.
بلغ التضخم أعلى مستوى منذ أربعة عقود. لكن الطريقة التي تختبر بها ذلك يمكن أن تختلف اعتمادًا على ما تأكله وطريقة سفرك ومجموعة من العوامل الأخرى.
من الطبيعي أن تعاني متاجر البقالة من نقص بنسبة تتراوح ما بين 7 إلى 10 في المئة من المنتجات لكن أحداث السنيتن ونصف الماضيتين – الجائحة، والطقس القاسي، وغزو روسيا لأوكرانيا – تسببت في ارتفاع هذا الرقم من 3 إلى 5 نقاط، وذلك حسب كاتي دينيس، المتحدثة باسم جمعية العلامات التجارية الاستهلاكية. وذكرت في رسالة بالبريد الإلكتروني إن توافر المعكرونة والحبوب كان مقيدًا بشكل خاص بسبب الحرب، حيث خرجت كل من أوكرانيا وروسيا فعليًا من السوق. وأضافت دينيس “لقد أدى الطقس في أوروبا العام الماضي أيضًا إلى تقلّص محصول القمح الصلب، الأمر الذي أثّر بشكل خاص على المعكرونة”.
لم أشتر أي شيئ من الكماليات اليوم
يتجاهل المتسوقون رغباتهم أثناء التسوق. في متجر جاينت في جينزفيل فيرجينيا، قالت كيمبرلي هينولت إنها توقفت مؤقتًا أمام عرض إضافات القهوة ورأت أنها ضعف السعر المعتاد. وقالت لنفسها مغادرة: “لا أظن أنني بحاجة لذلك؟”.
أوردت بولاك، مديرة العقارات في كاليفورنيا، أن التضخم لا يجهد ميزانيتها إلا أن الأسعار جعلتها تعيد النظر في المشتريات التي كانت في يوم من الأيام تجريها دون تفكير. فعلى سبيل المثال، كادت تشتري آلة حلاقة كهربائية لابنها لكنها بعد ذلك رأت أنها تكلف 90 دولارًا. وأضافت بولاك (61 سنة) “إنني أتعامل مع الكثير من المال طوال الوقت. ولم أشتر اليوم أي شيء من الكماليات. هذا مدهش”.
كان النجار (22 سنة) وحمزة مجديدي (23 سنة)، وهما طالبان في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، يتسوقان أيضًا في كوستكو في مارينا ديل ري حيث اشتريا العديد من الأشياء بكميات كبيرة، بما في ذلك اليوسفي وزجاجات الماء والنودلز.
قال مجديدي إنهم توقفوا عن شراء البيض وقللوا من اللحوم الحلال – التي عادة ما تكون أغلى من القطع الأخرى لأن الحيوانات تُذبح وفقًا للشريعة الإسلامية. وأضاف أنهم توقفوا أمام سوق اللحوم في كوستكو وألقوا نظرة على سيقان الخروف ثم ذهبوا. وهو يعتبر نفسه أكثر حظًا من الطلاب الآخرين في الجامعة لأن لديه سيارة على الأقل ويمكنه القيادة إلى كوستكو لشراء الطعام بكميات كبيرة وتوفير بعض المال. وذكر مجددي: “إنني أقترض أكثر لتغطية مصاريفي. وقد تجاوزت الحد الأقصى لبطاقات ائتماني”.
المصدر: نيويورك تايمز