“جورج باتلر” البالغ من العمر 28 عامًا، فنان ورسام من لندن، يرسم في كثير من الأحيان في مناطق النزاع بقلم وحبر وألوان مائية.
في مارس الماضي، سافر بتلر إلى وادي البقاع في لبنان حيث يعيش 400 ألفًا من السوريين في أكواخ من الصفيح والخيام، حيث رسم بتلر من قبل الجنود في أفغانستان، وأحداث الشغب في لندن، والحياة وسط الأنقاض في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في سوريا، إلا أنه وفي البقاع لم يكن هنالك أي علامة واضحة للحرب.
بدلاً من ذلك طلب باتلر ممن خرجوا من سوريا والتقى بهم بأن يُظهروا ما أحضروا معهم من سوريا مما خف وزنه (سوار، الساعات القديمة، جهاز التحكم بالتلفاز، ودبدوب)، كانت هذه الأشياء التي يحملوها عندما بدأ القصف وانطفأت الأضواء، ومعظمها كان بلا فائدة حقيقية سوى أنها تربطهم بحياتهم السابقة بحيث لا يجعلهم يتخلصون منها.
يقول باتلر إن “الرسوم التوضيحية توفر وسيلة أكثر إنسانية وأقل حساسية في تصوير الحرب، هنالك شيء معين حول رسم تلك الأشياء وكأنها سلمية”، ويضيف عن باقي الرسوم:
“هذه الأشياء تعود لعائلة من مخيم اليرموك، وأثناء رسم الدمية التي على يسار الصورة، سألت طفلة: لماذا الدمية برجل واحدة – قبل إتمام رسم الساق الأخرى -، كانت تخشى أن تكون قد فقدت إحداهما أثناء الحرب، هذا التعليق كان بلا أي رد فعل من الكبار في الغرفة، أصبح هذا الأمر عاديًا”
“طفلان سوريان يلعبان بصندوق كانت أمهما قد أعدته قبل مغادرتهم لسوريا، فازلين وفرشاة أسنان ونظارات شمسية لابنتها، كذلك هوية شخصية”
“تجمع عادي للاجئين على طرف الطريق في وادي البقاع من لبنان”
“مسنّة بحاجة لكرسي متحرك في منطقة “العين” من البقاع، إلا أنها لم تستطع الحصول على واحد من أي من وكالات الإغاثة”
“تلك الدببة الصغيرة اُلتقطت من قبل الأطفال عندما غادروا المنزل، أمهم جمعت صندوقًا يحتوي على أشياء من الممكن استخدامها وأشياء أخرى غير قابلة للاستخدام، إلا أنه حتى الآن لا يمكنهم التخلص منها كونها تذكرهم بسوريا، مثلاً جهاز التحكم بالتلفزيون مازال يذكرهم بتلفازهم في سوريا”
“أطباء العيادة العالمية المتنقلة يزورون منطقة “كامد اللوز” من البقاع لتوفير الرعاية الصحية والمشورة للسكان اللاجئين، جلسنا في الخارج على العشب وشربنا الشاي مع المقيمين في هذه المنطقة، معظم الرجال غادروا للعمل في البساتين، حيث إنهم يعملون هنالك بمقابل الحصول على خيمة في تلك الأراضي”
“متعلقات أسرة أخرى، أتذكر عندما كان الأب والابن يضحكان بعض الوقت، وبشكل هستيري في وقت آخر، كما لو أنهم أصدقاء، تظهر الصورة مفتاح بيتهم في سوريا، صور جواز سفر لابنهم ذو السبع سنوات، وهدية أخرى من دبي”
“خالد عمره سنتان ونصف، أصغر بـ 6 أشهر من عمر الحرب، في الصورة تجده في العيادة المتنقلة يلعب بعجل مكسور من دراجة هوائية”
“أمون تملك هذا الوجه الجميل ذو الوشوم منذ أن كانت صغيرة”
“عيادة “الأمل” في البقاع، حيث كانت هذه استشارة جماعية مع مجموعة من الأطباء النفسيين، شكوكي حول العلاج الجماعي كشفت سريعًا حين بدأت امرأة بالتحدث بحماس أكثر وبدأ معظم من في الغرفة بالبكاء”
“في كثير من الأحيان، معظم من قابلناهم لم يكونوا يمتلكون أي شيء يذكرهم في سوريا، اثنين أو ثلاثة منهم أظهروا جواز سفر منتهي الصلاحية وساعة توقفت عقاربها لا يرغبون بتغيير البطاريات، لأن العقارب توقفت عند التوقيت السوري كما عرفوه”