ترجمة وتحرير: نون بوست
وفقًا لشكوى كُشف عنها يوم الثلاثاء في محكمة اتحادية في بروكلين، فإن مواطنًا سعوديًا يدعى إبراهيم الحسين (42 عامًا) أكد الادعاء أنه يستخدم حسابًا مجهولًا على موقع إنستغرام لمضايقة وتهديد معارضين، معظمهم من النساء، وهو متهم بالكذب على المسؤولين الفيدراليين بشأن استخدام هذا الحساب لترهيب مواطنين سعوديين مقيمين في الولايات المتحدة وكندا معروفون بانتقادهم للمملكة العربية السعودية، حيث يقمع الأمير المنتقدين من خلال المراقبة والخطف والاعتقال والتعذيب.
وتأتي الاتهامات في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن لزيارة السعودية الشهر المقبل في محاولة لخفض أسعار الغاز وإعادة بناء العلاقات المتصدّعة في أعقاب اغتيال المعارض السعودي جمال خاشقجي سنة 2018 الذي كان يقيم في فرجينيا.
وتؤكد الشكوى الجهود العنيفة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان وكبار مستشاريه لتكميم أفواه منتقدي الحكومة وسياساتها حيث يعمل مئات الشباب فيما يسمى بـ “مزرعة متصيدين إلكترونية” لنشر مواد تحريضية على الانترنت لإغراق تلك الأصوات بتوجيهات من المقربين من الأمير محمد.
لكن الاتهامات في بروكلين توضح كيف ترسخت هذه الجهود أيضًا في الولايات المتحدة. في سنة 2019، اتهمت وزارة العدل موظفيْن في تويتر، كان بإمكانهما الوصول إلى المعلومات الشخصية للمستخدمين، بالحصول على معلومات عن مواطنين أمريكيين ومعارضين سعوديين سعيًا منهما لمساعدة المملكة.
وتقول الشكوى إن الحسين، ابتداءً من ذلك العام تقريبًا، كان على اتصال مستمر مع مواطن سعودي يعمل في وزارة المملكة العربية السعودية المسؤولة عن الرياضة وهو رئيس اللجنة الأولمبية السعودية تركي آل الشيخ، الذي يعد من أقرب المستشارين للأمير محمد.
وتضيف الشكوى أن الحسين بعث رسائل خاصة باللغتين الإنجليزية والعربية لنقل تحذيرات من قبيل “إذا لم تكن عائلتك قد ربتك جيدًا، فسوف نؤدبك” و”سوف يمسحك محمد بن سلمان من على وجه الأرض، سترى”.
لم يتضح على الفور ما إذا كان الحسين قد عين محاميًا. فهو يعيش في الولايات المتحدة على الأقل منذ سنة 2013 بتأشيرة طالب، وتم اعتقاله مؤخرًا بعد صدور مذكرة توقيف يوم السبت.
تعيش إحدى النساء اللواتي قال الادعاء إنه ضايقهن في نيويورك وقد انتقدت تركي آل الشيخ. وتقول الشكوى إنه حاول الحصول على موقعها الفعلي من خلال ادعاء أنه يعرف “بمشاكلها” مع الشيخ، وقال إنه يمكنه ترتيب لقاء بينهما إذا كان قادرًا على رؤيتها أولاً. وقال المسؤولون إنه سعى على الأرجح إلى “مراقبة بل ومضايقة هذه المرأة”.
اتُهم الحسين بإخفاء حقائق مادية والإدلاء بأقوال كاذبة بعد أن أخبر المدعين العامين بأنه ليس لديه أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي
وتجدر الإشارة إلى أنه لم يرد جواب من اللجنة الرياضية على الفور بشأن توضيحات بخصوص الشيخ الذي لم يتم ذكر اسمه بشكل مباشر في الشكوى.
قال ممثلو الادعاء إن الحسين أبدى أيضًا اهتمامًا واضحًا بجمال خاشقجي، حيث أخذ لقطات شاشة من منشوراته في تويتر قبل وفاته ولا يزال يحتفظ بها على هاتفه. قام عملاء سعوديون بتقطيع أوصال الكاتب المعارض وكاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست في إسطنبول سنة 2018، وهي عملية قتل وحشية خَلُصت المخابرات الأمريكية إلى أن الأمير محمد بن سلمان أمر بها.
من المقرر أن يلتقي الرئيس بايدن الأمير محمد في منتصف تموز/ يوليو أثناء زيارته للرياض مما أثار موجات من الانتقادات من جماعات حقوق الإنسان وبعض السياسيين الديمقراطيين.
من بين الذين هددهم الحسين امرأة سعودية إرتدت عن الإسلام وطلبت اللجوء في كندا. وتقول الشكوى إنه أرسل لها رسائل وعيد في سنة 2020 يسألها عن والدتها، وكتب تعليقات أيضًا إلى خطيبها السابق مثل “هل تعتقد أنك ستكون بأمان؟”.
ذكر مسؤولون أيضا أنه أخبر امرأة سعودية أخرى، طلبت اللجوء في الولايات المتحدة لأن أسرتها تسعى لقتلها، إنه يود أن يبصق على وجهها. وعبرت هذه المرأة عن رفضها للسياسات السعودية عبر الإنترنت وعلق الحسين على حسابها في شباط / فبراير 2020 بأنه يأمل أن يكون لها “نفس مصير” ندى القحطاني التي قتلها شقيقها أثناء تواجدها في حافلة في مدينة الدمام قبل شهر.
كما اتُهم الحسين بإخفاء حقائق مادية والإدلاء بأقوال كاذبة بعد أن أخبر المدعين العامين بأنه ليس لديه أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في ثلاث مقابلات طوعية مع عملاء فيدراليين بين حزيران/ يونيو 2021 وكانون الثاني/ يناير من هذه السنة.
المصدر: نيويورك تايمز