ترجمة حفصة جودة
ساهمت النباتات بشكل مباشر في تطوير العديد من الأدوية المهمة، فدواء الملاريا “أرتيميسنين” ومسكن الألم “مورفين” وعلاج السرطان الكيميائي “تاكسول” 3 أمثلة لأدوية مشتقة من النباتات.
تتمتع إفريقيا بنحو 45 ألف نوع من النباتات أي ما يقارب 25% من الموارد الوراثية للنباتات في العالم، كما أن أكثر من 5 آلاف نوع من تلك النباتات يُستخدم في الطب التقليدي.
أرتيميسيا أفرا (خشب الديدان الإفريقي)
يعد نبات أرتيميسيا أفرا الوحيد من نوعه الذي يعد موطنه الأصلي في القارة الإفريقية، ويعتبر نباتًا رئيسيًا محتملًا نظرًا لشعبيته العالية وتنوع استخداماته في الطب التقليدي الإفريقي، يُستخدم خشب الديدان الإفريقي في علاج الكحة والبرد والإنفلونزا والملاريا.
تحدثت الأدلة العلمية عن فعاليته كمضاد للميكروبات ومضاد للاكتئاب ومضاد للتأكسد ومضاد للالتهابات، حاز خشب الديدان الإفريقي اهتمام العالم عندما رُوج له كعلاج محتمل لكوفيد-19 وتم اختباره في دراسات معملية.
كان لاستخلاصاته بعض النشاط المثبط لفيروس كورونا السنوري وSARS-CoV-2 لكن الأمر يتطلب دراسة سريرية للحصول على نتائج موثوقة.
أدت الاستخدامات التقليدية وزيادة شعبية خشب الديدان الإفريقي إلى ظهور عدد من المنتجات العشبية التجارية، لكنها دون تجارب سريرية كافية، ولا نعلم بعد إذا كان خشب الديدان الإفريقي سيصبح كنزًا للأدوية الجديدة.
كتارنتوس الوردي
يُعرف هذا النبات أيضًا باسم العيون الساطعة وعناق الرأس ونبات المقابر والخادمة القديمة والعنقية الوردية، وموطنه الأصلي مدغشقر، يُستخدم النبات كمنشط لعلاج الكثير من الحالات الصحية مثل الروماتيزم والسكر والأمراض الجلدية والتناسلية.
تضم العنقية الوردية العديد من المواد الكيميائية النباتية المرتبطة بخصائص مضادة للأكسدة ومضادة للميكروبات ومضادة للسكر ومضادة للسرطان، يضم النبات أيضًا مركبات شبه قلوية، فقد اكتشفت صناعة الأدوية اثنين من مركباتها شبه القلوية وهما فينكريستين وفينبلاستين، هذا المركبان من أول العوامل المضادة للسرطان المستخرجة من نباتات والمستخدمة في العلاج السريري.
غريفونيا سيمبليسيفوليا
يعد نبات غريفونيا شجيرة خشبية متسلقة، موطنه الأصلي دول غرب ووسط إفريقيا مثل بنين والكاميرون وكوت ديفوار والجابون وغانا وليبيريا ونيجيريا وتوغو، في الطب التقليدي الإفريقي تشتهر بذوره بالعديد من الآثار الطبية وقد اكتُشف كمنشط جنسي وعلاج للإسهال وآلام المعدة والدوسنتاريا.
دُرست الخصائص الكيميائية للنبات على نطاق واسع وقد وُجد أنه يحتوي على مواد كيميائية نباتية غنية بالقيمة الدوائية الهائلة، فبشكل خاص تُعرف بذوره بأنها مصدر ممتاز لـ”أوكسيتريبتان” (5-hydroxy-L-tryptophan) الذي يستخدمه الجسم لإنتاج السيرتونين.
والسيرتونين هو ناقل عصبي معروف بتأثيره على النوم والشهية والألم والمزاج، ويلعب دورًا مهمًا في علاج الاكتئاب والأرق والسمنة وحالات صحية أخرى خاصة المرتبطة بالصحة النفسية.
تعد بذور الغريفونيا من أكثر المصادر الوفيرة الموثوقة، وقد ازداد الاهتمام بها تجاريًا في السنوات الأخيرة، وفقًا للتقديرات الحديثة فإن القيمة السوقية للبذور المستخرجة سنويًا من النبات تقع ما بين 32 و100 مليون دولار، ومن المتوقع أن يزداد الطلب عليها بنسبة 7% في العام.
سيليتيوم تورتوسوم (كنّا)
يعد كنّا نباتًَا عصاريًا يتوطن جنوب إفريقيا، وينتشر في المناطق شبه الجافة ويُستخدم للحالات المرتبطة بالتوتر والاكتئاب والألم والقلق، يعد مستخلص ميسمبرين شبه القلوي المسؤول عن التأثيرات الدوائية للكنّا نباتًا ذا تأثير نفسي ومنظم للمزاج.
طوّر علاج زيمبرين كمستخلص موحد للنبات ويُستخدم كمكمل غذائي يساعد في تحسين المزاج والحد من التوتر وتحسين الإدارك، ترجع جذور هذا الاستخدام إلى تقاليد جماعات الخويخوئين والسان الإفريقية.
هناك استخدامات طبية أخرى لهذه الأنواع مثل علاج الصداع وآلام المعدة وأمراض الجهاز التنفسي، يعمل دواء تريمسيمين (مستخلص تجاري ذو تركيز عالٍ من الميسمبرين) كمحرر للناقل العصبي الأحادي وذلك بزيادة السيرتونين الذي ينتجه الجسم والمعروف بدوره في تنظيم المزاج، ومن المحتمل أيضًا أن يكون مفيدًا في حالات نقص الانتباه واضطرابات الجهاز العصبي المركزي الأخرى مثل الزهايمر.
ستروفانتوس جراتوس
هذا النبات شجيرة متسلقة دائمة الخضرة تنمو في المناطق الاستوائية من السنغال حتى جمهورية الكونغو الديمقراطية، في الطب التقليدي يُستخدم هذا النبات الدفلي المتسلق لعلاج قرصة الثعبان والقرح ومرض السيلان والإمساك والحمى، ويُعتقد أن الجذور منشطة جنسيًا.
يعد مركب الغليكوسيد القلبي الذي يزيد من القوة الإخراجية للقلب أحد مركبات النبات، وبشكل خاص تُعد مادة الأوبين الغليكوسيد الرئيسي المهمين على البذور.
يُستخدم الأوبين الآن في الطب التقليدي كعلاج للقصور القلبي وعدم انتظام ضربات القلب، وقد وجدت الدراسات الحديثة استخدامًا جديدًا له يثبت علاجه لسرطان البروستاتا النقيلي.
اللقلقي السيداوي
يتوطن هذا الغرنوق الطبي في جنوب إفريقيا ومرتفعات ليسوتو، وله جذور درنية تُحصد لأغراض طبية، يستخدم الناس هذه الدرنات لعلاج الإسهال والمغص والتهاب المعدة والسل والكحة واضطرابات الكبد ومشكلات الحيض والسيلان وحالات طبية أخرى.
تشير الأدلة السريرية إلى فعالية مستخلصات هذا النوع في إدارة الأزمات التنفسية الحادة، هذه البيانات تدعم استخدام الغرنوق الطبي خاصة في تخفيف أعراض الالتهابات الحادة للتجويف الأنفي والجيوب الأنفية ونزلات البرد لدى البالغين.
يعد دواء أومكالوبا المستخلص من هذا النبات، أحد أكثر المنتجات الناجحة المستخلصة من النباتات الطبية، وقد أظهرت العديد من الدراسات السريرية قدرته على الحد من أعراض الالتهاب الشعبي الحاد.
هناك أدوية أخرى – لا تحتاج لوصفة طبية – مستخلصة من الغرنوق مثل كالوبا وأومكا وتُباع في جميع أنحاء العالم، كما يُوصف دواء لينكتاجون – المستخلص من أحد أنواع الغرنوق – لمساعدة الجسم على محاربة نزلات البرد والإنفلونزا بتحفيز الجهاز المناعي.
سيفونوشيلوس إثيوبيكس (الزنجبيل الإفريقي)
يرجع موطن الزنجبيل الإفريقي إلى غرب وجنوب إفريقيا الاستوائية حيث يوجد في 30 دولة إفريقية، يرجع انتشاره على نطاق واسع إلى استخدامه في حالات طبية متنوعة، يتضمن ذلك المشكلات التنفسية (مثل الكحة والإنفلونزا) والآلام والالتهابات والملاريا.
وجد تحليل الزيت الرئيسي لجذور وجذمور الزنجبيل الإفريقي نحو 70 مركبًا في الجذور و60 مركب في الجذمور، أظهرت مركبات اليوكاليبتول والسيفونوكيلون النشطة الموجودة في الجذور والجذمور إمكانية علاج الربو وردود الفعل التحسسية، وفي تجربة سريرية أظهر اليوكاليبتول نشاطًا مضادًا للالتهابات في الربو الشعبي.
في جنوب إفريقيا، يُصنف هذ النوع بأنه معرض للانقراض نظرًا للإفراط في حصاده من أجل الطب التقليدي، فهو يتجه سريعًا نحو الانقراض في البرية بجنوب إفريقيا، لذا تُشجع زراعته بشدة للحفاظ عليه.
المصدر: ذي كونفرسايشن