“الأحباش”.. مصطلح واسع الانتشار، جغرافيًا وثقافيًا، إلا أن الكثيرين لا يعرفون الكثير عن أصوله وبداية ظهوره، وهو ما أفقده بعض تأثيره وحضوره، رغم النفوذ السياسي القوي الذي يتمتع به في البلدان التي يتغلغل فيها حتى تحول إلى رقم صعب في المعادلة الثلاثية (السياسة – الاقتصاد – الأيديولوجيا).
هم أحد أبرز التجمعات السياسية المنسوبة للتيار السني في لبنان، تأسس عام 1969 على يد الإثيوبي عبد الله بن محمد الشيبي العبدري، الملقب بـ”عبد الله الهري الحبشي” نسبة إلى موطن رأسه، مدينة “هرر” في الحبشة، وتعد “جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية” بمنطقة برج أبي حيدر في بيروت، التي أسسها الحبشي عام 1983، المقر الرئيسي لتلك الطائفة التي تنتسب ظاهريًا لمذهب الإمام الشافعي فقهيًا.
يرجع البعض نشأتها وتزايد نفوذها داخل لبنان إلى فترة الحكم السوري للبلاد، مرجعين تمددها الرأسي والأفقي إلى توظيفها الجيد للحرب الأهلية اللبنانية ومناخ الفساد والفقر الذي خيم على الأجواء لعقود طويلة، وكان تربة خصبة لنشر أفكارها الموصوفة بـ”الهدامة”، فيما ذكرت صحيفة “الوطن” السعودية في عددها الصادر في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2005 أن تلك الجماعة على علاقة قوية بالمخابرات السورية واللبنانية، وأنها كما تسميها “العصا الغليظة” في وجه المعارضين للنظام السوري، كما يتمتعون بشبكة علاقات عنكبوتية مع القوى السياسية الشيعية اللبنانية، على رأسها “حزب الله” و”حركة أمل”.
اتخذ أنصار الأحباش من مسجد “برج أبي حيدر” في بيروت، قاعدة للتغلغل في أرجاء الدولة اللبنانية، حكومة وشعبًا، جهات رسمية وغير رسمية، ثم إلى الدول المجاورة وأبرزها الأردن وسوريا، ومنها إلى العالمية حيث الانتشار في أمريكا وأستراليا وأوروبا وآسيا، مع التوغل داخل القارة الإفريقية.. فماذا نعرف عن تلك الجماعة؟
من الحبشة إلى لبنان
في عام 1940 كان عبد الله العبدري، شيخ الأحباش وقطبهم الأكبر، سببًا في إحداث فتنة كبيرة في مدينة هرر بالحبشة، عرفت حينها باسم “فتنة بلاد كُلُب” وذلك حين تعاون مع حاكم إندراجي، صهر الإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي (1892- 1975) لتسليم الدعاة ورجال الدين وقادة الدعوة حينها للسلطات الحاكمة التي أصدرت بحقهم عقوبات بالسجن والنفي وصلت في بعض الأحيان إلى 23 عامًا، بحسب الأكاديمي الدكتور مانع الجهني، الأستاذ بجامعة الملك سعود وأول أمين عام لرابطة الشباب المسلم العربي التي كانت من أنشط الجمعيات الإسلامية في أمريكا الشمالية.
استغل الحبشي حالة الفوضى التي سيطرت على لبنان في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، من حرب أهلية وفقر وجهل، لدس السم في العسل
إستراتيجية الخبث التي كان يتبعها العبدري لنفاق الحاكم على حساب رجال الدين، زادت من احتقان المسلمين ضده، فتشوهت صورته، ومما زاد الطين بلة تشكيكه في ثوابت الإسلام رغم تشدقه المستمر بالحفاظ علي أسس العقيدة ومرتكزاتها، حتى أطلق عليه الناس في إثيوبيا “شيخ الفتنة” وفي رويات أخرى “الفتّان”.
وأمام هذا الهجوم المتصاعد فر عبد الله خارج بلاده عام 1950 واستقر به الحال لعدة سنوات في بعض الدول أبرزها سوريا التي قضى فيها عدة سنوات قبل أن ينتقل إلى بيروت، حيث استقر به المطاف في حي برج أبي حيدر، أحد أقدم الأحياء في العاصمة اللبنانية، ومن هناك بدأ في نشر دعوته التي غلفها بغطاء ديني رغم أهدافها السياسية، وفق ما أشار الأكاديمي السعودي.
شكوك بشأن العقيدة
استغل الحبشي حالة الفوضى التي سيطرت على لبنان في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، من حرب أهلية وفقر وجهل، لدس السم في العسل، فكانت شعاراته في ظاهرها الدعوة السنية، لكن في باطنها التجييش لخلق تيار سياسي قوي يرتكز على العقيدة الإسلامية التي نجح في التشكيك في أصولها حتى باتت لينة سهلة في يده يتلاعب بها قدر الإمكان لتحقيق أغراضه السياسية.
عرّف الأحباش أنفسهم بأنهم شافعيو المذهب والاعتقاد، غير أن ممارساتهم وأنشطتهم تشير إلى غير ذلك، فتبنوا كل المعتقدات التي تتعارض مع مذهب الإمام الشافعي، كما أساءوا للسنة النبوية في كثير من المسائل، فباتوا أخطر على أهل السنة والجماعة من الشيعة والروافض.
ومن مظاهر الشطط الفكري للطائفة الحبشية، بحسب علماء السنة، البعيدة تمامًا عن الشافعية المزعومة، إيمانهم بالتبرك بقبور الموتى، لدرجة وضعهم لتراب مقابرهم على ألسنتهم من باب نيل البركة، كذلك إيمانهم بأن الملك جبريل عليه السلام هو من أنشأ القرآن وكلامه من عنده وليس من عند الله تعالى، كما جاء في الصفحة 591 في كتاب عبد الله الهري “إظهار العقيدة السنية في العقيدة الطحاوية“.
نجح الأحباش بفكرهم وعقيدتهم التي تثير علامات استفهام كثيرة في نقل الفتنة للخارج، ولعل ما حدث في أمريكا وكندا أكبر دليل على ذلك حين حرفوا قبلة الصلاة 90 درجة، بدعوى أن الأرض نصف كروية ولا بد من تغيير القبلة في ضوء هذا التغير، مقارنة بالتعامل مع القبلة على أساس أن الأرض كروية، وهو ما وضعهم في مرمى انتقادات التيارات السنية في أمريكا.
وعلى موقعهم الإلكتروني يعرفون أنفسهم بأنهم “فئة من المسلمين استقت منهاجها من كتاب الله عزَّ وجلَّ، وسُنّة نبيه – صلى الله عليه وسلم – وما قرره علماء الإسلام أصحاب المذاهب الإسلامية المعتبرة كالإمام الشافعي والإمام أبي حنيفة والإمام أحمد بن حنبل والإمام مالك، فنحن لا نتبع منهجًا جديدًا، ولا فكرةً مُستحدثةً منذ خمسين سنة، كما هي حال أتباع سيد قطب، ولا منذ مئتي سنة، كما هي حال أتباع محمد بن عبدالوهّاب، إنما نسير على المنهج الذي ينتسب إليه مئات الملايين من المسلمين: الأشعرية الشافعية، أشعرية من حيث العقيدة التي هي عقيدة مئات الملايين من المسلمين، والإمام أبو الحسن الأشعري هو إمام أهل السُّنّة الذي لخَّص عقيدة الصحابة والتابعين، وشافعية من حيث الأحكام العملية، مع الاعتقاد بأن أئمة المذاهب المعتبرة أئمة هدى، وإن اختلافهم في فروع الأحكام رحمة بالأمة”.
وحاول الكثير من علماء أهل السنة التصدي لتلك الممارسات التي يرونها تستهدف الإسلام كدين في المقام الأول ثم المسلمين كأتباع، ومن أشهر من تصدى لها الشيخ محمد ناصر الدين الألباني (1914-1999)، فيما أفتى مفتي السعودية الراحل، عبد العزيز بن باز في الفتوى رقم 2392/1 بتاريخ 7 يوليو/تموز 1986 التي جاء فيها: “إن طائفة الأحباش طائفة ضالة، ورئيسهم عبد الله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله، فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتهم الباطلة وتحذير الناس منهم ومن الاستماع لهم أو قبول ما يقولون”.
ومع مرور الوقت اتسع نفوذ الأحباش على المستويين، الرأسي والأفقي، فزادت أعداد الأنصار، وبدأ الدخول في مرحلة جديدة من التوغل داخل مفاصل الدولة اللبنانية، حتى أصبحوا كيانًا قويًا يُحسب له ألف حساب ويستطيع بما يمتلكه من مقومات بشرية ومالية تحريك المياه الراكدة في أكثر من ملف، ليدخل منعطفًا جديدًا من العمل السياسي تحت غطاء ديني.
التغلغل في مفاصل لبنان
تتخذ جماعة الأحباش من المسار التربوي الدعوي طريقها الأسرع للتوغل داخل المجتمع اللبناني، حيث تمتلك مئات المؤسسات التربوية والإعلامية والخدمية داخل لبنان وخارجها، بجانب إذاعة خاصة بهم تبث من الداخل اللبناني وتروج لفكرهم.
انخرط الأحباش في العمل السياسي مبكرًا منذ الوهلة الأولى لوجودهم داخل الأراضي اللبنانية، إذ تزامن ظهورهم مع بداية الحرب اللبنانية، حيث شكلوا تنظيمات سرية وانخرط بعضهم في صفوف “حركة أنصار الثورة”
وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 30 مؤسسة تربوية في لبنان، أبرزها المدارس الخاصة المنتشرة في بيروت وطرابلس وبعلبك، مع بعض المؤسسات الإعلامية، تليفزيون وإذاعة، بجانب عدد من الصحف التي تنطق باسمهم وعلى رأسها مجلة “منار الهدى” الشهرية، كما انتشرت فروع “جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية” في كل ربوع الدولة مع الوضع في الاعتبار أكثر من 33 فرعًا خارجيًا لها في أنحاء العالم.
وتمنح الجمعية لمنتسبيها مكافآت وأجور مرتفعة مقارنة بغيرها من المؤسسات الأخرى، وهو ما يجعلها مقصدًا لدى الباحثين عن العمل، ما ساهم مع مرور الوقت في زيادة رقعتها البشرية، مما سهل عليها الانتشار من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب، حتى تحولت إلى واحدة من أكبر الجمعيات حضورًا لبنانيًا، في الداخل والخارج.
ورغم الشكوك والاتهامات بشأن مصادر التمويل وأصابع الاتهام التي توجه لطهران ودمشق، مع بعض الحكومات الأجنبية الأخرى، فإن الجمعية وعلى موقعها الإلكتروني أشارت إلى أن مواردها تأتي من مسارين لا ثالث لهما” الاشتراكات الشهرية لأعضائها مع التبرعات والمنح التي يقدمها الأنصار والمحبون.
وانخرط الأحباش في العمل السياسي مبكرًا منذ الوهلة الأولى لوجودهم داخل الأراضي اللبنانية، إذ تزامن ظهورهم مع بداية الحرب اللبنانية، حيث شكلوا تنظيمات سرية وانخرط بعضهم في صفوف “حركة أنصار الثورة”، ما سهل تعريف الشارع اللبناني بهم حينها، فيما لجأ عدد منهم إلى بعض تنظيمات المقاومة الفلسطينية لتلقي التدريبات على أيدي قادتها.
وفي عام 1992 كان الظهور الأول للأحباش برلمانيًا، عندما نجح عدنان الطرابلسي في الظفر بمقعد برلماني في الانتخابات التي جرت في ذلك العام بعدما حصل على 13 ألف صوت، فيما يزعم قادة التيار أن وجودهم في بيروت يتجاوز 10 آلاف صوت وفي طرابلس 6000، أما في البقاع الغربي فيبلغون 1000 صوت فقط ، فيما تشير تقديرات أخرى إلى أن الكتلة التصويتية لهم تتجاوز تلك الأرقام.
ومن أشهر زعماء هذا التيار بخلاف زعيمه المؤسس عبد الله الهري، رئيس جمعية المشاريع الإسلامية الشيخ نزار الحلبي (1952 – 1995) الذي تتلمذ على يد الهري وتلقى تعليمه الابتدائي في بيروت ثم توجه للقاهرة للدراسة في جامعة الأزهر حيث تخرج في كلية الشريعة والقانون عام 1975.
وبعد عودته إلى لبنان عمل في الخطابة والإمامة والتدريس، حتى حصل على عضوية اتحاد العلماء في لبنان، وكان ممثلًا لبعثة الحج الرسمية خلال موسم 1403هـ الموافق 1983م، ويعتبر أحد الأقطاب الفكرية والدعوية المخضرمة داخل الجمعية، وساهم في إدخال عشرات آلاف المسلمين للتيار الأحباشي.
ربطته بالمخابرات السورية علاقات قوية، خاصة بمسؤول لبنان في المخابرات الأسدية وقتها رستم غزالي، حيث كان الأحباش سلاح المخابرات السورية الأقوى لمواجهة التيارات الأصولية السنية في لبنان، وكان يتلقى الدعم المالي والعيني من السوريين، لتتحول الأحباش من مجرد أقلية سنية إلى أكبر تيار سياسي ديني في لبنان لعشرات السنين.
خصم الإخوان والسلفيين
يرى الأحباش في الإخوان المسلمين والسلفيين خصمًا عقديًا يجب التصدي له، فمنذ أن عززوا مكانتهم وثقلهم داخليًا وسيطروا على عدد من مساجد المسلمين في بيروت تصاعد خطاب الكراهية الموجهة لبقية التيارات الإسلامية الأخرى، فكان قطب الجماعة نزار الحلبي لا يترك مناسبة إلا ويهاجم الإخوان والسلفيين على حد سواء.
نجح الأحباش بهذه الطريقة عبر نفوذهم وقواهم الناعمة في أن يكونوا أداة قوية للقوى الشيعية داخل لبنان وخارجها
ويتهم الأحباش التيارات السنية الأخرى بالتطرف، محذرين على طول الخط مما أسموه “مخاطر الحركات الوهابية التكفيرية” وحزب التحرير، وتيار الإخوان، وهناك عبارات شهيرة للحلبي في هجومه على التيار السلفي لا تزال حاضرة حتى اليوم وتمثل معتقدًا أساسيًا لدى هذا التيار، منها على سبيل المثال ما ذكره في مقال له في مجلة “منار الهدى” حين كتب يقول: “إن الوهابية تعيث في الأرض فسادًا، ويقع على رأس إدارتها وتوجيهها رجل غليظ القلب، إنه المدعو ابن باز الذي شوه الحقائق بفتاويه الفاسدة.. فتاريخ ابن باز سترويه كتب الصهاينة وتعلمه لأجيالها على اعتبار أنه أحد أبرز العملاء الذين سعوا لتحقيق الأطماع الصهيونية.. نجد كيف أن ابن باز كان جاهزًا دائمًا لإصدار الفتاوى التي يرضى عنها الشيطان ويرضى عنها الصهاينة، فهم أحبابه وأصحابه، وهو عميلهم المطيع”، كما اتهم الفكر السلفي بأنه وراء تكريس أعمال العنف في المنطقة.
كما ينظر الأحباش للإخوان على أنهم جماعة انحرفت عن الإسلام وتسترت بالدين من أجل تحقيق أهدافها السياسية، وأنهم أهل إثارة للقلاقل في البلاد العربية تحت شعارات تطبيق الشرعية، متهمين بعض المنتمين للجماعة بأنهم “ألعوبة في يد إسرائيل” وينفذون مخططاتها في المنطقة.
وفي الجهة المقابلة، لدى “الأحباش” علاقات قوية مع القوى الشيعية، ورغم التوتر في العلاقات بينهما أحيانًا الذي وصل إلى حد الاشتباك والعنف بين الأنصار هنا وهناك، فإن العلاقات في معظمها دافئة تميل للتناغم والتوحد في مواجهة التيارات الإسلامية السنية الأخرى، حتى اتهم البعض الأحباش بأنهم ذراع الشيعة في لبنان رغم عباءاتهم السنية التي يزعمون ارتداءها.
وفي بدايات الألفية الحاليّة تخلت الجماعة عن سلميتها إلى حد كبير، بعدما باتت في مرمى الانتقادات السنية التي اتهمتها بالعمالة والخيانة للدين والعمل لصالح المنحرفين عقديًا، في إشارة للشيعة، وتجاوز نشاطها الحدود اللبنانية، ففي 2007 تم اعتقال تنظيم ينتمي للأحباش في القاهرة، مكونًا من 33 شخصًا، كان يخطط لاستهداف بعض الشخصيات بدعوى خروجهم عن الإسلام من بينهم قيادات إخوانية، ودعاة أبرزهم عمرو خالد وخالد الجندي.
يقول الباحث والمفكر في التيارات الإسلامية ثابت الخواجا إن دراسة جماعة الأحباش لا بد أن تكون من منظور سياسي وليس دينيًا، كونه الأدق في التعامل معها، ويؤكد أن هذا التيار ليس لديه علوم شرعية حقيقية، “فهو أبعد الناس عن المبدأ الشرعي، وأقطابه ورموزه يتصيدون الأحكام الشرعية الشاذة ويحاولون الزجّ بها على أنّها أحكام شرعية” بحسب تصريحات سابقة له لـ”عربي بوست”.
ويرى أن هناك أيادي خفية تقف وراء جماعة الأحباش في لبنان، لافتًا إلى أن مؤسسها عبد الله الهري فر هاربًا من بلاده بعدما أثار الفتن وأحدث الوقيعة بين الناس، مضيفًا لو أن به خير لبقى في إثيوبيا وواصل نشر دعوته من هناك بدلًا من الشتات في بلدان العالم الإسلامي.
وقد ساعد هذا النفوذ الداخلي المطعم بالدعم الخارجي في تمدد هذا التيار خارج لبنان، لا سيما في الأردن الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى مرتع للأحباش ممثلة في جمعية الثقافة العربية الإسلامية التي لها عدة أفرع في عمان وإربد والسلط، مع عدد من المدارس المعنونة بـ”مدارس الثقافة العربية الإسلامية”.
نجح الأحباش بهذه الطريقة عبر نفوذهم وقواهم الناعمة في أن يكونوا أداةً قويةً للقوى الشيعية داخل لبنان وخارجها، واستطاعوا عبر التستر خلف العباءة السنية تمرير الكثير من الأجندات الشيعية وقواها الداعمة خارجيًا، حتى تحولوا إلى خنجر مسنون في ظهر خاصرة سنة لبنان وتماسكها الديني الديموغرافي.