نشر “جورج غالاوي”، عضو البرلمان البريطاني والناشط المعروف بتأييده للقضايا العربية رسالة مسجلة بالفيديو على صفحته على اليوتيوب، وأوضح فيها موقفه من الانقلاب في مصر، ومن النضال السلمي المصري والدولي لإسقاط الانقلاب، وقال إنه يعمل على تشكيل ائتلاف دولي لمناهضة الانقلاب.
وأضاف غالاوي أن جماعة الإخوان المسلمين “التي ناضلت ضد الطغيان الوحشي وتحملت تبعات ذلك عقودًا دون أن تلجأ إلى العنف، والتي فازت مؤخرًا بالانتخابات الحرة في مصر، توصم الآن بأنها منظمة إرهابية، وجرى مسحها تمامًا من الخارطة السياسية الرسمية لمصر”.
وفي نص رسالته قال غالاوي إنه يتحدث عن مصر حيث قامت طغمة عسكرية بقيادة الجنرال السيسي قبل عام، بالاستيلاء على السلطة من الحكومة المنتخبة من الإخوان المسلمين بقيادة الرئيس مرسي، وتابع غالاوي “ولم تتوقف هذه الطغمة منذ ذلك الوقت عن إغراق البلد في سيل من الدماء”.
وفي دفاعه عن الديمقراطية في مصر قال غالاوي إنه يعتقد “بأن الرئيس مرسي ارتكب أخطاء خلال العام الذي قضاه في منصب رئاسة مصر، رغم أن هذه الأخطاء جرى تضخيمها في كثير من الأحيان”، مضيفًا “ولكني أعتقد أنه يبقى هو الرئيس الشرعي لمصر وأن من سلبوه السلطة ليس لهم شرعية قانونية أو سياسية”.
وهاجم غالاوي وسائل الإعلام العالمية والدول الكبرى قائلاً: “أولئك الذي لا يسأمون وعظ العالم بشأن حقوق الإنسان، فقدوا ألسنتهم إزاء الاعتقال الجماعي لنشطاء حقوق الإنسان واستخدام التعذيب، وإزاء الأحكام الجماعية بالإعدام، بعد محاكمات هزلية لا تستمر في بعض الأوقات سوى ساعات قليلة، وأولئك الذين هم على أهبة الاستعداد لشن الحروب، إذا ما قتلت بعض الأنظمة مواطنيها نسوا، ناهيك عن أن يكونوا لاحظوا، مجزرة رابعة التي قتل فيها آلاف المحتجين المدنيين قنصًا، كما لو كانوا سمكًا في برميل، بينما هم كانوا محاصرين في الميدان الذي ذبحوا فيه، أولئك الذين يحتفلون بذكرى ميدان “تيانانمان” وكلهم حزن وأسى، لا يأبهون بذكر رابعة ولا حتى يتظاهرون بالاهتمام بها، جميع قنوات التلفزيون، وجميع المحطات الإذاعية والصحف المعارضة والصحفيين الثائرين والمنظمات غير الحكومية .. كل من يسأل منهم سؤالاً مزعجًا أو يرفض الانسجام مع التوجه العام يوقف أو يشرد في الأرض، وعدد كبير منهم لقوا حتفهم قتلاً أو تعذيبًا، أو أُلقي بهم في الزنازين الكئيبة، يقود السيسي الآن واحدة من أعتى الديكتاتوريات في العالم، ولكنك قد لا تعرف ذلك إذا كانت معلوماتك مستقاة فقط مما يسمى بوسائل الإعلام العادية”.
وفي هجوم على داعمي الانقلاب العسكري في مصر قال غالاوي إن “الديكتاتوريات العربية الأخرى مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واللتان ترتعد فرائصهما رعبًا من احتمال حدوث تحول ديمقراطي فيهما، تصبان المليارات من الدولارات في جيوب الطغمة العسكرية المصرية والتي يؤول معظمها كما هو معهود إلى الجيش”.
وحذر غالاوي من نتيجة ذلك على المدى المتوسط والطويل، مؤكدًا أن إفشال التجربة الديمقراطية للإسلاميين سيدفعهم أكثر فأكثر نحو الرؤية التي يمثلها في العالم تنظيما القاعدة وداعش.
ودعا غالاوي جميع التقدميين أن يضعوا جانبًا خلافاتهم مع جماعة الإخوان المسلمين المصرية، وأن يساندوا الحملة التي تستهدف عزل الطغمة الحاكمة التي يتزعمها السيسي من خلال تسليط الضوء على جرائمها، مطالبًا النشطاء بالضغط على حكوماتهم لاتخاذ مواقف ضد ديكتاتورية السيسي.
وختم غالاوي كلمته قائلاً: “خلال الشهور القليلة القادمة سوف أبذل كل ما في وسعي في سبيل بناء تحالف واسع .. آمل أن تنضموا إليّ”.