ترجمة نون بوست
أعلن البيت الأبيض مغادرة قوات حفظ السلام بما في ذلك جنود الولايات المتحدة لجزيرة تيران الإستراتيجية في البحر الأحمر بنهاية هذا العام، ما يعني احتمالية تعزيز فرص الاتصال المستقبلية بين السعودية و”إسرائيل”.
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في كلمته بقمة في السعودية السبت الماضي بعد الإعلان عن تلك الخطوة يوم الجمعة “بفضل شهور من الهدوء والدبلوماسية الدائمة، توصلنا إلى اتفاق كامل لنقل قوات حفظ السلام الدولية من جزيرة تيران في البحر الأحمر وتحويل المنطقة التي أشعلت حروبًا من قبل إلى مركز مستقبلي للتنمية الاقتصادية والسياحية”.
كانت مصر قد تنازلت عن جزيرتي تيران وصنافير الصغيرتين في البحر الأحمر غير المأهولتين بالسكان لكنهما ذات قيمة استراتيجية؛ إلى السعودية عام 2016، لكن وضعهم الإقليمي بحاجة إلى توقيع اتفاقية مع “إسرائيل” قبل نقل سيادتهم.
اتهم النقاد السيسي بالتخلي عن الجزيرتين مقابل مساعدات واستثمارات سعودية.
قد يساعد قرار إزالة قوات حفظ السلام في حل هذا الوضع المتأرجح الناتج عن موقعهم وتاريخهم العنيف، وبناء الثقة بين السعودية و”إسرائيل” حليفتي الولايات المتحدة اللتان تتخذان خطوات تدريجية تأمل واشنطن أن تؤدي يومًا ما إلى روابط دبلوماسية كاملة.
من يملك المطالبة الإقليمية بالجزيرتين؟
خضعت الجزيرتان لسيادة مصر منذ عام 1950، ثم غزتهما القوات الإسرائيلية في أثناء أزمة السويس عام 1956 بعد تأميم الرئيس المصري جمال عبد الناصر لقناة السويس التي كانت حلقة وسيطة للتجارة بين أوروبا وآسيا.
استعادت مصر السيطرة عليهما لفترة وجيزة لنحو عقد من الزمان، لكن “إسرائيل” احتلت الجزيرتين وشبه جزيرة سيناء مرة أخرى بعد حرب 1967، ووفقًا لمعاهدة كامب ديفيد للسلام عام 1978، أعادت “إسرائيل” السيادة على سيناء والجزيرتين إلى مصر.
في عام 2016 تنازلت مصر عن الجزيرتين -اللتين تقعان شرق منتجع مدينة شرم الشيخ- إلى السعودية.
لماذا تنازلت مصر عن الجزيرتين للسعودية؟
أثار قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المثير للجدل في إبريل 2016 بالتخلي عن السيادة الإقليمية على الجزيرتين للرياض احتجاجات وطنية في مصر لكنها قُمعت سريعًا، اتهم النقاد السيسي بالتخلي عن الجزيرتين مقابل مساعدات واستثمارات سعودية.
تسيطر تيران على الممر البحري في الامتداد الإستراتيجي للبحر الأحمر مما يعني أنها تسيطر على الملاحة المتجهة إلى إيلات، منفذ “إسرائيل” الوحيد على البحر الأحمر.
قالت الحكومة إن الجزيرتين في الأصل ملك للسعودية لكنها أجرتهما لمصر في خمسينيات القرن الماضي، لكن المحاكم المصرية أصدرت سلسلة من الأحكام المناقضة لذلك قبل أن تعلن المحكمة الدستورية العليا قرارًا لصالح التسليم.
جدير بالذكر أن الرئيس المصري حسني مبارك تخلى طواعية عن السيطرة على الجزيرتين عام 1990 لصالح السعودية، لكن الأمر استغرق من الرياض عقدين حتى قررت عام 2010 نشر حدودها البحرية الأساسية بالأمم المتحدة لإثبات سيادتها على الجزيرتين بموافقة مصر.
ما الأهمية الإستراتيجية للجزيرتين؟
تسيطر تيران على الممر البحري في الامتداد الإستراتيجي للبحر الأحمر مما يعني أنها تسيطر على الملاحة المتجهة إلى إيلات، منفذ “إسرائيل” الوحيد على البحر الأحمر، بينما تقول السعودية إنها ترغب في تطوير الجزيرتين من أجل السياحة.
متى طالبت السعودية بالجزيرتين لأول مرة؟
طالب الملك سعود بن عبد العزيز بالجزيرتين لأول مرة عام 1957 ودعمته الولايات المتحدة في ذلك، وبطلب من السفير الأمريكي في الرياض آنذاك، أصدرت السعودية بيانًا عام 1968 مرة أخرى تطالب فيه بالجزيرتين وتتعهد بحرية المرور البحرى إذا سيطرت عليهما.
ما هو الحضور البشري المسموح على الجزيرتين؟
كجزء من نزع السلاح عن سيناء وفقًا لمعاهدة كامب ديفيد، لم يكن مسموحًا للقاهرة نشر قواتها في الجزيرتين، لذا تمركز فيها فقط قوات حفظ السلام المعروفين بالمراقبين والقوات متعددة الجنسيات.
تبلغ مساحة تيران – التي تضم مطارًا صغيرًا لقوات حفظ السلام – 61 كيلومترًا مربعًا، بينما تبلغ مساحة صنافير نصف هذه المساحة فقط، وأحيانًا ما يزور الغواصون مياه الجزيرتين من أجل شعابها المرجانية.
المصدر: الجزيرة الإنجليزية