ترجمة وتحرير: نون بوست
ماذا ستقول إذا كان عليك التفكير في ماهية اللعب؟ بالتأكيد، يتفق معظم الناس على بعض النقاط أبرزها أنه شيء ممتع وأنه من السهل تحقيقه، وأننا لا نحتاج إلى الكثير من العناصر للقيام به وأن مجرد الخيال يمكن أن يكون كافيًا.
ومع ذلك؛ فإننا نميل إلى تعقيد الأمور في كثير من الأحيان وننزع جوهر الهواية، ونجعل اللعب تنافسيًّا للغاية بحيث يصبح نشاطًا مرهقًا.
فوائد اللعب للأطفال
لا شك أن فوائد اللعب كثيرة لذا لا يجب أن نتوقف عن اللعب في الحياة، وفي الواقع؛ استوعبت مختلف المؤسسات، مثل المدارس وبعض الشركات، هذا الأمر؛ حتى إنها أصبحت تسعى إلى دمج اللعب كإستراتيجية لتحقيق نتائج أفضل.
ومن بين الفوائد التي يحققها اللعب تحفيز الإبداع، كما أنه شكل من أشكال التعلم ويتم استخدامه للتعبير عن المشاعر ومعالجتها، ويسمح لك اللعب بتطوير المهارات الاجتماعية والتمكن من أداء الأدوار المختلفة والمساعدة على إطلاق الطاقة
تحديد قواعد اللعب
إن فرض القواعد الخاصة بك أمر خاطئ لأن الأطفال ليسوا قادرين دائمًا على فهم القواعد واحترامها لأن الطفل يعتقد أن اللعب حر. في هذه الحالات؛ من المهم عدم تنظيم النشاط والسماح للصغار بأن يكتشفوا ويقرروا ما يريدون القيام به، ولتعزيز فضولهم الطبيعي؛ يمكنك أن تسألهم عما يلعبونه وكيف يفعلونه؛ حيث تقوم هذه الطريقة بتشجيع خيالهم.
تقديم ألعاب متعددة في وقت واحد
في بعض الأحيان؛ يؤدي تقديم الكثير من الألعاب للأطفال الصغار إلى منعهم من التركيز على إحداها، ويؤدي هذا الأمر إلى انتقالهم من واحد إلى آخر تلقائيًّا حتى لا ينتهي بهم الأمر باكتشاف أي منهم.
محاولة إبقاء الأطفال مستمتعين طوال الوقت
غالبا ما يرتكب الآباء خطأ برغبتهم في وضع نشاط تلو الآخر، وعلى الرغم من النوايا الحسنة للآباء؛ ولكن من المهم أيضًا السماح للأطفال بتعلم الشعور بالملل، لأنه من الممكن أن يحفز الملل الخيال والإبداع حتى لو بدا ذلك مستحيلًا بالنسبة لنا.
لا تحفز الأطفال على الاهتمام بالألعاب الأخرى
يفضل الطفل لعبة معينة في مرحلة ما وعادة ما تكون سيارة أو كتابًا يحب أن يأخذه في كل مكان، وعلى الرغم من أنه من الإيجابي جدًّا أن يكون لديك تفضيلاته، فمن المهم أيضًا دعوته لممارسة ألعاب أخرى.
القيام بأنشطة أخرى عندما تلعب مع الأطفال
صحيح أن الوقت قصير وأننا في كثير من الأحيان لا نريد تفويت مشاركة اللحظات مع أطفالنا. لذلك؛ بينما نلعب معهم، نقوم أيضًا بالطهي وحل بعض المشكلات وترتيب المنزل. في هذه الحالة؛ تصبح اللعبة نشاطًا ثانويًّا وينتهي بنا الأمر إلى عدم المشاركة في النشاط بتاتًا. بهذه الطريقة؛ يفضَّل قضاء وقت أقل مع الطفل ولكن تأكد من جودة النشاط والمشاركة.
عدم الصبر
إن عدم التحلي بالصبر في أوقات اللعب مع الأولاد أو إعطائهم الحل هو خطأ شائع آخر، فمن المهم احترام مستوى التعلم الخاص بهم وتعليمهم حل المشكلات بأنفسهم، وإذا لم يتمكنوا من الإجابة بعد عدة محاولات، فبدلًا من إعطائها لهم، يمكننا أن نقدم لهم بعض الأدلة، أو يمكننا أن نطلب منهم “الذهاب في نزهة على الأقدام” ثم المحاولة مرة أخرى. وبهذه الطريقة؛ قد يجدون ما كانوا يبحثون عنه بمجرد إبعاد أنفسهم عن المشكلة.
وضع الألعاب بعيدًا عن متناول اليد
على الرغم من أن هذا الجانب جزء من التحضير للحظة المرحة، إلا أنه خطأ أيضًا، فعندما يعتمد الأطفال على كبار السن للحصول على أغراضهم، فإن حريتهم في القيام بذلك عندما يريدون تكون محدودة ويضطرون إلى استخدامنا كوسطاء. لذلك؛ في حين أنه من المهم ضمان السلامة والرعاية، فمن الضروري أيضا ترك العناصر في متناولهم حتى يتمكنوا من الحصول عليها وقتما يريدون.
فهم الطفل الذي نلعب معه
من الضروري أن نفهم شخصية الطفل الذي نلعب معه. فكما ذكرنا؛ اللعب نشاط تطوري ويرافق الشخص في كل مرحلة من مراحل حياته كما أنه يطرح تحديات جديدة. وبهذا المعنى، فإن مطالبة الطفل الصغير باحترام القواعد أو المشاركة أو التركيز لفترة طويلة على شيء ما يتعارض مع اللعبة نفسها. ببساطة لأن بعض المطالب أو التوقعات ليست مناسبة لأعمارهم.
من ناحية أخرى؛ من المهم أيضًا أن نقدم لأطفالنا بدائل للعب بمفردهم أو بمرافقة أطفال آخرين أو في الهواء الطلق داخل المنزل، من بين أمور أخرى. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار أذواقهم وتفضيلاتهم وتجنب فرض أذواقنا. أخيرًا؛ إن أفضل شيء في اللعب هو أنك لست مضطرًّا إلى الخبرة للقيام بذلك؛ حيث يمكن لأي شخص أن يعطي معناه الخاص للعبة ويكون للطفولة دائما شيء يفاجئنا به.
المصدر: ايريس ماما