استيقظ أبو خالد وأولاده مبكرا لتجهيز أنفسهم للذهاب لمعبر رفح من أجل المغادرة والعودة لبلادهم تونس حيث جاؤوا في زيارة للعائلة في غزة وما هي إلا أيام قليلة حتى بدأت أزمة المعبر، حيث يحضر أبو خالد يوميا للمعبر وينتظر فترة طويلة ومن ثم يعاود أدراجه ليعود مرة أخري في صباح جديد فهو يقضي وقت أما بوابات المعبر أكثر من الوقت الذي يقضيه في بيته وهو ينتظر علّه يجد مخرجا ويتم السماح له بالمغادرة والعودة لوطنه .
فلقد تفاقمت أزمة المعبر بعد أحداث مصر الأخيرة التي ألقت بظلالها بشكل كبير علي حياة المواطن في قطاع غزة حيث اشتد الحصار في القطاع وتم إغلاق كافة المنافذ حتى الأنفاق التي كانت تعد شريان الحياة الرئيس ها هي يتم هدمها من قبل الجانب المصري ليزداد الوضع سوءا في القطاع .
فلقد أصبح القطاع عبارة عن سجن كبير ومتنفسه الوحيد هو معبر رفح الذي تم إغلاقه في الفترة الأخيرة حيث يمنع المرضي من العلاج في الخارج ويمنع الطلاب من إكمال دراستهم في الخارج والكثير من الذين لهم مقاصد من المعبر فلقد تم تحويل هؤلاء لأسري ، فأهالي قطاع غزة كلهم الآن عبارة عن أسري ينتظرون الإفراج عنهم في القريب ويناشدون كل من له يد في سجنهم بأن يفك أسرهم قريبا أو يطلق صفقة معينة أيا كان نوعها من أجل المبادلة وإطلاق سراحهم ولو بفتح المنفذ الوحيد وهو معبر رفح ، لأن ناقوس الخطر بدأت دقاته تسمع يوما بعد يوم ينتظر إذنا بالصراخ الأخير .