تتجه تركيا إلى إنشاء منطقة صناعية منظمة في مدينة جنين من الضفة الغربية في فلسطين، وفقاً لمذكرة التفاهم التي وقعت الأربعاء الماضي، حسب مذكرة التفاهم التي وقعت من خلال وزير العلوم والصناعة والتكنولوجيا التركية “فكري إشيك” و وزير الاقتصادي الوطني الفلسطيني “محمد مصطفى”.
“أحمد شاكر أوغلو” رئيس شركة “TOBB-BIS” التركية المشرفة على بناء المنطقة قال لوكالة الأناضول: “تلك لن تكون منطقة صناعية فقط، وإنما منطقة تجارة حرة تقدم مزايا فردية و واسعة النطاق للمستثمرين الأتراك والفلسطينيين على حد سواء”.
وأضاف “شاكر أوغلو”: أن المستثمرين في تلك المنطقة لن يدفعوا ضرائب، علاوة على أنهم سوف يحصلون على دعم كبير من تركيا وألمانيا والولايات المتحدة.
و وضح “شاكر أوغلو” أن البضائع التي سوف يتم إنتاجها في المنطقة سوف يتاح لها التصدير إلى ألمانيا وفرنسا والسعودية والولايات المتحدة دون أي رسوم إضافية.
وزير الصناعة التركي علق على أن التعاون بين تركيا وفلسطين سوف يتجه لبناء وتشغيل المزيد من المناطق الصناعية في جميع أنحاء فلسطين، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة قدرة الشركات.
وأضاف الوزير أنه وضمن هذا الإطار سوف يتم تبادل 50 عاماً من الخبرية والدراية مع الفلسطينيين.
وزير الاقتصاد الفلسطيني “محمد مصطفى” قال بأن فلسطين بحاجة لاقتصاد قوي لتكون مستقلة تماماً، مضيفاً أن فلسطين يجب أن تعاد هيكلتها اقتصادياً، كما عليها توفير فرص عمل كافية للفلسطينيين.
منطقة جنين الاقتصادية سوف تبنى على مساحة 920 ألف متر مربع، 30 كيلو مترمربع منها فقط من ميناء حيفاء والحدود الفلسطينية الأردنية.
ويتوقع أن يوفر المشروع 6000 فرصة عمل، بدعممن الحكومة الألمانية ، حيث سوف تكون هذه المنطقة الـ 281 التي نظمت من قبل تركيا، ومن المقرر أن تنتهي عام 2015.
ومن المعروف عن دور تركيا الهام والملحوظ في لفت الانتباه العربي والعالمي بشكل أكبر على القضية الفلسطينية بشكل عام، ومعاناة قطاع غزة بشكل خاص، تجسد هذا الدعم في تصريحات المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” المتكررة، وتوجيه قافلة الحرية لكسر الحصار على قطاع غزة التي تم الاعتداء عليها من قبل بحرية الاحتلال الإسرائيلي.
وتركزت جهود المؤسسات التركية على دعم قطاع غزة بشكل خاص، وذلك من خلال العديد من مشاريع التنمية والاعمار والجهود الخيرية، لا سيما بناء ميناء غزة.
وزار وفد تركي برئاسة وزير الخارجية آن ذاك ورئيس الوزراء الحالي “أحمد داوود أوغلو” قطاع غزة أثناء حرب “الرصاص المصبوب” الإسرائيلية على قطاع غزة، في إطار تقديم الدعم للفلسطينيين في ذلك الوقت، وذلك في اليوم السابع من الحرب.
ويعدّ هذا النشاط التركي تجاه الضفة الغربية الأول من نوعه في إنشاء مدينة إقتصادية متكاملة، يأتي ذلك في إطار تردي العلاقات التركية الإسرائيلية من بعد حرب “الجرف الصامد” الإسرائيلية على غزة، والحملة الاسرائيلية الأخيرة على الضفة الغربية في الاعتداءات على الأقصى وحملات القتل والاعتقال التي تشنّها ضد المقدسيين، علاوة على الاستمرار في الاستيطان.