حصاد تظاهرات الثامن والعشرين في مصر

2002e031-5892-469e-b8a4-4f022f404321

مرت تظاهرات جمعة اليوم 28 نوفمبر دون جديد على مستوى التصعيد تجاه النظام من جانب المتظاهرين الداعين لليوم، حيث أتت التظاهرات بشكلها التقليدي الذي تتخذه منذ عدة أشهر ولكن الاختلاف في الضجة الإعلامية التي حدثت والتي لا يمتلك أحد تفسير لها حتى هذه اللحظة.

انتشار لقوات الجيش في الشوارع وتسليم تأمين المناطق الحيوية والسجون والبنك المركزي للقوات المسلحة مع رفع حالة الاستعداد والتأهب للدرجة القصوى وتهديدات الأمن باستخدام الرصاص الحي تجاه المتظاهرين في هذا اليوم كل هذا جاء ردًا على دعوة الجبهة السلفية للتظاهر تحت اسم “انتفاضة الشباب المسلم”.

انطلقت تظاهرات تقليدية كالتي تخرج عادة يوم الجمعة في المناطق المتلهبة، كالعادة تصدرت المشهد منطقة المطرية وعين شمس التي تشهد حراكًا مناهضًا للانقلاب العسكري منذ فترة، وكعادة الأمن أيضًا خرجت قوات مشتركة من الجيش والشرطة لقمع تلك التظاهرات؛ ما أدى لاستشهاد أكثر من أربعة متظاهرين تحت وطأة إطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الأمن.

بينما سيطرت الأجواء المشحونة على المدن الكبرى التي شهدت أرتال عسكرية على الأرض وتحليق للطائرات العسكرية في السماء في مشاهد توحي بالتهويل الذي حدث، الشيء الذي لم يكن له صدى حقيقي في حجم التظاهرات التي خرجت.

كذلك كانت ظاهرة القنابل الصوتية التي انفجرت في أماكن عدة بالجمهورية؛ ما ساهم في بث الرعب بهذه المناطق للحظات، لكن سرعان ما كان يزول بعد اكتشاف أنها مجرد قنبلة صوتية.

لم يخل اليوم من العنف المعهود من قبل قوات الشرطة تجاه التظاهرات التي تخرج يوميًا الأمر الذي قابله بعض المتظاهرين باشتباكات وكر وفر، هذا وقد دخلت عناصر مجهولة في الصراع على الأرض لم تحدد هوياتها بعد في اشتباكات مع بعض القوات المتواجدة على الأرض؛ ما أدى إلى إطلاق النار على عدة عناصر للشرطة في أكثر من محافظة مع سقوط قتلى بالفعل في صفوف قوات الأمن، لكن الأمر لم يكن فوق الاعتيادي، فعمليات استهداف قوات الشرطة بالعبوات الناسفة مستمرة منذ فترة كذلك استهداف عناصر الشرطة بإطلاق النيران عليهم من قبل عناصر مسلحة لم تهدأ منذ عدة أشهر في مؤشر لازدياد وتيرة العنف داخل البلاد في ظل انسداد أفق الحل السياسي.

لم يختلف الحال في المدن الكبرى التي شهدت تظاهرات حاشدة عن غيرها في الأقاليم التي بدت أقل عنفًا عقب مطاردات بين الأمن والمنظمين للمسيرات في الأقاليم؛ الأمر الذي نتج عنه أكثر من 150 حالة اعتقال أعلنت عنها وكالات الأنباء.

لم تكن التظاهرات في هذا اليوم عند سقف طموح منظميها الذين اعتقدوا أن اليوم سيكون له تأثيرًا أكبر من ذلك، لكن يبدو أن الأمر لم يكن سوى ظاهرة إعلامية لا أكثر.

يعزى البعض هذا الأمر إلى مشاركة الإخوان بطريقة تلقيدية لم تصل إلى ذروة الحشد المطلوب اليوم بعد بيانات أكدت الجماعة فيها أنها ماضية في نهج تحالفها “دعم الشرعية” المساند للرئيس السابق محمد مرسي دون إدخال شعارات جديدة على القضية.

لم تغب سيناء عن المشهد حيث شهدت اشتباكات بين قوات الجيش وعناصر مسلحة بها في مدينة رفح أدت لسقوط عدد من القتلى.

فسر البعض مبالغة الأمن في الاستعداد لليوم على أنه مجرد “بروفة” ليوم الغد الذي سيشهد النطق بالحكم على الرئيس المخلوع حسنى مبارك؛ فكان هذا الانتشار تحسبًا لأي مفاجأت قد يحملها يوم النطق بالحكم ولعدم استغلاله شعبيًا بأي حال من الأحوال مع ترويج صورة العنف الخاصة بالمظاهرات التي تخرج لأي سببًا كان.

جاء اليوم كمثل سابقه من الأيام بل قد يكون أخف وطأة من سابق الأيام المعد لها سلفًا كيوم السادس من أكتوبر العام الماضي الذي شهد خروج أعداد حاشدة في تظاهرات سقط فيها أكثر من 40 شهيد على يد قوات الأمن، ولكن يظل لغز هذا اليوم قائمًا بعد تصعيده إعلاميًا دون خطر حقيقي على الأرض أظهر رعب النظام من أية دعوات تخرج للتظاهر ضده تحت أي راية .