ترجمة حفصة جودة
تستخدم نسبة كبيرة من السيدات حقنة الإبيدورال في أثناء المخاض لتخفيف الألم، كما تُستخدم تلك الحقنة أيضًا في بعض الأغراض الطبية غير المتعلقة بالولادة، وبينما تواجه الدول نقصًا عالميًا في بعض العلامات التجارية المصنعة لمجموعات الإبيدورال، تحاول بعض المستشفيات توفير منتجات بديلة لتلبية الاحتياجات، كما تنصح الهيئات الصحية بتوفير تلك الحقن لعمليات الولادة.
ما هو الإبيدورال؟
تستخدم السيدات في أثناء المخاض هذا المنتج التخديري لحجب الألم في الأعصاب عبر أنبوب بلاستيكي دقيق يدخل منطقة فوق الجافية في الظهر حيث تمر الأعصاب الشوكية، ويقوم بهذا الإجراء اختصاصيو التخدير.
يحدد الطبيب الأول منطقة فوق الجافية باستخدام إبرة وحقنة مصممة خصيصًا لذلك، ثم يمرر أنبوبًا صغيرًا لتلك المنطقة، يتم إدخال الدواء من خلال هذا الأنبوب، ويعمل المخدر خلال 20 دقيقة عادة.
لماذا يواجه الإبيدورال نقصًا عالميًا؟
في شهر أبريل/نيسان، أعلن أحد المصانع الدولية المنتجة للإبيدورال توقفًا مؤقتًا في الإمدادات، ترتبط مشكلة سلسلة التوريد تلك بنقص إمدادات الصبغة الزرقاء التي يستخدمها المصنعون لتلوين مكبس حقنة الإبيدورال منخفض الاحتكاك، هذه الحقنة مهمة للغاية لأن أطباء التخدير يستخدمونها لتحديد منطقة فوق الجافية في ظهر المريض.
عادةً ما تُملأ الحقنة بمحلول ملحي وتتصل بتجويف إبرة الإبيدورال التي يتم إدخالها ببطء في الظهر، يضغط أطباء التخدير بشكل مستمر على الحقنة، وعند تحديد منطقة فوق الجافية، يحدث فقدان في المقاومة، عندها يمر المحلول الملحي بسهولة بداخلها مما يفتح المجال لتمرير أنبوبة الإبيدورال بسلاسة.
يميز اللون الأزرق المعتاد للمكبس تلك الحقنة عن غيرها من الحقن الشفافة التي تستخدم مع الأدوية الأخرى، يضمن لون الحقنة سهولة التطابق والأمان وبالتالي استخدام الحقنة المناسبة للإجراء.
هذا الفقدان المفاجئ وغير المتوقع لتلك العلامة التجارية الخاصة بمجموعة الإبيدورال، شكل ضغطًا عالميًا على مصانع مجموعات الإبيدورال الأخرى مما تسبب في نقص عالمي.
كيف تغير الإبيدورال؟
يستخدم الإبيدورال لتخفيف آلاف المخاض منذ أكثر من 40 عامًا، لكن تاريخه يعود لأكثر من 100 عام، عندما ظهر الإبيدورال لأول مرة كان يُعرف باسم “الإبيدورال الكثيف” حيث تُحقن جرعة عالية من المخدر لحجب الآلام في أعصاب العضلات الكبيرة بالإضافة إلى الأعصاب الصغيرة المتعلقة بالألم والتوازن والحرارة.
تسبب حجب الألم في العضلات في عدم قدرة المريضات على التحرك من سرير الولادة وأصبح من الصعب دفع الطفل، مع الشعور بثقل شديد.
يستخدم تخدير الإبيدورال اليوم جرعات منخفضة من المخدر تحجب ألم الأعصاب والحرارة والتوازن فقط، هذا النوع من التخدير يوفر راحة ممتازة من الألم بينما يسمح في الوقت نفسه بالحركة لأن عضلات الساقين لا تتأثر به.
من الممكن إضافة جرعات عالية من المخدر من خلال الإبيدورال ليصبح مناسبًا لتخدير الولادة القيصرية، لكن معظم الولادات القيصرية (69% منها) تستخدم تخدير النخاع الشوكي، الذي يحتاج إلى معدات مختلفة من الحقن، لذا فإن الولادات القيصرية لن تتأثر بمشكلة نقص إمدادات الإبيدورال.
كان الإبيدورال يُستخدم سابقًا لتخفيف آلام المرضى الذين يخضعون لعدة إجراءات جراحية غير متعلقة بطب التوليد، وما زال يُستخدم حتى الآن لمساعدة بعض المرضى مثل هؤلاء الذين يخضعون لعمليات السرطان الكبرى الخطيرة، لكنها أقل شيوعًا وأقل فائدة لغير ذلك من المرضى.
لإدارة الألم، يمكن لهؤلاء المرضى الحصول على حقنة مورفين في العمود الفقرى أو بعض أدوية الأفيون باستخدام التقطير من خلال الوريد.
الاستعداد لنقص الإمدادات العالمية
بالإضافة إلى أكسيد النيتروجين وحقن الإبيدورال، هناك بعض الأدوية البديلة التي يمكن استخدامها لتخفيف الألم في أثناء المخاض، يتضمن ذلك أدوية شبيهة بالمورفين تُعطى من خلال التقطير، لتوفير تسكينًا للألم يتحكم المرء فيه “PCA”، أو جرعة منخفضة جدًا من التخدير في العمود الفقري.
ومع ذلك قد تستمر مشكلة الإمدادات العالمية عدة سنوات بسبب الجائحات والحروب والكوارث الطبيعية، لذا من الضروري الاستعداد لذلك، وكلما اكتشفنا المشكلة مبكرًا تمكنا من التحكم في تأثير هذا النقص.
من الضروري تخفيف تأثير هذا النقص على المرضى الذين هم في أشد الحاجة إليه، وضمان عدم مواجهة المريضات صدمات نفسية محتملة تنتج عن آلام المخاض التي لم يتم التحكم بها.
المصدر: ذي كونفرساشين