خرجت المعارضة التونسية في مظاهرات احتجاجية في العاصمة التونسية استمرت حتى ساعات المساء حيث اجتمع أنصار المعارضة في أعداد تقدر ببضعة آلاف في ساحة باردو أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي، وتأتي هذه الاحتجاجات في ذكرى مرور 40 يوم على اغتيال البرلماني التونسي محمد البراهمي والتي طالبت قوى المعارضة التونسية على إثرها بحل المجلس الوطني التأسيسي وكل المؤسسات المنبثقة عنه ومنها الحكومة ورئاسة الجمهورية.
ورغم عدم انقطاع دعوات المعارضة للحشد في الشارع للضغط على الحكومة طيلة الفترة الماضية، فإنها دعت مجددا نهاية الأسبوع الماضي إلى أن تكون ذكرى أربعينية البراهيمي انطلاقة جديدة للعودة للشارع وللعودة إلى ما يسمى ب”اعتصام الرحيل” الذي أدت الخلافات والتحالفات السياسية إلى تشتته وانفضاضه منذ أسابيع.
وكان الاتحاد التونسي للشغل ومعه منظمات مدنية أخرى قد أعلن عن فشله في الوصول إلى صيغة توافقية تجلس بموجبها أطراف الأزمة السياسية في تونس إلى طاولة الحوار، وربط الاتحاد فشل المفاوضات بتشبث المعارضة من جهة باستقالة حكومة علي العريض قبل بدأ الحوار وتشبث الائتلاف الحاكم ببقاء الحكومة إلى حين الانتهاء من الحوار الوطني واعتماد خارطة طريق لما تبقى من المسار الانتقالي.
ويذكر أن رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر أعلن قبل بضعة أيام عن نية مكتب رئيس المجلس الانعقاد مطلع هذا الأسبوع لتقرير إعادة المجلس إلى نشاطه المعلق منذ أكثر من شهر بقرار فردي من بن جعفر، وذلك بعد تصاعد الاتهامات لبن جعفر بالانحياز إلى مطالب المعارضة.
ومن جهة أخرى أعلنت جبهة الإنقاذ المتزعمة لقوى المعارضة التونسية عن دخول عدد من أعضاء المجلس في إضراب مفتوح عن الطعام إلى حين تلبية الائتلاف الحاكم وعلى رأسه حركة النهضة لمطالب الجبهة المنادية بحل المجلس التأسيسي وإقالة حكومة علي العريض، مع العلم بأن المعارضة وجبهة الإنقاذ لم تعلن إلى الآن عن الرقم الدقيق للأعضاء الذين سيشاركون في هذا الإضراب.