تستضيف تركيا النسخة الخامسة من ألعاب التضامن الإسلامي في مدينة “قونيا”؛ حيث تتوجه الأنظار إلى أهمية هذا الحدث الرياضي الضخم.
أضاء عرض رائع للألعاب النارية سماء قونيا ليلة الثلاثاء الماضي، عندما افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دورة ألعاب التضامن الإسلامي الخامسة؛ حيث ستشهد هذه الألعاب – المقرر أن تقام في الفترة من 9 إلى 18 آب/أغسطس الجاري – مشاركة ما لا يقل عن 4000 رياضي من 56 دولة إسلامية، يتنافسون في 24 لعبة مختلفة، من أجل الفوز بـ 355 ميدالية في المجموع.
هذه النسخة الحالية، مثلها مثل النسخ السابقة، ينظمها الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، والذي يهدف إلى دعم وترقية الرياضيين في العالم الإسلامي وزيادة ثقافة الأخوة والتضامن بين الرياضيين.
ولا تقتصر المشاركة في هذا الحدث على الرياضيين المسلمين وحدهم؛ بل حتى الرياضيين غير المسلمين من أي من الدول الأعضاء؛ حيث يشاركون ويستعرضون مواهبهم في مدينة “قونية”، تمامًا مثلما كان عليه الحال في الدورات السابقة.
وقبل تركيا؛ تم تنظيم الألعاب في المملكة العربية السعودية (2005) وفي إيران (2010)، وفي إندونيسيا (2013) وفي أذربيجان (2017)؛ غير أن نسخة طهران تم إلغاؤها بعد خلاف بين إيران والمملكة العربية السعودية.
Turkish President Recep Tayyip Erdogan and his Azerbaijani counterpart Ilham Aliyev meet in the central province of Konya on the occasion of 5th Islamic Solidarity Games pic.twitter.com/u7buuRwKrj
— TRT World Now (@TRTWorldNow) August 9, 2022
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفقة نظيره الأذربايجاني إلهام علييف في محافظة قونية وسط تركيا بمناسبة ألعاب التضامن الإسلامي الخامسة.
Fifth edition of Islamic Solidarity Games kicks off Türkiye’s central province of Konya pic.twitter.com/7gGTp7w8aG
— TRT World Now (@TRTWorldNow) August 9, 2022
افتتاح النسخة الخامسة من ألعاب التضامن الإسلامي من مقاطعة قونية وسط تركيا.
تأسيس الألعاب
أقيمت الألعاب لأول مرة في سنة 2005؛ ولكن فكرة إقامتها كانت قبل ذلك بكثير، وبالضبط في سنة 1981، أثناء مؤتمر القمة الإسلامي الثالث الذي عقدته منظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة. وكان لهذه القمة أهمية رمزية؛ حيث تزامنت مع حلول القرن الخامس عشر الهجري، فكانت مناسبة للترحيب بقرن إسلامي جديد، وتم اختيار مكة على وجه التحديد لاستضافة المؤتمر، وعقدت الجلسة الافتتاحية داخل المسجد الحرام.
وخلال هذا المؤتمر؛ دعا الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز- الذي كان حينها يتولى الرئاسة العامة لرعاية الشباب في المملكة العربية السعودية – إلى تشكيل منظمة متخصصة لتطوير وتنظيم الرياضة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وبعد أربع سنوات من ذلك، في عام 1985؛ وجهت منظمة التعاون الإسلامي دعوات إلى الدول الأعضاء لحضور الجمعية التأسيسية لتأسيس “الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي” في العاصمة السعودية الرياض، والتي تم الرد عليها بمشاركة ممثلين عن 34 لجنة أولمبية وطنية، مما مهد الطريق لهذا الاتحاد إلى الوجود.
وهكذا تجسدت فكرة الأمير فيصل بعد مرور 20 سنة من تشكيل “الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي”، عندما انطلقت الألعاب الأولى في أربع مدن سعودية هي: مكة والمدينة وجدة والطائف، بإجمالي 7000 رياضي من 54 دولة شاركوا في الألعاب لاستعراض مهاراتهم في 13 مسابقة.
وتجلت روعة هذا الحدث في الوصف الذي كتبه آلان هوبارد، كاتب العمود الرياضي في صحيفة “إندبندنت”، أثناء تغطيته للحدث: “بخلاف الألعاب الأولمبية نفسها، لم يتم تنظيم أي حدث رياضي متعدد بهذا الحجم من أي وقت مضى”.
إظهار الوحدة
منذ عام 2005؛ انتقلت الألعاب من صحراء المملكة العربية السعودية إلى ضفاف نهر موسي في باليمبانج بإندونيسيا، ثم إلى باكو في أذربيجان، ووصلت الآن إلى قونية التركية، مرقد جلال الدين الرومي (مولانا الرومي كما يسميه الأتراك) والعاصمة السابقة للإمبراطورية السلجوقية.
وكان الرئيس التركي أردوغان قد رحب بالدول المشاركة ورياضييها، ودعا جميع عشاق الرياضة، وخاصة الشباب، لحضور هذا الحدث. كما حضر حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حفل الافتتاح وشكر تركيا على استضافة الحدث، وصرح قائلًا: “من المهم أن تعقد الدول الإسلامية مثل هذه الأحداث التي تعزز الحوار بين الثقافات”. وبدوره وجه وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية، شكره للرئيس أردوغان وللشعب التركي على استضافة الألعاب.
في غضون ذلك، كان وزير الشباب والرياضة التركي محمد كساب أوغلو، الذي أقرّ بأهمية هذه الألعاب، قد تحدث عن دور الرياضة في توحيد الناس، قائلًا: “إن الأنشطة الرياضية الدولية تساهم في تنمية الأخوة بين الدول”.
وكتب كساب أوغلو في صحيفة “ديلي صباح”، مُلخِّصًا الغرض من الألعاب قائلًا: “إنها أبعد من أن تكون مجرد منظمة تجمع اللاعبين الرياضيين معًا. إذا كان هناك أي شيء، فإن الألعاب هي مجرد ذريعة لخدمة غرض أكبر. والغرض، كما هو الحال بالنسبة لكل ما فعلناه حتى الآن، هو الوحدة ونبذ الاختلافات”.
تجدر الإشارة إلى أن الألعاب الجارية في قونية، كان من المفترض أن تقام في عام 2021، غير أن القيود الاجتماعية الناجمة عن وباء كورونا أجبرت المنظمين على تأجيلها لمدة سنة.
المصدر: تي آر تي وورلد